يسعى المغرب لتعزيز ترسانته العسكرية بأحدث الأسلحة في مواجهة تحديات هامة في المنطقة التي تعيش على وقع توتر أمني وخطر الإرهاب وتنامي الهجرة غير النظامية، حيث تعمل الرباط على عقد العديد من الصفقات سواء مع الولايات المتحدة أو الدول الأوروبية وكذلك من خلال تعزيز التعاون العسكري مع إسرائيل.
وكشف موقع “تكتيكال ريبورت” المتخصص في الصّناعات الدفاعية والصّفقات العسكرية، عن سعي القوّات البحرية الملكية المغربية لتحديث قدرتها المضادة للغواصات الحربية في مفاوضات متقدمة مع شركات دفاع أوروبية وأميركية.
ووفق نفس المصدر فإن القوات المغربية تريد الحصول على صواريخ “فولكان 2000” المضادة للغواصات الحربية، حيث تجري الرباط محادثات مع شركة الدفاع الأميركية جنرال ديناميكس لشراء أنظمة الحرب المضادة للغواصات (أي.إس.دبليو).
الجهود التسليحية للمغرب تأتي في إطار مقاربة أمنية لمواجهة التحديات في منطقة مضطربة مع تنامي الإرهاب والهجرة السرية
وقال موقع “تكتيكال ريبورت” إن الرباط تريد شراء دوريات قاذفة للصواريخ من طراز “كيليش 2” في نسخة محدثة ومعدلة، كما تجري مناقشات ومفاوضات مع شركة بناء السفن التركية لشراء 15 سفينة وذلك لدعم جهود خفر السواحل المغربية لمواجهة الهجرة غير النظامية.
بدورها أفادت شركة “بلو بيرد” الإسرائيلية المتخصصة في الطيران والفضاء وفق ما نشرته “روسيا اليوم” أنها قامت بعقد اتفاق مع المغرب لتزويده بطائرات بدون طيار حيث بلغت قيمة الصفقة عشرات الملايين من الدولارات.
وتعتبر “بلو بيرد واندير” من الطائرات الرائدة، حيث تصنف ضمن الطائرات طويلة المدى وتحمل تكنولوجيا متطورة، ومن أبرز مزاياها أنها تقلع وتهبط آليا، كما أنها تغطي مساحات واسعة من الأرض، وهي قادرة على الطيران المستمر لمدة 52 ساعة.
ويمكن وفق نفس المصدر إضافة تجهيزات إلى الطائرة للجهة الراغبة في استخدامها، وهي قادرة على الطيران بحمولة 250 كيلوغراما كحد أقصى، كما أنها مخصصة للاستطلاع الإستراتيجي.
ويمكن للطائرة أن تكون فعالة في مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والهجرة غير النظامية، حيث أنها مجهزة بكاميرات حرارية، وتستخدم للمهمات الإستراتيجية والتكتيكية، مع أنظمة لجمع المعلومات الاستخباراتية عن طريق 4 مستشعرات إلكترونية، وتحديد المواقع الجغرافية عن طريق الإشعاعات الكهرومغناطيسية الصادرة عن المواد المشعة والقنابل النووية.
وتشير العديد من التقارير إلى أن المغرب يعمل حاليا على تطوير طائرات “انتحارية” بالتعاون مع الجيش الإسرائيلي في إطار جهود تحديث ترسانته العسكرية.
وعززت السلطات المغربية من تعاونها العسكري مع إسرائيل، حيث تسلمت الرباط في أبريل الماضي أنظمة أمنية دفاعية عصرية طورتها مجموعة من الشركات العسكرية الإسرائيلية، من بينها شركة صناعات الفضاء الإسرائيلية وشركة “أنظمة إلبيط” وشركة “رافائيل”.
والشهر الجاري أدى الجنرال الفاروق بلخير المفتش العام للقوات المسلحة المغربية قائد المنطقة الجنوبية زيارة إلى إسرائيل على هامش مشاركته في المؤتمر الدولي الأول حول الابتكار في المجال العسكري، حيث التقى عددا من المسؤولين الإسرائيليين على غرار وزير الدفاع بيني غانتس.
الرباط تسلمت أنظمة أمنية دفاعية عصرية طورتها مجموعة من الشركات العسكرية الإسرائيلية، من بينها شركة صناعات الفضاء الإسرائيلية وشركة “أنظمة إلبيط” وشركة “رافائيل”
ويحرك التعاون الأمني والعسكري بين البلدين التوافق حول رؤية مشتركة لخطورة الارتباطات بين الجماعات المتطرفة وتجّار الأسلحة والبشر مع الاختراق الإيراني للمنطقة وما يمثله من تهديدات واقعية، وهو المتغير الذي دفع المغرب إلى قطع علاقاته الدبلوماسية مع طهران.
ويرى مراقبون أن جهود المغرب التسليحية تأتي في إطار مقاربة أمنية شاملة في مواجهة التحديات في منطقة مضطربة مع تنامي الإرهاب في دول الساحل والصحراء، وفي مواكبة مستمرة لتحديث أسلحة قواته البرية والبحرية والجوية خاصة أن الطائرات المسيرة تلعب دورا حيويا في مكافحة الإرهاب وفي الضربات الاستباقية بأقل كلفة مادية وبشرية.
ويعمل المغرب كذلك على توجيه رسالة لجارته الشرقية الجزائر بأنه يملك قدرات عسكرية دفاعية قادرة على حماية أراضيه وسيادته الوطنية وحماية كل التراب الوطني خاصة وأن الجزائر تعمل بدورها على عقد اتفاقيات بمليارات الدولارات مع موسكو وتستعد لتنظيم مناورات مع الجيش الروسي أطلق عليها “درع الصحراء”.
ودخل المغرب في خلافات مع الجزائر بسبب ملف الصحراء المغربية حيث تدعم السلطات الجزائرية جبهة بوليساريو الانفصالية وقامت في أغسطس 2021 بقطع العلاقات مع الرباط بذريعة تهديد أمنها القومي.