أوقفت مجموعة غازبروم الروسية السبت بشكل تام شحنات الغاز إلى “إيني” وعزت الأمر إلى “استحالة نقل الغاز عبر النمسا”، على ما أعلنت شركة النفط الإيطالية في بيان.
يأتي هذا في وقت قال فيها خبراء إن روسيا توجه رسالة شديدة اللهجة إلى جميع الدول الأوروبية، بما في ذلك تلك التي تبدو بعيدة عن التصعيد مع موسكو، مفادها أنها جادة في تنفيذ تهديداتها طالما أن أوروبا تستمر في السير وراء الولايات المتحدة وتزيد من حجم العقوبات على البلاد لإجبارها على وقف الحرب في أوكرانيا.
إيني: تدفقات الغاز الروسي المخصصة للشركة عبر نقطة دخول تارفيسيو ستكون معدومة
وفرضت الولايات المتحدة الجمعة حزمة واسعة النطاق من العقوبات تستهدف المئات من الشخصيات والشركات في روسيا، بما يشمل أعضاء في الهيئة التشريعية الروسية والجيش والبنك المركزي، ردا على إعلان موسكو ضم مساحات من أوكرانيا إلى أراضيها.
وضمت القائمة 14 مسؤولا في المجمع الصناعي العسكري الروسي واثنين من قادة البنك المركزي في البلاد وأقارب لكبار المسؤولين و278 عضوا في الهيئة التشريعية الروسية بسبب ضلوعهم في “تنظيم الاستفتاءات الروسية الصورية ومحاولة ضم أراض خاضعة للسيادة الأوكرانية”.
ويأتي وقف وصول الغاز إلى إيطاليا ليزيد من الصعوبات التي تواجهها دول القارة في الوصول إلى بدائل للغاز الروسي، بالرغم من المحاولات التي تقوم بها مع دول الخليج وعدد من الدول الأفريقية.
وتراهن إيطاليا على الجزائر لتحصيل جزء هام من حاجتها، وهي تبحث عن حل فردي بعيدا عن حل أوروبي جماعي. وتتخوف من أن يتعرض اعتمادها على الجزائر إلى صدمة من خلال استهداف الأنبوب الناقل للغاز إليها من الجزائر وتعرّضه إلى التخريب بعد استهداف خطوط نورد ستريم في بحر البلطيق.
وعززت المصالح الأمنية الإيطالية إجراءات المراقبة واليقظة البحرية من أجل حماية خطوطها الناقلة للغاز في جنوب البلاد وشرقها، ليكون بذلك أنبوب “ترانس ميد” الرابط بينها وبين الجزائر ضمن الإجراءات المذكورة، وهو ما يبرز المخاوف التي تعتري دولا مستهلكة خاصة في القارة الأوروبية، حول تأمين الغاز على أبواب الشتاء.
وقال رئيس المجلس الأوروبي تشارل ميشيل، السبت، إن زعماء الاتحاد الأوروبي سيناقشون “تخريب” خطوط أنابيب نورد ستريم في قمة مقبلة تقرر عقدها في العاصمة التشيكية براغ، معتبرا أن هذه الحوادث شكلت “تهديدا للاتحاد الأوروبي”. وأضاف “نحن عازمون على تأمين بنيتنا التحتية الحيوية”.
وذكرت “إيني”، “أبلغتنا غازبروم أنها لا تستطيع تأكيد تسليم الكميات المطلوبة اليوم (السبت) مشيرة إلى استحالة نقل الغاز عبر النمسا”.
وأضافت “بالتالي فإن تدفقات الغاز الروسي المخصصة لـ’إيني’ عبر نقطة دخول تارفيسيو ستكون معدومة” السبت.
ويمر معظم الغاز الروسي الذي يتم تسليمه إلى إيطاليا عبر أوكرانيا، عبر خط أنابيب الغاز “TAG” الذي يصل إلى تارفيسيو في شمال البلاد على الحدود مع النمسا.
ونقلت وكالة الأنباء الإيطالية عن متحدث باسم “إيني” قوله إن “غازبروم تؤكد أنها غير قادرة على الالتزام بالموجبات اللازمة للحصول على خدمة توزيع الغاز في النمسا حيث يتعين عليها تسليمه، ونتيجة لهذا تواصل النمسا تلقي الغاز عند نقطة التسليم على الحدود السلوفاكية – النمساوية”.
وأضاف “نعمل على التحقق مع غازبروم مما إذا كان من الممكن إعادة تحريك التدفقات إلى إيطاليا”.
وفي وقت لاحق، أصدرت مجموعة غازبروم بيانًا أوضحت فيه أن “نقل الغاز الروسي (…) عبر النمسا قد تم تعليقه بسبب رفض المشغل النمساوي تأكيد تصاريح النقل”. ويتعلق الرفض “بالتغييرات التنظيمية التي دخلت حيز التنفيذ في النمسا في نهاية سبتمبر الماضي”. وأضاف البيان أن “غازبروم تعمل على حل المشكلة مع زبائنها الإيطاليين”.
وتراجعت صادرات الغاز الروسي إلى أوروبا بشكل مطرد منذ بدء العقوبات ضد روسيا.
وفي أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا، أعلنت “إيني” مطلع مارس الماضي أنها ستبيع حصتها البالغة 50 في المئة في خط أنابيب الغاز بلو ستريم الذي تسيطر عليه مناصفة مع غازبروم العملاقة.