صراع أجنحة يهدد التماسك الهش لحزب الاستقلال المغربي

ماموني

تفجرت صراعات داخل حزب الاستقلال المشارك في الحكومة المغربية، وذلك عشية المؤتمر الاستثنائي للحزب، المقرر انعقاده في وقت لاحق من الشهر الجاري، والذي يستهدف مراجعة النظام الأساسي للحزب.

وجاءت الخلافات على إثر قيام عدد من المستشارين في حزب الاستقلال بتوقيع عريضة موجهة إلى الأمين العام نزار بركة، تطالب برحيل رئيس مجموعة الحزب بمجلس المستشارين عبدالسلام اللبار بسبب اتهامات موجهة له بسوء التدبير المالي والإداري والانفراد بالقرارات.

وذكرت مصادر مطلعة ” أن 13 من أصل 17 مستشارا برلمانيا، من المجموعة البرلمانية للحزب، وقعوا على العريضة، فيما أكد اللبار استعداده للتخلي عن المنصب قائلا “إذا رفض هؤلاء تدبيري وتسييري لن أنازع في قراراتهم”.

◙ 13 من أصل 17 مستشارا برلمانيا، من المجموعة البرلمانية لحزب الاستقلال، وقعوا على عريضة استبعاد عبدالسلام اللبار

ويتهم اللبار، رئيس مجلس المستشارين، النعم ميارة بأنه وراء انقلاب أعضاء مجموعة الحزب الاستقلالي بمجلس المستشارين بسبب مواقفه الداعمة لنزار بركة والمعارضة لولد الرشيد، في وقت ينفي فيه ميارة هذا الاتهام مؤكدا عبر تسريبات لمصادر قريبة منه أنه غير معني بهذا الأمر كونه رئيسا لجميع مكونات المجلس.

ويرى حمزة أندلوسي الباحث في العلوم السياسية، في تصريحات لـه، أن تقديم العريضة جزء من تدبير الصراع الداخلي بالحزب، وهو أمر عادي في ظل امتثال قواعد ومنتخبي التنظيم السياسي للقرار الحزبي، مستبعدا أن يؤثر الخلاف على وحدة الحزب وانسجامه.

ويتصارع تياران داخل حزب الاستقلال للتحكم في القرار السياسي، الأول يدعم الأمين العام لحزب الاستقلال بركة، أما التيار الآخر فيساند حمدي ولد الرشيد، الرجل القوي داخل الحزب.

وعمقت تعديلات يقترحها تيار ولد الرشيد على النظام الأساسي للحزب، من قبيل سحب اختصاصات من الأمين العام وفرض منصب نائب له وتقليص عدد أعضاء المجلس الوطني للحزب ورفع عدد أعضاء اللجنة التنفيذية في المقابل، مع حذف عضوية المجلس الوطني بالصفة لأعضاء مجلسي النواب والمستشارين، الصراع داخل الحزب.

وقبل هذه العريضة تمت الإطاحة بعبدالسلام اللبار من منصب الكاتب الإقليمي لنقابة حزب الإستقلال، بمدينة مكناس، وذلك على خلفية صراع نفوذ داخل النقابة بين النعم الميارة، الكاتب العام للاتحاد العام للشغالين بالمغرب، من تيار حمدي ولد الرشيد منسق الحزب بالجهات الجنوبية الثلاث، البرلماني وعضو اللجنة التنفيذية، وعضو مكتبها التنفيذي عبدالسلام اللبار المنتمي إلى تيار الأمين العام للحزب نزار بركة.

وشدد مصدر من داخل الحزب في تصريح لـه، على أنه تم الحسم في إبعاد اللبار، خلال أشغال المجلس العام والملتقى الوطني للمسؤولين الإقليميين والجهويين والوطنيين والقطاعيين الذي عقدته النقابة بمدينة بنسليمان برئاسة النعم ميارة، حفاظا على وحدة النقابة والسير العادي لهياكل المجموعة النيابية داخل مجلس المستشارين.

◙ إعادة انتخاب الأمين العام الحالي لولاية ثانية ستكون أولوية نظرا إلى سياسته الهادئة في تدبير شؤون الحزب ولعضويته داخل الحكومة

ونظرا إلى الخلافات بين تيار بركة وحمدي ولد الرشيد، داخل حزب الاستقلال تقرر تأجيل مؤتمره الاستثنائي الذي كان مقررا عقده قبل شهرين، لمراجعة النظام الأساسي للحزب، مبررا ذلك بالسعي لفسح المجال لتوفير مناخ مناسب وهو ما ينظر إليه مراقبون على أنه تفاد لهزة تنظيمية قد تضرب الحزب لاسيما في ظل الخلافات التي ظهرت مؤخرا على السطح.

وحسب ما ذكره المصدر من داخل الحزب، فإن إعادة انتخاب الأمين العام الحالي لولاية ثانية ستكون أولوية في هذه المرحلة، نظرا إلى سياسته الهادئة في تدبير شؤون الحزب ولعضويته داخل الحكومة.

وشدد بركة، الذي يشغل أيضا منصب وزير التجهيز في الحكومة، على “أهمية اشتغال قيادة الحزب بروح الوحدة والانسجام التي طبعت دائما عملها منذ المؤتمر السابع عشر، والإعداد الجيد للمحطات التنظيمية الحزبية المقبلة من أجل ضمان نجاحها”.

وأعلن برلمانيون من الحزب دعمهم لبركة، وشددوا في بيان وصلت “العرب” نسخة منه، على “ضرورة دعم مؤسسة الأمين العام للحزب حيث يبقى الأمين العام مؤسسة محورية في البنية التنظيمية والهيكلية للحزب، فهو المؤتمن على وحدة الحزب والضامن لاحترام قوانينه ومؤسساته وحقوق مناضليه وليس مجرد مسؤول عادي تابع”. لكن مصادر مقربة من حمدي ولد الرشيد، أكدت لـ”العرب”، أنه “لا نية له للاستحواذ على منصب الرئاسة”.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: