لعنة الإصابات تطارد نجوم المنتخب المغربي

يعاني وليد الركراكي مدرب منتخب المغرب بسبب الإصابات التي ضربت مجموعة من اللاعبين قبل المونديال. ولم تكن الأسابيع الأخيرة سهلة على الركراكي، بعد إصابة لاعبين مهمين في صفوف المنتخب المغربي. ويستعد المنتخب المغربي للمشاركة في كأس العالم بقطر، ويتواجد في مجموعة تضم كرواتيا وبلجيكا وكندا. وتعتبر هذه المشاركة هي السادسة لمنتخب الأسود بعد 1970، 1986، 1994، 1998 و2018.

أعلن وليد الركراكي، المدير الفني للمنتخب المغربي الأول لكرة القدم، عن اللائحة الموسعة التي سيُرسلها إلى الاتحاد الدولي “فيفا”، لمشاركة أسود الأطلسي في النسخة المقبلة من نهائيات كأس العالم قطر 2022، والتي عرفت مجموعة من المفاجآت.

وقرر الركراكي إرسال اللائحة إلى فيفا، حيث فضّل الانتظار إلى آخر يوم لمتابعة جميع اللاعبين، ومنح الفرصة لأي لاعب يراه يستحق الدفاع عن قميص المنتخب المغربي الأول. وحسم الركراكي أمر اللائحة الموسعة التي ستضم 55 لاعبا، من بينهم المهاجم عبدالرزاق حمد الله، لاعب نادي اتحاد جدة السعودي، والذي أثار غيابه عن الأسود الكثير من الجدل خلال الفترة الماضية. كما أن المدير الفني قرر الاحتفاظ بجميع الأسماء التي شاركت في المباراتين الوديتين الأخيرتين أمام تشيلي وباراغواي ضمن اللائحة الموسعة.

وأشار المصدر ذاته إلى أن لائحة أسود الأطلس عرفت عودة المدافع نايف أكرد الذي تماثل للشفاء من الإصابة التي أبعدته عن الملاعب منذ بداية الموسم الكروي الحالي، إضافة إلى اللاعبين الواعدين بنيامين بوشواري وبلال الخنوس، فضلا عن أكثر من أربعة لاعبين من الدوري المغربي.

 

عبدالرزاق حمد الله، لاعب نادي اتحاد جدة السعودي، والذي أثار غيابه عن الأسود الكثير من الجدل خلال الفترة الماضية
عبدالرزاق حمد الله، لاعب اتحاد جدة أثار غيابه عن الأسود الكثير من الجدل خلال الفترة الماضية

 

ويُنتظر أن يُقلص الركراكي اللائحة من خلال الحسم في الأسماء التي ستُرافقه إلى قطر للمشاركة في المونديال، وهي اللائحة التي ستعرف تواجد ما بين 23 و26 لاعبا، قبل الـ14 من نوفمبر القادم، حيث ستخوض هذه اللائحة مباراتين وديتين قبل خوض غمار المنافسة في مونديال قطر.

ومن المنتظر أن يكشف الركراكي عن القائمة النهائية للمنتخب المغربي بين الثامن والحادي عشر من الشهر القادم. علما بأن القرعة أوقعت أسود الأطلس  في المجموعة السادسة إلى جانب منتخبات بلجيكا وكرواتيا وكندا.

وقال الركراكي “نعيش مرحلة حاسمة قبل المونديال، وأتمنى أن لا ينضاف لاعبون آخرون إلى قائمة المصابين”. وأصيب طارق تيسودالي نجم جينت البلجيكي بالرباط الصليبي للركبة، ليتأكد غيابه 6 أشهر وعدم مشاركته في المونديال. وتلقى بعدها وليد الركراكي ضربة أخرى، بعد تأكد غياب الظهير الأيسر آدم ماسينا عن المونديال لإصابته في الركبة.

ويمثل ماسينا ورقة مهمة للركراكي لأنه الوحيد الذي يثق فيه ويشغل مركز الظهير الأيسر، لذلك يبقى غيابه ضربة قوية للأسود. وانضم عمران لوزا أيضا إلى الغائبين عن المونديال، بعد إصابته مجددا والتي ستحرمه رسميا من المشاركة في مونديال قطر. فيما عاد نايف أكرد إلى أجواء التدريبات بعد إصابة أبعدته عن أستون فيلا، لكنه لم يخض أي مباراة مع فريقه الإنجليزي.

كما أصيب غانم سايس أيضا في الدوري التركي مع بشكتاش، ولم يعد بعد إلى المنافسة والمشاركة في المباريات. وشدد وليد الركراكي في تصريحات إعلامية على أنه حدد المجموعة التي ستكون رفقة الأسود في مونديال قطر. وأكد “هناك مقاعد شاغرة، وأنتظر الحالة الصحية لبعض اللاعبين ومدى جاهزيتهم، وأتمنى أن أسمع الأخبار السارة في هذه الأيام”.

حلم تبدد

 

حسرة كبيرة
حسرة كبيرة 

 

تحسّر لاعب وسط منتخب المغرب عمران لوزا لغيابه عن نهائيات كأس العالم لكرة القدم المقررة الشهر المقبل في قطر، بعد تعرضه لإصابة قوية في كاحله الأيسر خلال مشاركته مع فريقه واتفورد الإنجليزي في دوري المستوى الثاني.

ويعاني لوزا (23 عاما و10 مباريات دولية) من “كسر” في كاحله، حسب ما أعلن مدرب المنتخب وليد الركراكي. وأكّد المغربي – الفرنسي لوزا خطورة إصابته عندما كتب على حسابه على تويتر معلقاً على صورته منقولا على حمّالة “صور يصعب تحمّلها، أخبار يصعب تقبّلها، طار أحد أكبر أحلامي.. ليس لدي خيار سوى النهوض والقتال من أجل عائلتي وكل من يؤمن بي. سأعود أقوى من أي وقت مضى”.

وكان لوزا الذي لعب مع نانت الفرنسي حتى 2021، من العناصر الهامة في تشكيلة أسود الأطلس تحت إشراف المدرب المقال البوسني وحيد خليلوزيتش، قبل أن يغيب عن المعسكر الأخير في إسبانيا.

ومع عودته من جراحة في ركبته غيبته 3 أشهر عن الملاعب، تألق بتسجيله هدفين وتمريرة حاسمة، ليعود إلى حسابات المدرب الجديد الركراكي. لكن إصابته الأخيرة التي ستبعده عدة أشهر عن الملاعب، قضت على آماله في المشاركة في المونديال القطري.

ويعاني منتخب المغرب من لعنة الإصابات فقد خسر آدم ماسينا ظهير أيسر أودينيزي الإيطالي (جراحة في الرباط الصليبي) مطلع سبتمبر الماضي وطارق تيسودالي مهاجم خنت البلجيكي للسبب عينه مطلع أغسطس الماضي.

وعاد أخيرا نايف أكرد مدافع وست هام الإنجليزي الذي يخضع لبرنامج تأهيلي بعد خضوعه لجراحة في كاحله في أواخر يوليو. ووقع المغرب في مجموعة تضم بلجيكا وكرواتيا وكندا في كأس العالم، ويأمل في بلوغ الدور الثاني للمرة الثانية في تاريخه بعد 1986.

 

وليد الركراكي مدرب منتخب المغرب يعاني بسبب الإصابات التي ضربت مجموعة من اللاعبين قبل كأس العالم
وليد الركراكي مدرب منتخب المغرب يعاني بسبب الإصابات التي ضربت مجموعة من اللاعبين قبل كأس العالم

 

حيث يطمح إلى تقديم مستويات كبيرة مع تعيين المدرب الركراكي قبل أقل من 3 أشهر على انطلاق المونديال. وسيبدأ المنتخب المغربي مبارياته في المجموعة السادسة بلقاء منتخب كرواتيا يوم 23 نوفمبر المقبل، ثم يخوض مباراته الثانية يوم 27 من الشهر ذاته أمام بلجيكا، ليختتم مبارياته في دور المجموعات في الأول من شهر ديسمبر المقبل بمواجهة منتخب كندا.

وسلط الاتحاد الدولي لكرة القدم الضوء على مشاركة المغرب في مونديال قطر 2022، لافتا إلى أنه لا يكون الحديث عن منتخب المغرب مكتملا دون الإشارة إلى المدرب البوسني وحيد خليلوزيتش، الذي كان خلف تأهله إلى بطولة كأس العالم قطر 2022.

ولفت التقرير إلى أن منتخب المغرب هو الوحيد الذي حصل على العلامة الكاملة في دور المجموعات، بعد الفوز في المباريات الست كاملة أمام كل من: غينيا، وغينيا بيساو، والسودان، قبل أن تضعه القرعة الفاصلة أمام منتخب الكونغو الديمقراطية، ولم يكن التأهل مخاضا عسيرا للمغاربة، بل حققوا انتصارا بخمسة أهداف لهدفين في مجموع نتيجتي المباراتين. وأوضح التقرير أنه رغم النتائج الإيجابية التي حققها المنتخب المغربي بتأهله إلى المونديال، فإن

الانتقادات طالت المدرب البوسني وحيد خليلوزيتش على خلفية بعض القرارات التي اتخذها باستبعاد نجوم كبار، على غرار لاعب تشيلسي حكيم زياش ولاعب بايرن ميونخ نصير مزراوي.. الأمر الذي ساهم في إنهاء مسيرته مع أسود الأطلس في 11 أغسطس الماضي ثم الإعلان عن تعيين المغربي الركراكي.

ونوه تقرير “فيفا” بالمرونة التي يتسم بها الركراكي ونهجه التكتيكي المتنوع خلال مسيرته مع الأندية التي دربها، مشيرا إلى أنه قدم مباريات كبيرة جدا في محافل كبرى، كنهائي دوري أبطال إفريقيا أمام الأهلي المصري في مايو الماضي، متوقعا أن تنعكس فلسفته الكروية بشكل جيد على أداء المنتخب خلال المونديال.

ورأى التقرير أن أكبر تحديين يواجهان الركراكي قبل كأس العالم قطر 2022، هما غياب النجاعة الهجومية من جهة للمنتخب المغربي والإصابات الكثيرة التي ضربت خط الدفاع من جهة أخرى.

من جهة أخرى، سلط تقرير “الفيفا” الضوء على اللاعب أشرف حكيمي ودوره المحوري داخل المجموعة المغربية في السنوات القليلة الماضية وتأثيره على أداء ونتائج المنتخب في كأس أمم أفريقيا الأخيرة في الكاميرون أو التصفيات المؤهلة لكأس العالم مؤكدا أن لاعب باريس سان جيرمان يعد اليوم حلقة لا غنى عنها في تشكيل أسود الأطلس.

ويعول المغاربة على حكيمي الذي سيكمل عامه الـ24 قبل انطلاق الحدث العالمي، من أجل خلق الفارق سواء بسرعته الفائقة في الرواق الأيمن أو بإتقانه الكبير للكرات الثابتة والذي مكنه من هز الشباك في أكثر من مناسبة في المباريات الأخيرة مع المغرب.

وبالنظر إلى تاريخ المغرب في نهائيات كأس العالم ، ستكون هذه المشاركة السادسة له في البطولة، حيث كانت المشاركة الأولى سنة 1970 وحينها حصل المغرب على نقطة وحيدة فيما كانت المشاركة الثانية الأفضل له في كأس العالم 1986 في ميكسكو بعد خروجه من الدور ثمن النهائي.

