فضائح القنصليات المغربية بالخارج تظهر سوء التسيير و الخلل الواقع بوزارة الخارجية

بوشعيب البازي

حقق السيد ناصر بوريطة منذ توليه وزارة الشؤون الخارجية و التعاون الافريقي و المغاربة المقيمين بالخارج العديد من الانتصارات الدبلوماسية للمملكة، خاصة في قضية الصحراء المغربية، كان آخرها الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على كامل أقاليمه الجنوبية، مقابل استعادة العلاقات مع إسرائيل.

يعتبرونه رجل الظل في حكومة العثماني. لا يحب الظهور في وسائل الإعلام، ويفضل الاشتغال بعيدا عن الأضواء، اللهم حين يكون في استقبال وفد رفيع المستوى أو حين يمثل البلاد في إحدى الأنشطة الدولية الهامة. أما المقربون منه، أو الذين سبق أن اشتغلوا إلى جانبه، فيقولون عنه أنه ذكي ومجد ومتمكن من ملفاته، وعلى علم بأدق تفاصيلها، فهو قد خبر المجال منذ كان وزيرا منتدبا لدى وزير الخارجية سابقا، لمدة ست سنوات، لذلك يلقبونه ب”القلب النابض للدبلوماسية المغربية”، أو “الدينامو”.

اقرأ أيضا

إلا أن دينامو الحكومة المغربية قد فشل بإمتياز في اشياء أخرى كتخليه عن ملفات مغاربة العالم و همومهم ، بل تناسى حتى موظفيه بالقنصليات المغربية بالخارج .

فمنذ إقبار وزارة الجالية و الامور تتدهور و أصبح التواصل منعدما بين الحكومة المغربية و مغاربة العالم ، فإخفاقات بعض القناصلة و كذا الفضائح التي عرفتها مؤخرا بعض القنصليات ليست الا علامات لما تعرفه الخارجية المغربية اليوم من مشاكل و اضطرابات بسبب سوء التسيير .

و خير مثال على ذلك الفضيحة التي كشفت عنها قناة محلية بالعاصمة الكولومبية بوغوتا، إثر تعرض ثلاثة موظفين دبلوماسيين في السفارة المغربية للنصب والاحتيال من طرف مومسات قاموا باستئجارهن لقضاء ليلة حمراء.

زيادة عن الاضرابات التي تخوضها الشغيلة العاملة بإحدى أهم القنصليات العامة التابعة للمملكة المغربية بكل من فيلمومبل، أورلي، أولريون، باريس، منظمة اليونيسكو، بوردو، مرسيليا، تولوز، ليل، مونبليي، رين وستراسبورغ، الذين وجهوا رسالة عاجلة إلى الوزير” بوريطة” يعلنون من خلالها الدخول في أشكال نضالية تصعيدية من أجل تحقيق مطالبهم العادلة.

كما أن واقعة الاختلاس التي وقعت بالقنصلية المغربية ببرشلونة حيث  تلقى أحد الموظفين المتهمين أموالا من الجالية المغربية المقيمة في إسبانيا من أجل تجديد جوازات السفر أو الوثائق الرسمية، دون التأشير عليها بـ”طوابع رسمية”، وإحالتها على المحاسب دون أي سند قانوني أكدت أن هناك خلل ما في وزارة الشؤون الخارجية و التعاون الافريقي و المغاربة المقيمين بالخارج  و ان هذه الاخيرة تحتاج لتقييم لجميع الاوضاع المتعلقة بموظفي الخارجية و لمغاربة العالم .

اقرأ أيضا

و أخيرا فضيحة القنصل العام للمملكة المغربية ببروكسيل و التوتر الحاصل بينه و بين موظفي القنصلية الذين أصبحوا يعيشون في رعب مستمر و اضطهاد مسلط من القنصل العام بهذه القنصلية .

و حسب مصادر من وزارة الخارجية التي صرحت أن دينامو الخارجية يستحوذ على كل شيء و يتحكم في كل صغيرة و كبيرة و أن هذا الاخير رجل عنيد و كله عقد نفسية جعلت علاقاته مع محيطه في الوزارة جد متوترة. ناهيك عن كون عدد من السفراء الأجانب و حتى الديبلوماسيين المغاربة يشتكون من غياب مخاطب لهم في وزارة الخارجية و التعاون الدولي. كما أن بوريطة يغيب عن بعض اجتماعات المجلس الحكومي رغم تواجده بمكتبه، حسب تعبير الكثير من العارفين بشؤون الدار. ولعل سبب سلوك الغياب هذا راجع الى كوّن بوريطة يعتقد انه ” وزير سوبر ” او “وزير فوق العادة ” . فتش اذن عن عقدة ” العملقة”!؟

لكن ناصر بوريطة و رغم نجاحه في القضية الوطنية إلا أن بعض موظفي وزارته يلقبونه ب”ناصر توريطة “، ويعدونه اضعف وزير عرفته هذه الوزارة منذ نشأتها، و ذلك بسبب ضعف أدائه و تزايد إخفاقاته (السيدياو، البرلمان الأوروبي، الأمم المتحدة الخ)، وهي إخفاقات ابلى البلاء الحسن من اجل أن يحولها إلى نجاحات عبر بعض المنابر الإعلامية.

 

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: