في انتظار “حياة أفضل” .. مئات المهاجرين المغاربيين يفترشون الأرض بإسبانيا
La rédaction
يفترشون الأرض في شوارع وأزقة إقليم الباسك في إسبانيا؛ هكذا تم إحصاء المئات من المهاجرين المغاربة والجزائريين بعدما “نجحوا” في قطع البحر الأبيض المتوسّط بحثاً عن مستقبل أفضل في الضفة الأوروبية.
وعثر متخصّصون ومتطوعون في مجال الاندماج الاجتماعي، خلال جولة ليلية في مختلف بلديات ومناطق الإقليم سالف الذكر، على 680 شخصا بدون مأوى، نائمين في العراء أو في مداخل المنازل والبنايات أو تحت الجسور على الطريق السريع أو في الأكواخ والمباني الصناعية المهجورة، أغلبهم رجال من الجنسيتين المغربية والجزائرية.
وأكد الفريق التطوعي، وفق تقرير نشرته صحيفة “إلباييس” الإسبانية، أن هذا العدد يبقى ضئيلا مقارنة بالواقع، مبرزا أن أغلب من يعيشون حالة التشرد يختارون التواري عن الأنظار، كما يرفضون المشاركة في أي إحصاء.
ويلجأ المهاجرون إلى أحياء من الخطر دخولها ويصعب الوصول إليها من طرف أفراد الشرطة أو باقي المؤسسات الأمنية أو الاجتماعية، كما هو الشأن بالنسبة لهذا الفريق الذي يعد دراسة حول الأشخاص بدون مأوى في إقليم الباسك بتكليف من إدارة السياسة الاجتماعية ستُنشر خلال سنة 2023.
في هذا السياق، أكد راكيل سانز، عالم اجتماع في أحد مراكز الدراسات والتوثيق أحد أعضاء فريق الجرد والإحصاء، أن الأشخاص الذين شملتهم الحملة المذكورة غير معنيين بالفئة التي تتم رعايتها في إطار برامج الموارد الاجتماعية التي توفّر لهم في بعض الأحيان الإقامة.
وقال: “ما وجدناه خلال حملة هذا العام هو أنه بالإضافة إلى السكان الأصليين الذين يعيشون في الشوارع لسنوات عديدة، فقد زاد عدد الشباب من أصل شمال إفريقي، كلهم تقريبًا من المغرب والجزائر، وهم في وضع إداري غير نظامي ويخرجون إلى الشوارع لأنهم لا يملكون بديلاً، هناك من يريدون الاستقرار هنا بينما يمر الآخرون فقط بحثا عن حياة جديدة”.
وعلى الرّغم من صعوبة عيشهم، لاحظ الفريق ذاته أن المهاجرين المغاربة والجزائريين يُقبلون في الصباح على مراكز دراسة اللغة الإسبانية، مشيراً إلى أنهم يقومون بذلك لعلمهم بأن فرص الحصول على الإقامة تبدأ من تعلم اللغة، خاصة مع التغييرات الجديدة التي طرأت على قانون الهجرة الإسباني، الذي يتيح إمكانية إدماج المهاجرين في سوق الشغل بعد استكمالهم عامين في تكوين أو تدريب معيّن.
وبشكل عام، يشير أحدث استطلاع أجراه معهد الباسك للإحصاء (Eustat) حول الأشخاص المشردين، تم نشره في 19 أكتوبر الماضي، إلى أن 4456 شخصًا بلا مأوى تتم رعايتهم في مراكز الإقامة والمطاعم التي تقدّم وجبات بالمجان في إقليم الباسك.