شذرات من بروفايل شخصية وطنية فذة “عبد الله بوصوف”

ترعرع بجبال الريف الشامخة شمال المغرب ، نطق اللغات الأمازيغية والعربية ، إستهوته اللغة الفرنسية وأتقنها ، تابع دراسته بالمدارس المغربية العمومية ، تشبع بالروح والعمل الوطني حتى النخاع.
يعتبر مثالا حيا يقتضى به بين أبناء الريف البررة بشمال المغرب وبمختلف مناطق الأخرى .

لسان حديثه عذب حلو ، محاضراته شيقة ، ينطق تاريخا علما وحكمة ، مجالسته مفيدة ومعين من العلم والمعرفة ، وفقه من الشريعة لا ينضب أبدا ، خبير بالعلاقات الدولية والإنسانية .

هو إذن الدكتور “عبد الله بوصوف” المؤرخ والمفكر المغربي الأصيل .
ولد في 05 مارس 1962 بالناظور شمال المغرب .

-حصل على الدكتوراه سنة 1991 من جامعة “ستراسبورغ الثانية”، في موضوع العلاقات في منطقة البحر الأبيض المتوسط في القرن الثالث عشر ، سنة 1991 .
-شغل عام 1993 منصب رئيس جمعية مسجد ستراسبورغ . حيث يرجع له الفضل في مشروع بناء المسجد الكبير في ستراسبورغ الذي يعتبر أول منشأة تم تصميمها منذ البداية للديانة الإسلامية في ستراسبورغ.

-إشتغل خبيرا لدى المفوضية الأوروبية ضمن برنامج “روح من أجل أوروبا “1997-2003.

-ترأس لجنة التكوين في المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية (CFCM) قبل أن يتم إنتخابه نائبا لرئيس المجلس في عام 2005.

-إنضم في سنة 2006 إلى معهد الدراسات الإسلامية في بروكسيل. كما أسس وأشرف على إدارة المركز الأورو-إسلامي للثقافة والحوار بمدينة شارلوروا بلجيكا.
-عينه الملك محمد السادس سنة 2007 أمينا عاما لمجلس الجالية المغربية بالخارج ، وهو المنصب الذي ظل يشغله إلى الآن.

يتميز عبد الله بوصوف بشخصية محبوبة لدى الجميع ، يدعو دوما إلى الإسلام المعتدل والحوار بين الأديان والحضارات ، وهو لا يتوانى في كل مشاركاته الوطنية والدولية عن الدعوة إلى إكتشاف الآخر والتقارب بين الجماعات الإنسانية والشعوب.

عبد الله بوصوف ، الشخص الذي شبه الجالية المغربية المقيمة بالخارج بالقوة الناعمة والحاسمة في الدفاع عن المقدسات والقضايا والمصالح الوطنية.

منذ حصوله على الثقة الملكية سنة 2007 ، كأمين عام لمجلس الجالية المغربية المقيمة بالخارج ، حافظ على خطه ونشاطه الإنتاجي الفكري والمؤسساتي في الخارج ، من خلال حضوره الدائم في الملتقيات الكبرى في بلدان أوروبية عديدة ، لا سيما فيما يتعلق بمقاربته للشأن الديني والقضايا الوطنية .

يعتبر عبد الله بوصوف من الشخصيات ، التي بصمت بمجهوداتها في بناء أكبر معلمة مغربية لأجمل مسجد في فرنسا وهو “المسجد الكبير في ستراسبورغ”.

ولم يكن هذا الحلم، الذي قاده رفقة مجموعة من أصدقائه والمتعاطفين والمتضامين ليرى النور ، إلا بعد معركة سياسية كبيرة مع قوى مناهضة لبناء معلمة دينية مغربية في قلب فرنسا.

حيث إعتبر أن هذا البناء الجديد يساهم ، إلى جانب الكاتدرائية والمعبد اليهودي، بفضل طابعه الأصيل، في إغناء المشهد المعماري للمدينة ويعد فضاء للإلتقاء مفتوحا لسكان ستراسبورغ ، وجسرا يصل بين المسليمن وغير المسلمين.
المسجد الذي شكل عقدة ، إلى حدود اليوم ، عند بعض الجزائريين الذين يسعون إلى تزوير تاريخ هذه المعلمة الدينية .

لقد سطع نجم عبد الله بوصوف في الشأن الديني ، لكنه سرق الأضواء وبقوة مؤخرا من خلال مبادرات لقيت إستحسانا كبيرا ، من قبيل دعوته لخلق وكالة وطنية لتدبير الكفاءات المغربية ، وإطلاق مشروع لتأهيل الجالية المغربية للترافع حول قضية الصحراء ، بالإضافة إلى تحوله إلى محام في الأوساط الرسمية يدافع عن الحق الدستوري لمشاركة مغاربة العالم في الإنتخابات.

الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج “عبد الله بوصوف” ، له ذكريات كثيرة في مراكز أوروبية عديدة ، من المفوضية الأوروبية إلى المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية ، ويكاد يكون المسؤول المغربي الوحيد الذي لا يتوقف عن الإنتاج الفكري الغزير ، بإصداره مؤلفات عديدة تدور مواضيعها حول “نبذ التطرف والتعصب” و”الإشعاع الديني لإمارة المؤمنين” و”إشكاليات الإسلام والغرب” و”قضايا الجاليات” بشكل عام.
أشرف بجدارة وإستحقاق ، بصفته أمينا عاما على مؤسسة إستشارية وإستشرافية تعنى بقضايا مغاربة العالم ، حاول تتبع ورصد الإشكاليات التي تواجه مغاربة العالم لفهم الإشكاليات التي تواجه الجالية والإجابة عنها بتروي وعقلانية ، بل قام بدور المحامي المدافع عن مصالح الجالية المغربية بالخارج وداخل المغرب ، من خلال إيصال مشاكلهم إلى القطاعات المعنية وإسماع صوتهم في مختلف النقاشات العمومية التي تعرفها بلادنا.

وبحكم إدراكه أن الجالية المغربية موجودة في أكثر من 50 بلدا عبر العالم فلا يمكن فصلها عن الأحداث الكبرى التي تؤثر على الساحة الدولية ، كما أنها تخضع لمنطق التحولات السوسيو ثقافية والسياسية والإقتصادية التي تعرفها مجتمعات الإقامة.

يعتبر عبد الله بوصوف ، مهندس اللقاء التشاوري مع كفاءات من مغاربة العالم حول الحكامة الجيدة في مجال تدبير الموارد المائية.
اللقاء الذي شدد فيه ، بالتحرك العاجل لحلحلة هذه المعضلة وإشراك كفاءات من مغاربة العالم في مجالات المياه والتغيرات المناخية والطاقات المتجددة ، من أجل الإستفادة من تجاربهم وخبراتهم في تدبير أزمة ندرة المياه ، والتعاون بينها وبين الخبراء القاطنين داخل المملكة ، لتشكيل وحدة من الخبراء ، يستفيد منها المغرب في هذا المجال .
إستطاع عبد الله بوصوف تفكيك طلاسم الصورة الضبابية عن قيم التسامح الديني والتعايش العرقي داخل بلدان الإستقبال بالخارج ، حيث جعلها ترتد إلى أصولها الدينية السمحة والسياسة الرشيدة ، الممتدة في عمق التاريخ المغربي الأصيل .

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: