أكد مصدر سياسي عربي مطلع أن مسعى سريا رعته السعودية والمغرب لإطلاق سراح مواطن مغربي وأسرى غربيين آخرين، قد يكون الخطوة الأولى في مسار وساطة يساعد على إنهاء الحرب في أوكرانيا.
وأشار المصدر إلى أن الخطوة السعودية تعكس إصرارا من الرياض على لعب دور مهم في الأزمة الأوكرانية حيث أجرى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مباحثات مع الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وسهّلت العلاقات الممتازة التي تربط العائلة المالكة في السعودية بالعاهل المغربي الملك محمد السادس إطلاق سراح المواطن المغربي.
وتابع المغرب عن كثب وسرية حالة إبراهيم سعدون الذي حصل على الجنسية الأوكرانية عام 2020 وانتقل إلى أوكرانيا في عام 2017 لمتابعة دراساته في جامعة كييف للملاحة الجوية وعلوم الفضاء التي لم يكملها.
وكانت متابعة ملف سعدون صعبة ومعقدة لأن المغرب عادة لا يتعامل مع الكيانات الانفصالية التزاما منه بوحدة أراضي البلدان.
متابعة ملف سعدون كانت صعبة ومعقدة لأن المغرب لا يتعامل مع الكيانات الانفصالية التزاما منه بوحدة أراضي البلدان
واعتقل إبراهيم سعدون في 12 مارس 2022 في ماريوبول بمنطقة دونيتسك الإدارية بأوكرانيا، من قبل القوات الانفصالية الأوكرانية الموالية لروسيا، بينما كان يرتدي زي جيش الدولة الأوكرانية، على أنه عضو في وحدة البحرية في ذلك البلد.
وسعدون متزوج من أوكرانية، وانضم إلى البحرية الأوكرانية قبل الصراع وتم إرساله إلى مسرح العمليات لمحاربة الروس.
واختارت السعودية أسوة بالعديد من الدول العربية البقاء بمنأى عن الحرب في أوكرانيا وتجنب توجيه الانتقادات لأيّ من الجانبين وعدم الانجرار إلى مواجهة بين روسيا أو الغرب.
وعرضت السعودية منذ الأسابيع الأولى من انطلاق الحرب الوساطة وعقْد محادثات بين كييف وموسكو في الرياض، ورغم ترحيب كلا الطرفين بها إلا أنها تعرقلت.
وكان الرئيس الروسي عبر في قمة طهران في يوليو الماضي عن شكره للدول التي عرضت الوساطة لإنهاء الحرب التي بدأت نهاية فبراير الماضي، من بينها السعودية والإمارات.
وقال بوتين حينذاك “في ما يتعلق بجهود تركيا، وكذلك مقترحات الدول الأخرى، مثل السعودية التي تعرض وساطتها، وكذلك الإمارات، وهي بلدان تمتلك القدرة على ذلك، فنحن نشكر جميع أصدقائنا الذين يعرضون إمكاناتهم. حتى مجرد الرغبة في المساهمة بشكل مّا يعد أمرا نبيلا”.
سعدون متزوج من أوكرانية، وانضم إلى البحرية الأوكرانية قبل الصراع وتم إرساله إلى مسرح العمليات لمحاربة الروس
وأكد الأمير محمد بن سلمان خلال اتصال مع الرئيس الأوكراني الخميس أن السعودية حريصة وتدعم كافة الجهود الدولية الرامية لحل الأزمة سياسيا، ومواصلتها جهودها للإسهام في تخفيف الآثار الإنسانية الناجمة عنها، مؤكدا استعداد المملكة لبذل الجهود للوساطة بين كل الأطراف.
وشكر زيلينسكي ولي العهد السعودي على جهوده في عملية تبادل الأسرى، مقدرا قبوله دور الوسيط ومنوّها بالدور المحوري للمملكة في منطقة الشرق الأوسط والعالم.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية “واس” عن زيلينسكي أنه “أعرب عن تقديره قبول الأمير محمد بن سلمان دور الوسيط”، منوها إلى “الدور المحوريّ للمملكة في منطقة الشرق الأوسط والعالم”.
كما أجرى ولي العهد اتصالاً هاتفيًا مع الرئيس الروسي، مساء الخميس حيث هنأ فيه بوتين الأمير محمد بن سلمان على دوره في الوساطة، فيما أكد ولي العهد السعودي استعداد بلاده لبذل كافة المساعي الحميدة ودعم كافة الجهود الرامية للوصول إلى حل سياسي للأزمة.
وكانت كييف أعلنت الأربعاء عودة 215 مقاتلًا أوكرانيًا وأجنبيًا كانوا أسرى لدى القوات الروسية في عملية تبادل مع موسكو التي استعادت بدورها 55 أسيراً روسيًا من بينهم فيكتور ميدفيدتشوك النائب الأوكراني السابق المقرّب من بوتين والذي تتهمه أوكرانيا بالخيانة العظمى.
وقبل إعلان كييف أكدت السعودية أنها توسطت لنقل خمسة بريطانيين وأميركيَين اثنين ومغربي وسويدي وكرواتي في إطار عملية التبادل.
العلاقات الممتازة التي تربط العائلة المالكة في السعودية بالعاهل المغربي الملك محمد السادس سهّلت إطلاق سراح المواطن المغربي
والأسبوع الماضي كشف بوتين عن رغبته في إنهاء الحرب الدائرة ضد أوكرانيا منذ أكثر من 7 أشهر “في أقرب وقت”.
وجاء ذلك خلال لقاء جمعه برئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، في مدينة سمرقند الأوزبكية على هامش قمة منظمة شنغهاي للتعاون، وبثته شبكة “دورداشان” الهندية.
وقال بوتين إنه يأمل أن ينتهي النزاع بأوكرانيا في أقرب وقت، وأبدى تفهمه لمخاوف الهند في هذا الشأن.
وأضاف “أعرف موقفكم من النزاع في أوكرانيا ومخاوفكم.. سنبذل كل ما في وسعنا لإنهائه في أقرب وقت”.
واعتبر بوتين أن كييف مسؤولة عن إطالة أمد الحرب “للأسف، فإن الطرف المقابل -القيادة في أوكرانيا- أعلن رفضه عملية التفاوض، ورغبته في تحقيق أهدافه بالسبل العسكرية في ساحة المعركة”.