وجه المغرب انتقادات لاذعة لجنوب أفريقيا بسبب دعمها لجبهة بوليساريو الانفصالية، ما يؤثر سلبا على العلاقات بين البلدين، خاصة في المجال الاقتصادي، وهو ما عبّر عنه المسؤولون في المغرب.
واعتبر وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة الخميس أن تأكيد جنوب أفريقيا قبل يومين تأييدها لجبهة بوليساريو، المطالبة باستقلال الصحراء المغربية، “يسيء للعلاقات الثنائية بين البلدين”، خصوصا الاقتصادية منها، مقللا من “تأثيره على الملف”.
وقال بوريطة في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء المغربية إن “سلوك بريتوريا في ما يتعلق بقضية الصحراء المغربية يسيء للعلاقات الثنائية وكل ما تم بناؤه، لاسيما في الجوانب الاقتصادية”.
وأضاف “لا يمكن لمقاولة جنوب أفريقية أن تجني الأرباح بالمغرب وتقف مكتوفة الأيدي أمام ما تقوم به حكومتها”.
يأتي ذلك يومين بعد استقبال رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامابوزا لرئيس جبهة بوليساريو إبراهيم غالي في بريتوريا، حيث أكد له دعم حكومته “الحازم” “للجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية”، التي أعلنتها الجبهة من طرف واحد.
وقد وصف بوريطة، الذي كان يتحدث في مؤتمر صحافي عقب مباحثات مع نظيرته البلجيكية حجة لحبيب بالرباط، هذا الاستقبال بكونه “بهرجة وصخبا”.
وأضاف “وضع خرقة أو سجادة حمراء لا يغير في الملف شيئا، بل يعبّر عن عدم القدرة على التأثير”.
وكان المغرب قد حقق نجاحات دبلوماسية باعتراف عدد من الدول، وفي مقدمتها الولايات المتحدة، بسيادته على إقليم الصحراء، فيما قامت مجموعة من الدول، بما فيها دول من القارة الأفريقية، بفتح قنصليات في العيون والداخلة.
ويرى مراقبون أن التحركات التي يقوم بها قياديون من جبهة بوليساريو على الساحة الدولية والأفريقية بدعم من الجزائر، تهدف إلى الرد على نجاحات المغرب.
ودخلت المغرب في توتر دبلوماسي مع تونس بعد استقبال الرئيس قيس سعيّد لزعيم الانفصاليين خلال القمة الأفريقية – اليابانية “تيكاد8″، التي أقيمت في تونس في شهر أغسطس الماضي.
وقررت الرباط حينها عدم المشاركة في القمة واستدعاء السفير المغربي للتشاور، فيما لم يستبعد مراقبون تورط الجزائر في دفع السلطات التونسية إلى اتخاذ ذلك الموقف.
لكن المغرب تمكن من كسب معركة الاعتراف بخطة الحكم الذاتي للصحراء عبر دفع كل من إسبانيا وألمانيا إلى دعمها، وتغيير موقفهما السابقين من الملف.
كما أثار استقبال البرلمان الفرنسي قبل فترة لوفد من بوليساريو الغضب في الرباط.
ويدور نزاع منذ عقود بين المغرب وجبهة بوليساريو حول الصحراء المغربية، التي تسيطر المملكة على حوالي 80 في المئة من أراضيها، وتقترح منحها حكما ذاتيا تحت سيادتها حلا وحيدا للنزاع.
لكن بوليساريو، المدعومة من الجزائر، تطالب بإجراء استفتاء تحت إشراف الأمم المتحدة لتقرير مصيرها.