أكد الدكتور عبد الله بوصوف الأمين العام لمجلس الجالية في كلمته خلال حفل عيد المولد النبوي الذي انعقد بمدينة ليدن الهولندية، الذي نظمه المجلس الأوروبي للعلماء المغاربة أمس الأربعاء،على “الاهتمام بالعيش المشترك و التركيز على قيم التسامح و إحترام الآخر لتشكيل جبهة موحدة من أجل محاربة التطرف ، الارهاب ، معاداة السامية و الاسلاموفوبيا ، و أن مستقبلا يجب على ممثلي الاديان السماوية ان يسعوا جنبا الى جنب لتعميق المعرفة من خلال الدراسات المقدمة من بعضهم لبعض” .
كما صرح الدكتور بوصوف لأخبارنا الجالية أن المغرب حافظ على مبدأ التسامح و احترام الاخر من خلال مجموعة من السياسات العمومية ، ” جلالة الملك أمير المؤمنين هو الضامن لحرية ممارسة الشرائع الدينية لمختلف الاديان، و في خطاباته المختلفة كان دائما يشيد بالتسامح و التعايش مع الاديان.”
وأبرز أن ” أماكن العبادة في المغرب، سواء كنائس أو معابد أو مساجد، لها القداسة نفسها عند المغاربة ويتم الاهتمام بها والعناية بها، وقال: “نحن نتوفر على جالية يهودية ومسيحية ولها أماكن عبادة لائقة، وإمارة المؤمنين كمرجعية دينية تسهرعلىضمان حرية ممارسة الشعائر الدينية لكل المؤمنين”.
وشدد الدكتور بوصوف في كلمته على أن” الاراضي المنخفضة مدعوة لأن تلعب دورا في ترتيب أو إعادة ترتيب العلاقة مع الإسلام والمسلمين، ليس في البلدان الأوروبية فحسب، بل فيالعالم، لأن لها ما يمكنها من بناء جسور التعارف والتعاون والحوار مع باقي العالم الإسلامي، لأن لها البعد الثقافي الإسلامي الحاضر بقوة في التحاليل الجامعية والبحثية في جامعة لايدن”.
و أضاف المتحدث أن ” غياب المعرفة هو السبب الذي يخلق هذه التشنجات و الصدامات، و”من جهتنا نحن كمسلمين يجب علينا أن نستعيد هذه المعرفة ونبنيعليها، وأن نثمنها ونشجعها، ونبذل قصارى جهدنا لمعرفة الآخرين “.
و ختاما أكد بوصوف على أن ” المغاربة ليست لهم مشكلة في التعامل مع الآخر، داعيا مغاربة هولندا إلى نشر روح التعاون والتعايش والمحبة والأخوة وروح احترام الآخرين، موردا: “نحن كمسلمين لدينا معرفة بالأديان الأخرى، ربما مستقاة من مصادرنا الدينية أو التاريخية ولكنها لا تعفينا من أجل معرفة الآخرين حقا وحقيقة، لكي نستطيع التواصل معهم بالفعل وليس بناء على تصوراتنا”.
في حين أكد سفير المملكة المغربية بالأراضي المنخفضة السيد محمد البصري في تصريح لأخبارنا الجالية على أن ” هذا اللقاء هو موعد آخر لما درج عليه المغرب و ما درجت عليه المؤسسات المغربية تحت القيادة السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس الذي يسعى دائما على الاهتمام بشؤون المغاربة المقيمين بالخارج و كذلك يضمن ادماجهم في مجتمعات الاقامة بما يصون خصوصياتهم الثقافية و الدينية “.
و من جهة أخرى شدد رئيس المجلس الأوروبي للعلماء المغاربة، الطاهر التوجكاني، في كلمته على أن ” الأديان والكتب السماوية تدعو الناس جميعا إلى التعايش والتآزر والتعاون والتآلف، باعتبار أن الكل ينتسب إلى عائلة واحدة هي الإنسانية، مشددا على أن البشر مهما اختلفوا في جنسهم أو معتقدهم ينحدرون من أصل واحد هو آدم عليه السلام”.
وأكد التوجكاني أن ” الواجب على كل إنسان أن يعيش مع أخيه الإنسان متسامحا ومتعاونا ومتضامنا، و”قمة التسامح الديني تستوجب الاحترام المتبادل والتقدير المشترك، علما أن الأديان بحكم انتمائها للسماء لا تأمر إلا بالصلاح وتدعو إلى البر والإحسان والمحبة والوئام والأمن والأمان والسلم والسلام، ولم تكن الأديان السماوية في يوم من الأيام أبدا عائقا أمام التبادل الثقافي والحضاري ولا أمام التعارف والتعايش والحوار وحسن الجوار”.
و سرد قائلا :” القرآن فيه مائة أيام موزعة في ستة وثلاثين سورة تدعو المسلمين إلى احترام الأديان الأخرى وخصوصيتها وأتباعها والعيش معهم بسلام، ولذلك ظل التعايش بين الديانات الثلاث قائما إلى يومنا هذا”.
وأنهى رئيس المجلس الأوروبي للعلماء المغاربة كلمته بالتأكيد على أن ” التعايش الديني مطلب إنساني نبيل تدعو إليه جميع الأديان، مقرا بأن البشرية يمكن أن تعيش مع بعضها ولو اختلفت دياناتها أو حضارتها أو ثقافتها، وتتعاون على مبادئ سامية يكون فيها كل الخير للأرض وسكانها، و”الكل مطالب، وخاصة أهل الدين، بالعمل من أجل ترسيخ ثقافة الحوار وحسن الجوار والتفاهم مع جميع مكونات المجتمع لبث روح التعايش والتسامح والتواصل والتعاون والتبادل الثقافي والحضاري”.
كما عرف اللقاء تدخلات لممثلي الاديان السماوية المسيحية واليهودية، دوميني أد أبلاس، رئيس مجلس الكنائس بليدن والنواحي، والحاخام ميمو تين برينك، والواعظة المسيحية آن ماري فان فيسر الذين أكدوا من خلال تصريحاتهم لأخبارنا الجالية على ضرورة نبذ خطاب الكراهية، وتعزيز خطاب التسامح والتقارب، و ان جوهر الأديان لا يدعو إلى الكراهية، معتبرين أن ما يؤججُ الكراهية هو التعصب والفهم الخاطئ لمقاصد الدين.
كما اعتبرت الواعظة المسيحية آن ماري فان فيسر أن المعتقدات وحدها تسهمُ في تغيير المجتمعات عبر الإيمان بأننا ننتمي إلى خالق واحد، مشددة على أن البشرية جمعاء تعدُ أسرة واحدة «وأن من يختلفون معنا هم إخوتنا في نهاية المطاف». واستشهدَت فريندو بنصوص من الكتب المقدسة تدعو إلى التقارب ونبذ الكراهية والعنف،
من جهته، أكد الحاخام ميمو تين برينك في تصريح لأخبارنا الجالية ، أن الجميع يتحملُ مسؤولية مشتركة لتحقيق التفاهم بين الديانات، لا سيما مع التغيرات التي طالت المجتمعات وكثرة النزاعات والانقسامات.وتابعَ تين برينك قائلًا: «لا بد أن نكونَ في واجهة العمل لتحقيق التسامح والاحترام كما تدعونا الكتب المقدسة»، داعيًا الأسرة الدولية إلى احترام وحماية أماكن العبادة، لا سيما في ظل استمرار التهديدات في هذا الجانب على الرغم من قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بحماية حق ممارسة الشعائر الدينية.