لقد أخذ حراك الريف منذ السنوات الأخيرة منحنى آخر خطير ، الحراك الذي إعتبره بعض الملاحظون كالجمر الكامن تحت رماد إنتفاضة الربيع العربي ، ولكنها في الحقيقة تأتي لأسباب بدأت منذ عقود عدة ، واستمدت إستمراريتها من شعور منطقة الريف بالتهميش السلبي سياسياً وإقتصادياً وثقافياً.
وفي نفس السياق ، يقول “البروفيسور كوين بوجارت” ، الأستاذ في مجموعة أبحاث الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بجامعة غنت البلجيكية إنه “على الرغم من أن الحراك لم يتمكن من إحداث تغيير يذكر على أرض الواقع إلا أنه سلط الضوء على الأزمة المغربية.
ومن هذا المنطلق يمكننا القول إن الحركة ساهمت في بناء وعي سياسي وثقافة إحتجاجية تتنامى في المغرب ، وهذا سيزيد صعوبة تجاهل المشاكل هناك” .
حيث تحول النضال المغلف بمطالب حقوقية وإقتصادية وإجتماعية بحتة ، إلى مطالب ذاتية شخصية مستهلكة أدت إلى الإرتماء في أحضان أعداء الوطن ، وتم بيع الذمم للمخابرات الجزائرية الناشطة بأوروبا .
والكل يعلم أن الجزائر تفاوضت مع مجموعة من خونة الوطن بالقنصلية الجزائرية بألمانيا وبدول أوروبية مجاورة كبلجيكا وفرنسا ، مع أمثال “بويا الغديوي” و”عزيز البوسكوتشي ” لتنظيم مظاهرات ضد المغرب وتحريض سكان الريف على المغرب ، مقابل مبالغ مالية شهرية.
وفي ذات الموضوع ، سبق أن نشر مقال للجزائري “حفيظ بوقرة” بموقع “الجزائر تايمز” تحت عنوان ” أموال الخزينة الجزائرية تنفخ في لهيب الحراك الريفي بتنسيق مع عشرين لجنة من دول أوروبا ليصبح ملفاً دولياً” ، والذي كشف من خلاله صاحب المقال عن تفاصيل مثيرة وخطيرة ، تفضح العلاقة بين النظام الجزائري وبين أصحاب الحراك بمنطقة الريف بالمغرب.
وأوضح الموقع الجزائري المذكور أن المؤسسة العسكرية الجزائرية إستضافت العديد من نشطاء منطقة الريف بأوروبا المعروفين بالأمازيغ ، ومكنتهم من هيكلة لوجستيكية ومالية لمساعدتهم في إحتجاجاتهم، مشيرا إلى أن الجزائر ترغب من خلال هذه الخطوة في خوض الحرب السرية الغير المعلنة تحت قيادتها ضد المغرب ، ويتعلق الأمر بمخطط متكامل لنشر الفوضى وذلك على نفقة مديرية الإستعلامات والأمن الجزائرية وذراعها الجمعوي المخابراتي التي يقودها الجنرال البشير طرطاق ، رئيس المخابرات الجزائرية الذي لم تجف يداه من دماء الجزائريين.
وأكد نفس المقال أن القصد من هذه الحرب الجزائرية ، هو محاصرة المغرب على جميع المستويات ، وزعزعة المنطقة و نشر الفوضى فيها والمساهمة في تقسيمها الى قبائل وشعوب متطاحنة ، موضحا أن الجزائر ، تستعمل في هذا المشروع الإرهابي مختلف العناوين والتنظيمات والشعارات ، حيث إختلطت الماركسية بالإسلام والتهريب بالقبلية ، وهذا ما تبين جليا فبعد التظاهرات الكبيرة والمتعددة التي عرفتها مدينة الحسيمة ، قامت المخابرات الجزائرية بهيكلة نشاطها في دول أوروبا ، حيث نسقت بالعاصمة مدريد يوم 20 ماي مع عشرين لجنة من دول أوروبا لدعم ما يسمى بالحراك الريفي من أجل تسطير برنامج عمل تخريبي .
وأكد صاحب المقال أن هذه اللجنة المسماة ” لجنة مدريد لدعم الحراك الشعبي في الريف”، أصدرت بيانا تؤكد فيه إحتضانها لإجتماع ضم باقي اللجان الأوروبية لدعم ما يسمى بحراك الريف، مشددا على أن هذا البيان تضمن فقرات قوية ضد السلطات المغربية، حيث كان الهدف من اللقاء هو دراسة المقترحات المقدمة وتسطير برنامج عمل يتجلى في إيصال ما يقع بالحسمية إلى المنظمات الدولية.
وختم صاحب هذا المقال بالإشارة إلى أن المخابرات الجزائريةـ تحاول ضرب الإستقرار في دول الجوار ، لترهيب الشعب الجزائري ودفعه الى قبول ما يطبخ له في الكواليس .
بعد هذا المقال المنشور الشاهد من أهلهم ، الخاص بجزائري من جلدتهم ، لم يبقى هناك أي شك لما يحاك ضد المغرب ووحدته الترابية من طرف كابرانات الجزائر وديولها من الخونة بائعي الضمائر والأوطان .