ثم شارك المنتخب المغربي في أعوام 1994، و1998، و2018 وهذه المشاركات عرفت كلها خروجه من الدور الأول، رغم المستويات المميزة جدا التي بصم عليها في مونديال فرنسا والذي فاز فيه على أسكتلندا بثلاثية وتعادل أمام النرويج بهدفين في كل مرمى، فيما قدم مستويات كبيرة في البطولة الأخيرة في روسيا رغم أنه لم يحصد سوى نقطة أمام إسبانيا.

مسيرة ناجحة

 

عودة من بعيد
عودة من بعيد 

 

ولد الركراكي البالغ من العمر 46 عاما في كوربيل إيسون بالقرب من باريس، وكانت له مسيرة طويلة كلاعب قبل أن يصبح مدربا. ودخل عالم كرة القدم الاحترافية في وقت متأخر جدا، إذ لعب في المستوى الأدنى من الدوري الفرنسي المعروف باسم البطولة الوطنية (ناسيونال) في سن 23 عاما مع فريق راسينغ كلوب دو فرانس.

ثم انضم المدافع الأيمن إلى تولوز وانتقل معه إلى دوري الدرجة الأولى الفرنسي. تنقل بعدها بين عدة فرق فرنسية (أجاكسيو وديجون وغرونوبل)، بالإضافة إلى فترة في إسبانيا مع راسينغ سانتاندير.

أكسبه أداؤه استدعاء إلى أسود الأطلس في عام 2001. تميز في نهائي كأس أمم أفريقيا 2004 ضد تونس وفاز بلقب أفضل مدافع في المسابقة. اعتزل كرة القدم الدولية في 2009 بعد خوض 45 مباراة مع المنتخب المغربي، كما اكتسب بشكل خاص سمعة كعنصر محوري في المجموعة، حيث كان قادرا على الربط بين الجيل الأكبر سنا، الذي غالبا ما يتدرب في المغرب، والشباب مزدوجي الجنسية، وقد تكون هذه الميزة مفيدة في مهمته الجديدة.

◙ منتخب المغرب يطمح إلى تقديم مستويات كبيرة مع تعيين المدرب الركراكي قبل أقل من 3 أشهر على انطلاق المونديال

اعتزل وليد الركراكي لعب الكرة عام 2011، وفي العام التالي، انضم إلى الفريق الفني للمنتخب المغربي مساعدا للمدرب (2012 – 2013)، ثم درب عدة أندية فاز بألقاب مع كل منها: كأس العرش (2015) وبطولة المغرب (2016) مع الفتح الرباطي، وبطولة قطر مع الدحيل (2020).

والعام الماضي أحرز ثنائية رائعة مع الوداد البيضاوي: دوري أبطال أفريقيا وبطولة الدوري المغربي. وعلى الرغم من هذا الإنجاز، أعلن الركراكي أنه سيترك منصبه مطلع أغسطس، ما أثار تكهنات حول تسلمه قيادة المنتخب المغربي حتى قبل الإعلان الرسمي عن رحيل “المدرب وحيد”.

“مثل مزدوجي الجنسية الآخرين الذين تدربوا في فرنسا، وجب عليه أن يعود إلى جذوره ليحظى بفرصة. لكن على عكس بلماضي مع الجزائر وسيسيه مع السنغال، وصل إلى قيادة المنتخب الوطني محملا بالكثير من الخبرة مع الأندية. لقد أثبت كفاءته أينما ذهب”، حسب الصحافي المغربي سامي مجتبي في صحيفة “لو باريزيان”.

لأول مرة في التاريخ، سيقود الفرق الأفريقية الخمسة التي ستتنافس في كأس العالم في قطر مدربون محليون: ريغوبيرت سونغ مدربا للكاميرون، جلال القادري لتونس، أليو سيسيه للسنغال، أوتو أدو لغانا، وأخيرا وليد الركراكي للمغرب. ويبدو أن عصر “الساحر الأبيض” قد انتهى الآن في أفريقيا.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: