شهدت منطقة الريف حسب تقديرات الحقوقيين المهتمين بقضايا الهجرة غير النظامية ، أكبر موجة في تاريخه ، و ذلك بعدحملة من الإعتقالات في صفوف قيادات و نشطاء حراك الريف في أواخر شهر ماي سنة 2017.
إختلفت طرق و أسباب هجرة النشطاء الريفيين ، فمنهم من هاجر على متن قوارب الموت مغامرا بحياته ، فيما سافر آخرون بطريقة قانونية قبل التوجه لطلب الحماية من طرف الدولة التي توجهوا إليها.
في إسبانيا ، و حسب القانون العام 12/2009 الذي يخص حق اللجوء و الحماية فإنه يتم الاعتراف بالشخص كلاجىء عندما يكون الشخص معرضا للملاحقة في بلده لأسباب عرقية أو الانتماء الى مجموعة اجتماعية أو الجنس أو الاتجاهالجنسي .
موقع أخبارنا الجالية تمكن من التواصل و التحاور مع نشطاء حقوقيين الذين غادروا الريف هربا من الجحيم حسب تعبيرهم ،لطلب الحماية الدولية و حصل منهم على شهادات تكشف الخلفيات التي دفعتهم لإتخاد هذا القرار و كذا معاناتهم داخلمراكز اللجوء ، كما عبر المستجوبون عن آرائهم حول المستجدات التي يعرفها ملف حراك الريف و خصوصا بأوروبا .
” مباشرة بعد هجرتي الى الديار الهولندية وجدت نفسي متشردا في بلد لا أعرف عنه شيئا ، وصولي للضفة الأخرى لا يعني أن كابوس الاعتقال يلاحقني ثانية ، فدول الاتحاد الاوروبي تعتبر المغرب من الدول الآمنة و مستقرا سياسيا ، لذلك لم يحصل اي لاجىء من منطقة الريف على اللجوء السياسي بهولندا ، لأن هذه الاخيرة تعتبر المغرب بلدا آمنا ” حسب تصريحات احد نشطاء حراك الريف .
” فعندما يقرر الانسان هجرة وطنه فيعني ان هذا الاخير اوجعه ، فسقف الوطن ليس عاليا بما يكفي كي نرفع رؤوسنا عاليا ،في وطن يفرض عليك حكامه ان تحمي رأسك طوال حياتك أمر موجع و لا يحتمل ، لهذا نختار الهجرة للبحث عن اوطانسقوفها مرتفعة تسمح لنا برفع رؤوسنا “، بهذه الكلمات انهى الناشط الريفي كلامه .
” فعندما أصبح الثمن السياسي للإعتقالات و المحاكمات ضد المتظاهرين ثقيلا، أصبح أصبح دفعهم لمغادرة البلاد حلا أقل تكلفة و يأتي بمردود سياسي مماثل ، و هو افراغ ساحة النضال من الشباب الذي نظم الحراك و أبدع في أشكاله بشكلأبهر الجميع .و كان القضاء المغربي بارعا حيث اقنع الشعب بأن النضال يعني السجن و الاغتراب و لن يكون ابدا طريقاللتحرر و الانتصار على الظلم ، فكان إبعاد الشباب عبر دفعه لمغادرة البلاد و ربما تسهيل هذه العملية ايضا خيارا مناسبا وفعالا بالنسبة للسلطة ” حسب تصريحات احد النشطاء .
” أما الوضع الحالي لحراك الريف فإنه اتخذ منحى آخر بعيدا عن النضال و الكفاح لتحقيق مطالب حقوقية واقتصادية واجتماعية خالصة، فاليوم الكل يريد ( دبر على راسوا) لمستوى بيع وطنه و النوم في أحضان أجهزة استخباراتية معادية للمغرب و للمصالح المغربية” ، فاليوم ” أصبح اكبر رموز الحراك و نشطائه يتقاضون رواتب من الاستخبارات الجزائرية التي تروج لقضية جمهورية ريفية في شمال المغرب ، الكل يعلم أن الجزائر تفاوضت مع مجموعة من ألمانية يقودها يوبا الغديوي وعزيز البوسكوتشي ، لتنظيم مظاهرات ضد المغرب و تحريض الريافا على المخزن و على المغرب ، مقابل مبالغ شهرية ،المفاوضات التي نظمت في القنصلية الجزائرية بألمانيا و لازالت تعقد في دول مجاورة كبلجيكا و فرنسا .
” تصريحاتي ربما ستغضب نشطاء و زعماء في الحراك و لكن لا يمكن ان نبيع و نشتري في مصلحة الشعب الريفي و فيالقادة الذين ضحوا بأنفسهم لصالح النهوض بالمستوى المعيشي و الاقتصادي بالمنطقة ”
” و لهذا سأقول كل شيء و سأظهر الخونة الذين باعوا انفسهم للأجهزة الامنية الجزائرية مقابل المال ، و هنا يجب ان اتحدث عن يوسف الاسروتي الذي بدوره تفاوض مع المخابرات الجزائرية بعد عدة لقاءات بألمانيا و بلجيكا و فرنسا ليصبح بدوره يشكل المجوعة الثانية التي خانت العهد للحصول على المال”
” و كمعلومة أخيرة سأزودكم بها ، والتي جعلتني اتصل بكم كمنبر إعلامي مهتم بالهجرة و بالحراك هو أن المجموعة الاولى المكونة من جابر الغديوي و عزيز البوسكوتشي اصبحت تتحالف مع بعض المعارضين المغاربة و المبحوث عنهم من طرف السلطات المغربية كالمعتقل السابق محمد حاجب الذي بدوره غير مساره من مطالب بالتعويض في عملية تعديب بالمغرب الى عميل للمخابرات الجزائرية ”
و حسب معلوماتي فمحمد حاجب التقى ببلجيكا بداية هذا الاسبوع باليوتيبورز صلاح الدين بلبكري صاحب قناة فسحة لحته على الانضمام الى المخابرات الجزائرية ليكونوا الشبكة الرابعة التي تتعامل مع المخابرات الجزائرية”.
لكل حراك فاشل أسباب فشله، أسباب ذاتية وأخرى موضوعية، وحراك الريف له أسبابه الذاتية التي عجّلت بنهايته، أسباب تتعلق بالحراك نفسه، أبرزها هو في شخص القيادة، ناصر الزفزافي الذي يُكِن له الريفيون بشكل خاص ومعظم المغاربة كل الاحترام والتقدير لما قدمه هذا الشاب من درس في نكران الذات والتضحية لأجل حقوق بلده، وما ثبت عليه من مبادئ أبى أن يتنازل عنها حتى بعد القبض عليه والحكم عليه بـ20 سنة!، لكن جَعلَ ناصر قائدا للحراك أضعف الحراك من حيث لا يشعر، لأن الحراك يجب أن يقود نفسه بنفسه، واختزال الحراك في شخص واحد أمر خطأ، وهذا ما أضعف الحراك بعد اعتقال الزفزافي، و هذه نصيحتنا لسعيد العمراني الذي أبى أن يتحالف مع المخابرات الجزائرية ضد أفكاره و نضاله اليساري.
ما ذكرناه في مقالنا لم يكن تبخيسا لحراك ألهب كل القنوات الإعلامية الوطنية والدولية، حراك قدم دروسا في التضحية ونكران الذات، حراك أثبت للمرة الألف أن الاستبداد باقٍ ويتمدد إلى أن نتسلح بالوعي الكافي جميعنا كمغاربة للحد من هذا النزيف الذي يسيل من أجساد المغلوبين في هذا الوطن الجريح.