مهرجان الشعراء المغاربة في تطوان يختتم دورته الرابعة
نظمت دار الشعر في تطوان، بإشراف وزارة الشباب والثقافة والتواصل، فعاليات الدورة الرابعة من “مهرجان الشعراء المغاربة”، أيام الرابع عشر والخامس عشر والساس عشر من أكتوبر الجاري.
وكرم المهرجان الشاعرة وفاء العمراني والكاتبة والناقدة العالية ماء العينين، بينما أحيت الفنانة لطيفة رأفت حفل افتتاح الدورة الحالية من المهرجان.
وانطلق المهرجان مساء الجمعة في مسرح سينما إسبانيول، من خلال تنظيم المعرض التشكيلي “20/20.. معلقات معاصرة”، بمشاركة عشرين شاعرا وعشرين تشكيليا. وشهدت أمسية الافتتاح قراءات لكل من وفاء العمراني وإدريس عيسى وعمر الراجي، تلاها حفل أحيته الفنانة لطيفة رأفت. كما شهد حفل الافتتاح تتويج الشعراء الفائزين بجائزة الديوان الأول للشعراء الشباب والتي كانت من نصيب الشاعر الشاب جهاد الهشومي.
وانطلقت فعاليات اليوم الثاني من المهرجان صباح السبت، في القاعة الكبرى للمدرسة العليا للأساتذة بمرتيل، بتنظيم ندوة عن “المجلات الشعرية.. من الورقي إلى الرقمي”، بمشاركة رئيس تحرير مجلة “البيت”، الناقد المغربي خالد بلقاسم، ومدير مجلة “المناظرة” الإسبانية الشاعر خوان دي ديوس غارسيا. وقد سيّر الندوة الشاعر والمترجم خالد الريسوني.
بعد ذلك، كان جمهور دار الشعر بتطوان على موعد مع قراءات شعرية شارك فيها الشاعر عبدالسلام المساوي والشاعر رضوان أعيساتن والشاعرة هدى الفشتالي والشاعر عبدالجواد العوفير، بتقديم الشاعر عبدالرحيم الخصار. وتوجت هذه الجلسة الصباحية بتوزيع الشهادات على طلبة الورشات الشعرية (فوج 2020 – 2021).
وفي مدرسة الصنائع والفنون الوطنية، تواصل برنامج المهرجان بتنظيم أمسية شعرية، ابتداء من الساعة السادسة من مساء السبت، بمشاركة الشاعر إدريس الملياني والشاعر عبدالرحيم فوزي والشاعرة نسرين بلعربي والشاعر حسن أوحمو الأحمدي والشاعر أحمد الحريشي، تقديم الشاعر عبدالسلام المساوي. وتلا هذه الجلسة توزيع الشهادات على طلبة الورشات الشعرية (فوج 2021 – 2022).
واختتم المهرجان يوم الأحد وبمدرسة الصنائع والفنون الوطنية، حيث أقيمت قراءات شعرية منذ الحادية عشرة صباحا، بمشاركة الشاعر خالد الريسوني والشاعرة عزيزة العميري والشاعر عبدالرحيم الخصار والشاعرة خلود بناصر، بتقديم الشاعر نجيب خداري، تلاها حفل توزيع الشهادات على “الأطفال الشعراء” الذين يستفيدون من ورشات شعرية موجهة إلى الأطفال، أُقيمت بشراكة مع المركز السوسيوثقافي التابع لمؤسسة الملك محمد السادس بتطوان.
بعد ذلك، قام المشاركون بزيارة خاصة إلى معهد طه حسين الجهوي للمكفوفين بتطوان، لحضور لقاء شعري شارك فيه الشاعران سعيد الخمسي ومحمد العمراني، مع مرافقة موسيقية لـ”ثلاثي طه حسين”، التابع للمعهد.
واختتمت الدورة الحالية من المهرجان فقراتها بأمسية شعرية شارك فيها الشاعر أحمد بنميمون والشاعرة صباح الدبي والشاعر علي الورياغلي، بتقديم الشاعر أحمد الحريشي. ليتوج اللقاء بتكريم الفنانين التشكيليين المشاركين في الدورة، بينما أحيا حفل الاختتام الجوق النسوي التطواني، برئاسة وفاء العسري.
ومنذ دورته الأولى، يحرص مهرجان الشعراء المغاربة على استضافة شعراء يمثلون مختلف أجيال وأشكال الكتابة الشعرية، دون أن يتكرر أي اسم من أسماء الشعراء المشاركين من دورة إلى أخرى. كما يحرص المهرجان على إقامة ندوات كبرى تجدد التفكير في راهن الشعر المغربي ورهاناته.
ومثلما تنصت هذه التظاهرة إلى القصيدة المغربية بمختلف أصواتها ولغاتها، من أمازيغية وعربية وحسانية وإنجليزية وإسبانية وفرنسية، جددت الدورة الحالية صلة الشعر بالفنون المجاورة له، من تشكيل وموسيقى، من خلال عروض فنية ومعارض تشكيلية.
واستضافت الدورات السابقات من المهرجان العشرات من الشعراء المغاربة، مع تكريم الشاعر حسن الصقلي والشاعر عبدالرفيع الجواهري والشاعر عبدالكريم الطبال والشاعر الهندي جاويد آختر، ومجموعة ناس الغيوان والفنانة المغربية كريمة الصقلي والفنانة العربية أميمة الخليل، إلى جانب عدد من الوجوه الشعرية والثقافية العربية.
وتساهم هذه التظاهرة في كشف ملامح الشعر المغربي المعاصر، والذي يمتاز بتنوع كبير سواء من حيث اللغة أو الأشكال والأنماط الشعرية، وهو ما يدعو إلى تعميق النظر في ما يكتب اليوم من شعر مغربي ومغاربي عموما، مختلف نسبيا عن التجارب الشعرية العربية في المشرق.
وتفند مثل هذه الفعاليات الأقوال المغلوطة والتي ترسخت على أن المغرب بلد نقد، بينما هناك تجارب في الشعر المغربي لها خصوصياتها الثقافية والفنية والفكرية والجمالية عموما.