تدارس لقاء نظم الجمعة بلندن سبل تشجيع المغاربة المقيمين بالخارج على المساهمة في التنمية الاقتصادية للمملكة، عبر مضاعفة استثماراتهم في الوطن الأم.
ويعد اللقاء الأول من نوعه ضمن سلسلة من الندوات التي تنظمها مؤسسة جوائز مغاربة العالم و مجلة BM في أهم عواصم بلدان الاستقبال قصد التفكير في وسائل تشجيع استثمارات مغاربة العالم في بلدهم الأصلي.
وقال يونس الحجيوي، مسؤول ادارة الأصول في الشركة المغربية للهندسة السياحية، إن المغرب، بموقعه الاستراتيجي ومناخه وبيئته السوسيو اقتصادية والقانونية، يشكل بوابة للاستثمارات السياحية الدولية نحو القارة.
وأوضح أن هذا المناخ الملائم مكن المملكة من التموقع كمركز للاستثمار بالنسبة لكبريات مجموعات الاستثمار السياحية والفندقية العالمية مسجلا أن المملكة وضعت إطارا محفزا يمكن المستثمرين الراغبين في التمركز بالمغرب من الاستفادة من تشجيعات مالية وضريبية وجمركية.
وأشار في هذا السياق الى مجموعة المساطر المتاحة حاليا عبر الانترنيت ومع مخاطب وحيد يتمثل في المراكز الجهوية للاستثمار المطالبة بالجواب على جميع الطلبات في وقت لا يتعدى شهرا.
ومن جانبه، أبرز طارق هدي، رئيس المكتب المديري لصندوق Azur Innovation ، وهو صندوق استثماري يستهدف المقاولات الناشئة، أن استراتيجية المغرب تستند على تطوير صناعات السيارات، الصناعات الغذائية، النسيج، الأوفشورينغ، الطيران والرقميات فضلا عن تدبير المياه والطاقات المتجددة.
وأضاف أن كلا من هذه القطاعات توفر امكانيات للتنمية والاندماج بالنسبة للمقاولات الناشئة مشيرا الى أن قطاع السيارات، مثلا، نجح على صعيد المغرب في ظرف 15 سنة، في انشاء محيط اقتصادي من 250 مقاولة بطاقة انتاج تبلغ 700 ألف سيارة سنويا.
وبهذه الأرقام، يقول طارق هدي، فإن المغرب يعد أول مصدر للسيارات للاتحاد الأوروبي، وهدفه هو مضاعفة حجم الصادرات مستقبلا. كما أن المملكة هي أول بلد افريقي يتوصل الى اتفاق جوار وشراكة مع الاتحاد الأوروبي، واتفاق للتبادل الحر مع الولايات المتحدة واتفاقات تجارية مع قوى اقتصادية متوسطية خارج الاتحاد الأوروبي، مما يتيح للمستثمرين ولوجا لسوق تبلغ زهاء مليار مستهلك.
من جهته، استعرض محمد أفرين، المسؤول ب Bank of Africa EuroServices التطور المطرد في البنيات الأساسية بالمغرب خلال العشرين سنة الأخيرة.
وتناول الدور الذي يضطلع به القطاع البنكي في مواكبة المشاريع المهيكلة التي عرفها المغرب مؤكدا أن المؤسسات المالية مصممة على مرافقة مغاربة العالم من حاملي المشاريع الراغبين في الاستثمار بالمملكة.
وذكر في هذا الإطار بأن مؤسسته شركة تابعة لمجموعة BMCE المتمركزة في 7 بلدان أوروبية، هي اسبانيا، فرنسا، ايطاليا، بلجيكا، هولندا، ألمانيا والمملكة المتحدة، مشيرا الى أن الشركة لها نشاط موجه حصرا نحو المغاربة المقيمين بالخارج.
أما أمين سعد، رئيس مؤسسة جوائز مغاربة العالم فأوضح أن المؤسسة تروم تسليط الضوء على مغاربة العالم ذوي المسار المتميز الذين بامكانهم أن يكونوا سفراء للمغرب في الخارج.
وتنظم تظاهرة “جوائز مغاربة العالم” سنويا بمراكش منذ 2017، حيث تحتفي بمغاربة المهجر الذين تميزوا في مجالات البحث العلمي والمقاولة والسياسة والرياضة والثقافة والعمل الجمعوي.