حزب الأصالة والمعاصرة المغربي يرفض ضغوطا داخلية لوضع “رجل في الحكومة وأخرى في المعارضة”
ماموني
رد الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة المغربي عبداللطيف وهبي بوضوح على ما يسمى بـ”حركة تصحيح المسار”، التي تضغط منذ أشهر لإجبار الحزب المشارك في الحكومة على اتخاذ مواقف معارضة لها.
وأكد وهبي الذي يشغل حقيبة وزارة العدل أن حزبه لديه وضع مريح داخل التحالف الحكومي الثلاثي، يقوم بدوره ويدافع عن قناعته ويحترم التضامن الحكومي، وسرية العمل الحكومي، مشيرا إلى أن حزبه “لن يضع رجلا في المعارضة وأخرى في الحكومة، لأن ذلك ليس من أخلاقه وليس من مصلحة الشعب”.
وكانت حركة تطلق على نفسها “حركة تصحيح المسار”، قد طالبت قبل ثلاثة أشهر، وهبي بتقديم استقالته من الأمانة العامة للحزب، بعدما “سجلت انقلابه على الخط السياسي للحزب، من خلال خرجات إعلامية مرتجلة وغير مسؤولة تضر بصورة الحزب، وتجلب سخط الرأي العام، ولا تعكس موقع الحزب الحقيقي”.
وأشاد المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة بالجهود التي تبذلها الحكومة في المجال الاجتماعي، بدءا بتعزيز الثقة في الحوار مع الفرقاء الاجتماعيين، وشروع الحكومة مع مطلع الشهر الجاري في الوفاء بالتزاماتها الاجتماعية الرامية إلى دعم وتحسين القدرة الشرائية للمواطنات والمواطنين.
هشام عميري: الأصالة والمعاصرة يتحرك بشكل منهجي لمواجهة مساعي شق الحزب
واتفق أعضاء من المكتب السياسي للأصالة والمعاصرة، على أن حزبهم متضامن مع الحكومة التي جاءت في ظل ظرفية دولية معقدة كأزمة كورونا وتداعياتها، وأزمة الاقتصاد الدولي وتداعياته، مشيرين إلى أن الحكومة استطاعت أن تفي بما هو مسطر في البرنامج الحكومي، في مجالات عدة، منها التشغيل، حيث وضعت سياسات لا يمكن الوقوف على نتائجها في السنة الأولى من عمرها.
وعرقلت تلك الضغوط التي تمارسها بعض الأطراف داخل الحزب، بحسب متابعين، أداءه داخل الحكومة، لذلك سعت قيادات خلال مؤتمر جهوي للحزب إلى عقده الأحد في مدينة الرباط، لتذويب الخلافات الداخلية وفتح المجال أمام الراغبين في الانخراط في الحزب.
وقال الأمين العام للأصالة والمعاصرة، في كلمته أمام المؤتمرين، “إذا لم نمارس الديمقراطية الداخلية بكل قواعدها، سنكون قد قمنا بعملية انتحار بطيئة”، مشددا على أن “الديمقراطية هي القبول بالجدد، وبالشباب”.
وكادت صراعات بين أعضاء الحزب حول تمثيلية مجموعة من الأقاليم أمام مقر انعقاد المؤتمر أن تنسف أشغاله التي حضرتها قيادات حزبية بارزة، على رأسها الأمين العام، حيث رفع المحتجون شعارات من قبيل “لا للإقصاء” و”أنقذوا الديمقراطية الداخلية”، ما جعلهم يدخلون في مشادات كلامية مع المسؤولين عن تنظيم المؤتمر.
وتركزت الصراعات بين أعضاء الحزب أساسا في كل من إقليم تمارة وإقليم القنيطرة، بعد اتهام بعض أعضاء الحزب للقيادات المحلية بإقصائهم من الحضور للمؤتمر.
وخفف عضو المكتب السياسي ووزير الثقافة مهدي بنسعيد من هذه الحادثة، معتبرا أنها لن تؤثر على الحزب، مشددا على أن ما جعل الأصالة والمعاصرة يستمر رغم التناقضات التي عرفها خلال العشر سنوات الأخيرة، ورغم مغادرة العديد من الأفراد، هو قوة التنظيم.
وشدد عبداللطيف وهبي على أن حزبه ما دام حزبا ديمقراطيا فلا يخيفه النقد والنقاش، لأنه يسير فارضا نفسه على الجميع ولا يهزه شيء سواء من الداخل أو الخارج، موجها كلامه إلى من وصفهم بالأعداء “أنصحكم بألا تتعبوا أنفسكم، فالحزب عندما أحس بانحراف داخلي قام بحركة تصحيحية من داخله، تشكل حاليا قوة متراصة إسمنتية لا تتأثر بأي شيء”.
هنالك من يحاول أن يروج إلى أن الصراع القائم داخل الحزب هو صراع أجيال
ودعا عبداللطيف وهبي، في كلمته أمام المؤتمرين، كل تنظيمات الحزب ومؤسساته إلى الاستمرار في “فتح أبواب الحزب أمام كل المواطنات والمواطنين الراغبين في الانتماء إليه، لأنه حزب وطني يشرّف من ينتمي إليه”، معبّرا عن سعادته بهذه “الرغبة في الانتماء”، مشددا على “ضرورة قبول هذه الرغبة وتحملها”.
وأشارت بعض القيادات الغاضبة من تدبير مرحلة عبداللطيف وهبي، إلى أن هنالك من يحاول أن يروج إلى أن الصراع القائم داخل الحزب هو صراع أجيال، لكن المشكلة غير مرتبطة بتغيير أو تشبيب القيادات وأطر الحزب، بقدر ما تتعلق بطريقة إدارة القيادة والتزكيات المتعلقة بالمناصب داخل الحزب.
وشدد عبداللطيف الغلبزوري، الأمين العام الجهوي لحزب الأصالة والمعاصرة بجهة طنجة تطوان الحسيمة – نائب رئيسة المجلس الوطني، على أن المؤتمر الجهوي يعبر على وحدة حزبه ودليل على أنه لا يمر بأي أزمة تنظيمية.
وأوضح هشام عميري، أستاذ العلوم السياسية، أن حزب الأصالة والمعاصرة من خلال مؤتمره الجهوي، يتحرك بشكل منهجي لإعادة هياكله الداخلية تحقيقا لوحدته وتقوية موقعه، لمواجهة أي حركة تريد شق الحزب.