بالموازاة مع أزمة الرباط وباريس.. معرض فرنسي ينشر خريطة العالم ويستثني منها المغرب- (صورة)
مجدوبي
تمر العلاقات بين المغرب وفرنسا بأزمة عميقة تتجاوز المتوقع، وأحيانا تفرز تصرفات ذات طابع انتقامي وفي أحيان أخرى سوريالية مثلما حدث مؤخرا مع معرض في مدينة مونبوليي، حيث تم نشر خريطة العالم ضمت جميع الدول باستثناء المغرب.
في هذا الصدد، لم تعد الأزمة بين المغرب وفرنسا صامتة بل أصبحت علنية، ورغم أنه لا توجد تصريحات نارية من هذا الطرف أو ذاك، إلا أن بعض الإجراءات تعكس هذه الأزمة. فقد سحبت فرنسا سفيرتها من الرباط خلال شهر سبتمبر الماضي، دون تعيين أي سفير خلفا لها. وبعد مرور أيام، قام المغرب بدوره بسحب سفيره محمد بنشعبون من باريس وتكليفه بمهام اقتصادية جديدة.
في الوقت ذاته، يعلن المغرب أنه سيقوم بتهميش الفرنسية لصالح الإنكليزية، ويعد الإجراء سهما في قلب الفرنكفونية لأن المغرب ورغم انتشار اللغة العربية، تبقى الفرنسية لغة النخبة والاقتصاد والإدارة وتدريس المواد العلمية في جامعاته.
وتحاول فرنسا توجيه ما يمكن وصفه بضربات تحت الحزام ضد مصالح فئة هامة من المغاربة وأساسا النخبة، إذ استغلت تأخر المغرب في قبول بعض المهاجرين غير النظاميين الذين كانت تعتزم طردهم لتحرم عشرات الآلاف من المغاربة من التأشيرة، بمن فيهم وزراء سابقون، ومثقفون محسوبون على الفرنكفونية.
غير أن الإجراء السوريالي المثير للتساؤل، ويحيل على تصرفات شبيهة بطينة جمهوريات الموز هو إقدام منظمي معرض في مونبوليي الفرنسية على نشر خريطة للعالم استثنوا منها المغرب بصفة نهائية. وتضم الخريطة كل دول العالم، إذ تم صبغ كل أراضي دولة بلون علمها، إلا المغرب فقد تم صبغه باللون الأخضر، وهو أحد الألوان المكونة للعلم الجزائري. في الوقت ذاته، تم تمييز منطقة الصحراء المغربية بلون أزرق وكأنها دولة.
أثار الحادث اندهاش الكثير من المغاربة الذين زاروا المعرض وشاهدوا الخريطة الكبيرة في قاعة المعرض. وتحول الاندهاش إلى استياء، حيث كتبت الجريدة الرقمية الفرنسية “أكتياليتي” منذ أيام أن “هذا الخطأ في الخريطة الذي استثنى المغرب استمر 11 يوما”.
وأمام حدث سوريالي مثل هذا، تبدأ التخمينات والطروحات التي تعتمد أساسا على المؤامرة، فقد ذهبت تصريحات إلى اعتبار ذلك من طرف مغاربة معارضين أو صحراويين، بينما تتحدث ألسن أخرى عن فرضية فرنسي من أصول جزائرية وقف وراء إخفاء المغرب من خريطة الكرة الأرضية. ولم تتعب أطراف أخرى نفسها، واتهمت الدولة الفرنسية بأنها تنتقم من المغرب. وكتب معلق ساخرا “نتمنى من غوغل عدم اعتماد خريطة معرض مونبوليي، فالمغرب موجود ولم يتحول بعد إلى أسطورة تشبه أطلانتيس المفقودة”.