انتقد سياسيون ونشطاء غياب تونس عن الاجتماع الرابع عشر لرؤساء أركان القوات المسلحة للبلدان الأعضاء في مبادرة “5 زائد 5 دفاع”، الذي عُقد أخيرا في المغرب، ودعوا لوضع حد للأزمة الدبلوماسية المتواصلة بين البلدين الشقيقين.
ولوحظ غياب كل من تونس والجزائر عن الاجتماع، في وقت تشهد فيه العلاقات الدبلوماسية بين تونس والمغرب توترا كبيرا، بعد استقبال الرئيس قيس سعيد لزعيم البوليساريو إبراهيم غالي، على هامش قمة طوكيو لتنمية إفريقيا (تيكاد 8).
وتحت عنوان “عُزلة إضافيَّة أم سياسة الكرسي الفارغ أم موقف مُقاطعة سيادي؟”، دون الخبير الأممي السابق ورئيس حزب المجد، عبد الوهاب الهاني “لأوَّل مرَّة منذ عقديْن، تغيَّبت تونس اليوم الخميس 28 أكتوبر 2022 في الرِّباط، إلى جانب الجزائر، عن الاجتماع الدَّوري التَّنسيقي الرَّابع عشر لرؤساء أركان جيوش مبادرة 5+5 لدول حوض البحر المتوسَّط الغربي (ليبيا، تونس، الجزائر، المغرب، موريتانيا، البرتغال، إسبانيا، فرنسا، إيطاليا، مالطا)، علما أنَّ المغرب سيحتضن أيضا اجتماع وزراء الدِّفاع لنفس المجموعة يوم 16 ديسمبر 2022 بالرِّباط، قبل أن تتحوَّل الرِّئاسة الدَّوريَّة للمبادرة للبرتغال لسنة 2023”.
وأضاف “وإذا كانت مقاطعة الجزائر لاجتماع تحتضنه العاصمة المغربيَّة الرِّباط مفهومة بسبب المناوشات الدِّبلوماسيَّة حول مستوى الحضور العربي في قمَّة الجزائر والخلاف الجزائري المغربي حول مسألة الصَّحراء وقطع العلاقات الدِّيبلوماسيَّة وغلق الحدود وقطع إمدادات أنبوب الغاز وفي سياق التَّسريبات الإعلاميَّة حول الاتِّهامات المغربيَّة الأخيرة للجزائر بتسليح جبهة البوليساريو بطائرات مقاتلة دون طيَّار، فإنَّ “مقاطعة” تونس للاجتماع تبدو غريبة ولم يسبقها ولم يتلها أيُّ إعلان تفسيري إلى حدِّ الآن، لا من رئاسة الجمهوريَّة، رئاسة القُوَّات المسلَّحة التُّونسيَّة، ولا من القيادة العسكريَّة للجيوش التُّونسيَّة، ولا من السُّلطات المَدَنيَّة في حكومة الرَّئيس للتَّدابير الاستثنائيَّة”.
وعلق أحد النشطاء بالقول “في جمهورية “الشعب صاحب السيادة” لا حاجة لإعلام الشعب بما يقرَر ويُصاغ نيابة عنه”.
وأضاف آخر “خطوة عدائية لصالح روسيا في إطار الحرب الأخيرة، وهي حركة غبية لأن المغرب يعقد اتفاقيات أهم مع موسكو، ودون تقديم أي تنازلات”.
وتعود اجتماعات “5+5 دفاع” لعام 2004، كإحدى فروع مبادرة 5+5 الَّتي تأسَّست بداية التِّسعينات بعد أن اشتغلت دول الحوض على تطوير المقترح الفرنسي الَّذي تقدَّم به في الثَّمانينيات الرَّئيس الفرنسي السابق فرانسوا ميتران، وتهدف للتَّنسيق بين دول الحوض الغربي للبحر الأبيض المتوسِّط حول قضايا الأمن والاستقرار والاندماج الاقتصادي والتِّجاري والهجرة في المتوسِّط الغربي.
وتشهد العلاقات الدبلوماسية التونسية المغربية أزمة متواصلة منذ أشهر، حيث قام المغرب باستدعاء سفيره في تونس عقب استقبال الرئيس قيس سعيد لزعيم البوليساريو إبراهيم غالي، على هامش قمة طوكيو لتنمية إفريقيا (تيكاد 8)، قبل أن ترد تونس بخطوة مماثلة.
وتطورت الأزمة لاحقا، حيث انسحب وفد مغربي من مؤتمر دولي للمناخ عُقد في مدينة “نابل” التونسية بسبب مشاركة مسؤولين في جبهة البوليساريو فيه.
كما استقبل رؤساء أحزاب مؤيدة للرئيس سعيد مستشارة زعيم جبهة البوليساريو، مؤكدين دعمهم لـ”حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير”.