طالبت خديجتو محمود، واحدة من مئات ضحايا الجرائم التي ارتكبها إبراهيم غالي، في تصريحاتها خلال مشاركتها بالمؤتمر الذي نظمه نادي بروكسل للصحافة، اليوم الخميس ببلجيكا، على وجوب تقديم زعيم الانفصاليين، للعدالة على إثر الجرائم الشنيعة التي ارتكبها.
كلمة خديجتو جاءت خلال الندوة الصحفية التي نظمتها جمعية حقوقية بالبرلمان الاوروبي ببروكسيل و كذا بنادي بروكسيل للصحافة وحضرها العديد من السياسيين و الحقوقيين ببلجيكا و التي صرحت من خلالها خديجتو عن معاناتها اثر الاغتصاب الذي تعرضت له من طرف زعيم البوليساريو ابراهيم غالي.
ومن خلال كلمتها صرحت خديجتو ، “اسمي خديجتو محمود، أنا ضحية أخرى لجبهة البوليساريو، وصلت إلى إسبانيا سنة 1997، وفي سنة 2005، ذهبت لمخيمات تندوف لزيارة الأسرة، ومكثت هناك حتى سنة 2010، خلال هذه الفترة اشتغلت مترجمة في الرابوني، في البروتوكول الرئاسي، ومع العديد من المنظمات غير الحكومية، لقد تعرضت للاغتصاب ووصلت إلى إسبانيا ووضعت شكاية في الموضوع.”
و استرسلت قائلة ” أنا ليست الوحيدة التي تعرضت للاغتصاب من طرف زعيم الجبهة، بل هُناك أخريات تعرضن لنفس هذه الاعتداءات الشنيعة،إلا أنهن لا يستطعن الحديث بوجه مكشوف خوفاً من الفضيحة والتقاليد السائدة. عام 2010، حينما كنت أتردد على مكتب ابراهيم غالي، الذي كان حينها ممثل جبهة البوليساريو في الجزائر، بغرضالحصول على رخصة لمغادرة مخيمات تندوف لأتوجه إلى إيطاليا تلبية لدعوة إحدى الجمعيات هُناك طلب مني الحارس العودة في السابعة مساء، وهو الموعد الذي وافقت عليه مُستبعدة أن يكون ذلك لنية مُبيتة، لكني وجدت عند عودتي ذئبا بشرياً لم يستجب لتوسلاتي المستمرة. مباشرة بعد دخولي مكتبه وتبادل التحية، انقض عليّ إبراهيم غالي بدون مقدمات ولا أي مشاعر رحمة، مُستغرقاً في ممارسةالجنس معي بالقوة والعنف، على الرغم من تعبيري صراحة عن رفضي وصراخي. بعدها قدم لي العديد من المغريات كالمال وكل ما أريد، إلا أني لم أستجب لنزواته على الرغم من كل ذلك، الشيء الذي دفعه للاستمرار في فعله الشنيع بدون رحمة ولا إنسانية.”
و بالخطاب نفسه تابعت المتحدثة في تصريحاتها أنه “كان عمري 18 سنة فقط عندما اعتدى عليّ إبراهيم غالي جنسياً، كنت عذراء، وهو أسوأما يمكن أن يحدث لمرأة، خاصة في مجتمعنا المحافظ بشدة. وذهبت خديجتو، وهي في حالة صدمة، إلى طبيب خاص برفقة صديقة، وعندما روت لوالدته البيولوجية ما حدث، أوصتهاالأخيرة بعدم التنديد بمغتصبه وعدم البحث عن المشاكل التي يمكن أن تلوث شرفها. لكن بعد عودتها إلى إسبانيا، قدمت شكوى في عام 2013 إلى المحكمة الوطنية الإسبانية، التي قررت رفض شكواه في2018، بدعوى أن الوقائع حدثت في الجزائر، ومغتصبها صحراوي. و تعيش خديجتو على أمل أن تتحقق العدالة في قضيتها في يوم من الأيام”.
هذا وعبرت إحدى البرلمانيات بالمؤتمر المنعقد بنادي الصحافة ببروكسيل، عن تضامنها اللامشروط مع النساء المحتجزات بمعسكرات تندوف داعية إلى ضرورة التضامن ضد هذه الممارسات الشنيعة في حق الإنسانية.
و اضافت المتحدثة : ” أنا لست مغربية و لا من المغرب العربي و لا من الصحراء لكن عندما علمت بما يحصل للأطفال الذين يبعثون إلى كوبا و إستمعت لهؤلاء النساء أدركت أنه من الواجب تبني هذه القضية من باب الإنسانية، و أن نواصل التنديدبهذه الإنتهاكات أمام هيئة الأمم المتحدة “.
كما تساءلت ذات المتحدثة عن كيفية حصول المغتصب إبراهيم غالي على تأشيرة الدخول للأراضي الإسبانية رغم علمهم بكونهمغتصب و متابع بقضايا اعتداءات جنسية و عنف، معتبرة ان حصوله على تأشيرة الدخول للأراضي الإسبانية هي قضيةجيوسياسية بحتة.
و قد تساءلت خديجتو ” كيف يمكننا أن نتغاضى عن كل هذا الظلم الممارس في المخيمات؟ و أنه يجب علينا أن نفضح كل هذه الإنتهاكات الجسيمة و نعرضها على القضاء، بل و يتحتم علينا أن نطلع النساء الأخريات أن هناك عالم وأمل خارج جحيم المخيمات”.