أنباء غياب الملك محمد السادس عن القمة يدفع الجزائر إلى مضايقة الوفد المغربي

بوشعيب البازي

فسرت أوساط دبلوماسية عربية المضايقات التي مارستها السلطات الجزائرية على الوفد المغربي برئاسة وزير الخارجية ناصر بوريطة، أثناء حضوره اجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيري للقمة العربية، بخشية الجزائر من حضور العاهل المغربي الملك محمد السادس للقمة.

وقالت المصادر إن هاجس حضور العاهل المغربي للقمة جعل المسؤولين الجزائريين يخرجون عن كل ما له علاقة بالأصول والأعراف الدبلوماسية في تعاطيهم مع الوفد الوزاري المغربي.

وكشفت مصادر سياسية عربية مساء السبت أن الوفد الوزاري المغربي الموجود حاليا في الجزائر في إطار التحضير للقمة العربية يتعرض إلى مضايقات شديدة من السلطات الجزائرية وهو ما ألمح إليه وزير الخارجية ناصر بوريطة في تصريحات إعلامية.

◘ ما حدث للوفد المغربي يؤكد أن التوقعات بشأن عدم التزام الجزائر بالحياد عندما أعلنت عن نيتها استضافة القمة كانت في محلها

وقال بوريطة إن “التلاعب بالقواعد وعدم احترام الأعراف والبروتوكولات يؤديان إلى الفشل”، أي فشل القمة العربية.

وأضاف في تصريحات للصحافة بالجزائر أنه “يمكن للقمة أن تنجح إذا تجاوزنا الخلافات الجانبية، وتجاوزنا الاستفزازات التي لا حاجة إليها، وإذا تعامل البلد المضيف وفق القواعد التي تحكم القمم، سواء من الناحية البروتوكولية أو الأعراف”.

واستغرب مراقبون تصرفات السلطات الجزائرية التي اعتبروا أن الهدف منها استفزاز الوفد المغربي ودفعه إلى المغادرة، بعد أن أثار حضور الوفد التفاؤل بإمكانية مشاركة العاهل المغربي في القمة.

ولفت هؤلاء المراقبون إلى أن ما حدث للوفد المغربي يؤكد أن التوقعات بشأن عدم التزام الجزائر بالحياد عندما أعلنت عن نيتها استضافة القمة كانت في محلها، رغم تظاهرها بذلك من خلال تسليم المغرب دعوة للمشاركة.

ونقلت تقارير إعلامية مغربية عن مصادر دبلوماسية أن بوريطة طالب في الجلسة المغلقة لاجتماع وزراء الخارجية العرب بإدراج نقطة تسليح إيران لجبهة بوليساريو الانفصالية بالمسيّرات واستهدافها للأراضي العربية سواء في الخليج أو المغرب ضمن جدول أعمال الاجتماع، بيد أن وزير خارجية الجزائر رمطان لعمامرة رفض ذلك.

وقال مصدر دبلوماسي أن بوريطة علّق على العمامرة قائلا “ليس من حقك الرفض هناك تصويت وإجماع”. بيد أن لعمامرة تجاهل ما قاله الوزير المغربي ‏لكن بوريطة أعاد طرح نفس الطلب ودعّمه معظم من كان في قاعة الاجتماع، وفق ذات المصدر.

وأوضح المصدر الدبلوماسي المغربي أن الوفد المغربي، مثله مثل بقية الوفود العربية، عانى من استفزازات أحد الموظفين الجزائريين الذي اتسم سلوكه بالعنف والهجومية، وغياب الحياد وفرض وجهة نظره وفشله في البحث عن التوافق.

 

ناصر بوريطة: يمكن للقمة أن تنجح إذا تجاوزنا الخلافات الجانبية
ناصر بوريطة: يمكن للقمة أن تنجح إذا تجاوزنا الخلافات الجانبية

 

وقال دبلوماسي مغربي رفيع، إنه لا أساس من الصحة للتقارير الإعلامية التي أوردت أن وزير الخارجية المغربي غادر مكان اجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيري للقمة العربية في الجزائر إثر خلاف مع نظيره الجزائري.

وأضاف الدبلوماسي المغربي أن “الوفد المغربي بقي داخل القاعة واحتج على عدم احترام خريطة المغرب كما هو متعارف عليها من قبل قناة جزائرية، مما اضطر الجامعة العربية الى إصدار بيان توضيحي ورئاسة الجلسة إلى تقديم اعتذار”.

ونفت جامعة الدول العربية الأحد أن يكون لها أيّ “شركاء إعلاميين” في تغطية أعمال القمة العربية الـ31 بالجزائر، مؤكدة عدم وجود صلةٍ لها بأيّ مؤسسة إعلامية تدّعي هذه الصفة.

وأوضحت الجامعة، في بيان، أن هذا “النفي يأتي على خلفية نشر قناة الجزائر الدولية “AL24 News” (حكومية) خريطة للعالم العربي على موقعها الإلكتروني تُخالف الخريطة التي درجت الجامعة على اعتمادها، مما أثار تحفظ الوفد المغربي”.

وتابعت أنها “لا تعتمد خريطة رسمية مبينا عليها الحدود السياسية للدول العربية بما فيها المملكة المغربية، بل تتبنى خريطة للوطن العربي دون إظهار للحدود بين الدول تعزيزا لمفهوم الوحدة العربية”. وأهابت الجامعة العربية بوسائل الإعلام “توخّي الحرص الشديد في نسبة المعلومات المنشورة على مواقعها للجامعة العربية أو مؤسساتها”.

فيما قالت القناة الجزائرية، في بيان مقتضب الأحد، إنها “تعتذر عن استخدام خريطة للوطن العربي غير تلك المعتمدة لدى الجامعة العربية”. وأكدت أن ذلك “لا يعدو إلا أن يكون خطأ فنيا من قسم الغرافيكس”.

وشدد المصدر على أنه “ليس من قواعد العمل الدبلوماسي المغربي وأعرافه، وفق تعليمات الملك محمد السادس، أن يغادر بوريطة قاعة الاجتماعات، بل أن يدافع من داخل أروقة الاجتماعات على حقوق المغرب المشروعة ومصالحه الحيوية”.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: