أدّت وسائل التواصل الاجتماعي إلى خلق هوة في العلاقة بين الزوجين ما تسبّب في التفكك الأسري والوصول إلى الطلاق. ويؤكد خبراء علم الاجتماع أن الإنترنت خلقت عائلات جديدة افتراضية جعلت لكل من الزوجين عالمه الواقعي في المنزلوالافتراضي خارجه، كما يشيرون إلى ضرورة استغلال الجانب الإيجابي لشبكات التواصل بغاية الحفاظ على الأسرة.
يشير المختصون إلى تزايد نسب الطلاق بين افراد الجالية بسبب الإنترنت جراء عدم اهتمام الأزواج ببعضهم البعض ما ينتجاللامبالاة والخيانة الزوجية.
ولم يقلل علماء الاجتماع من دور وسائل الاتصال الحديثة في الوصول إلى التفكك الأسري، حيث صنفوها في المرتبة الثالثةبعد المشاكل المادية التي تتسبب في الخيانة والطلاق.
وقال الصحفي بوشعيب البازي إن التطور التكنولوجي في مجال الإنترنت أدى إلى خلق عائلات جديدة افتراضية جعلت لكلاالزوجين عالمهما الواقعي في المنزل والافتراضي خارجه.
وأشار إلى أن شبكات التواصل الاجتماعي أصبحت متنفّسا للزوجين في حالة الخصام مما يسهل عليهما إيجاد البديل. وأكدأن تسهيل القيام بالعلاقات الافتراضية وإكثارها لدى أحد الزوجين يجعلانه يدخل في مقارنات بين الشريك الموجود في المنزلبنقائصه وهناته وبين الآخر الموجود على الإنترنت بصورة أكثر وجاهة وجاذبية.
ورأى البازي أن حالات الطلاق في بين افراد الجالية ببروكسيل ستقل بنسبة 60 في المئة إذا تم غلق الإنترنت ومنصات مواقعالتواصل الاجتماعي.
التطور التكنولوجي في مجال الإنترنت أدى إلى خلق عائلات جديدة افتراضية جعلت لكل من الزوجين عالم واقعيا وآخرافتراضيا
وأشار البازي إلى أن إدمان الإنترنت سبب رئيسي في زيادة حالات الطلاق، ومثال على ذلك عدم اهتمام بعض الأزواجبزوجاتهم، والزوجات المهملات بحق أزواجهن وأسرهن.
وأضاف أن “حالات الخيانة الزوجية كان من الصعب إثباتها سابقا، إذ يفترض أن تحدث في فراش الزوجية، أما اليوم أصبحإثبات حالة الخيانة لدى الزوجين سهلا. فيكفي أن يتحدث الزوج أو الزوجة مع شخص آخر أو يقوم ببعض الممارسات علىمواقع التواصل الاجتماعي لتثبت الخيانة وبعدها يقع الطلاق”.
كما أرجع بوشعيب البازي السبب في تزايد حالات الطلاق إلى التكنولوجيا الحديثة التي أثرت بشكل كبير على النساءوالرجال، حيث أن أغلب حالات الطلاق كان سببها المباشر أو غير المباشر مواقع التواصل الاجتماعي.
ويقول خبراء علم الاجتماع إن هناك من الرجال من يكتب للمرأة أرق التعبيرات التي تُشعرها بأنها “جوهرة بين يدي فحّام”،وأنها مظلومة، وأنها في المكان الذي لا يناسبها وبين يدي الرجل الذي لا يستحقها، فضلاً عن الكلمات الرقيقة. ومن النساءأيضا من تستغل منشور رجل يصف فيه بعض معاناته لتعلق له بأجمل تعابير المواساة وبأرق الكلمات.
وبهذا يجد كل من الزوج والزوجة اللذين يسيئان استخدام الإنترنت ضالتهما في الحياة الافتراضية.
وأضافوا أنه ما إن يعودا إلى الحياة الواقعية حتى يخلعا تلك الشخصية الجذابة ليعودا إلى شخصيتهما الحقيقية والتي غالباًما تختلف عنها، فمن الطبيعي أنهما لا يجدان نفس المعاملة الأولى، إلا أنهما وللأسف لا يدركان أن هذا أمر طبيعي للاختلافالشاسع بين الشخصيتين وأن الخلل يكمن في داخلهما، بل يعزوانه إلى تقصير من يحيطون بهما في الحياة الواقعية،فيتذمران ويقارنان بين كلتا الحياتين إلى أن ينتهي بهما الحال إلى هجران الحياة الواقعية ولو عاطفياً، فيعيشان في الواقعبالجسد فقط حاصرين كل المشاعر والعواطف والحب والاهتمام في الحياة الافتراضية.
ويرى الخبراء أن لهذا السلوك انعكاسات سلبية شديدة على الحياة الزوجية، حيث يعاني الشريك من الجوع العاطفي والذيتترتب عليه الكثير من المشاكل الصحية والنفسية، بل ومع ضعف الوازع الديني قد تدفعه إلى الاتجاه نحو نفس السلوكالخاطئ في استخدام الإنترنت من قبيل الأخذ بالثأر.
ونبّهت دراسة متخصصة إلى السلبيات والمخاطر الاجتماعية المحتملة على الأسرة، والتي قد تنجم عن استعمال شبكةالإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي المختلفة منها الطلاق والخيانة الزوجية، خاصةً في ظل انتشار برامج التواصلالاجتماعي مؤخرًا بشكل كبير.
وقد أثر ذلك على حياة الأزواج والأبناء، ومطاردة شبكات التواصل الاجتماعي لأفراد الأسرة المغربية في كل مكان، حتى فيغرف النوم، ونقلها للأمراض الاجتماعية الوافدة إليهم.
وتظهر الدراسة أن الإقبال على استخدام شبكات التواصل الاجتماعي يزداد داخل العائلات المغربية بالخارج بشكل خاص.
الإنترنت تعد مصدرا للكثير من المعلومات وفي شتى مجالات الحياة ويمكن استثمارها في مناحي إيجابية من حياة الزوجينبما يقلل من نسبة الطلاق
وحذرت الدراسة من مخاطر شيوع الفضائح من خلال كشف أسرار الآخرين، وما يترتب على ذلك من هدم للبيوت، وسهولة تعلمالجريمة (نظرية المخالطة الفارقة)، فقد يراقب الوالدان التقليديان نوعية صحبة ابنهما، ولكن كيف يفعلان ذلك مع الإنترنت إذأن مراقبة الشبكات وحدها لا تكفي.
كما أن من المخاطر سهولة تفشي الغيبة والنميمة كأمراض اجتماعية، وتسهيل تفشي الرذيلة والعلاقات الجنسية المحرمة،والاغترار بوجود مودة وحميمية زائفة قد يؤدي بالشخص إلى التضحية بالعلاقات الحقيقية مع الأشخاص من حوله، ويقود ذلكإلى خسارة الأسرة.
وتعد الإنترنت مصدرا للكثير من المعلومات وفي شتى مجالات الحياة ويمكن استثمارها في مناحي إيجابية من حياة الزوجينبما يقلل من نسبة الطلاق.
ويمكن استثمار الإنترنت في إغناء الزوجين بالمعلومات الهامة عن الحياة الزوجية السليمة والسبل الكفيلة بإنجاحها، فضلاً عنالحفاظ عليها وجعلها حياة سعيدة بدءا من تعلم كيفية اختيار الشريك والأمور التي لا بد أن تتوفر فيه مروراً بالتعرف علىطبيعة تفكير الزوج الآخر، وإرشادات عن كيفية معاملته إلى كيفية احتواء المشاكل والقضاء عليها. وهي في كل تلك المراحل لاتوفر معلومات وحسب، بل توفر مختصين من السهل جدا الاتصال بهم والاستفادة من خبرتهم.
ويمكن الاستعانة بالمحادثات الكتابية في فهم كل من الزوجين لبعضهما، إذ أنها تشكل خير وسيط للتفاهم بين الأزواج الذينيعانون من حاجز الخجل. وبذلك يتعرف كل منهما على ما يحب الطرف الآخر وما يكره.
كما يمكن الاستعانة بها في تخطّي بعض العراقيل في سبيل حل المشاكل الزوجية. فمثلاً من لا يستطيع أن يعتذر كلاميا أويفتقر إلى مهارة لغة الجسد التي تناسب ذلك يمكنه اللجوء إلى الكتابة المدعومة بالوجه المعتذر والآسف مثلا، فيستشعرالطرف المقابل أنه فعلا نادم وآسف فيقبل اعتذاره.