ثورة المواهب تفجر صحوة برشلونة
حقق برشلونة تحت قيادة المدرب تشافي هيرنانديز، تحولا كاملا بين موسم وآخر، وهو الآن في كوكبة صدارة ترتيب الليغا مع تقديم أداء ممتع لجماهيره. وتجتاح عناصر النادي الكتالوني خلال الفترة الحالية مشاعر إيجابية ورغبة في التحدي والمنافسة على الألقاب.
داوى برشلونة وهدافه الدولي البولندي روبرت ليفاندوفسكي جراحه الأوروبية، مشددا الخناق على غريمه التقليدي ريال مدريد حامل اللقب. وعاد المهاجم ليفاندوفسكي إلى ممارسة هوايته في هز الشباك، فسجل هدفيه السابع والثامن في الليغا هذا الموسم معززا صدارته للائحة الهدافين.
وكان “ليفا” السبب الرئيسي في الفوز العريض لفريقه كونه تسبب في طرد مبكر لقائد الضيوف غونسالو فيردو عندما عرقله الأخير في منتصف ملعب فريقه عندما كان البولندي في طريقه إلى الانفراد بحارس المرمى إدغار باديا (14).
وعلق مدرب برشلونة تشافي هيرنانديز على ثنائية ليفاندوفسكي قائلا “أكثر ما يبهرني هو طبعه الإنساني. إنه متواضع، إنساني جدا، ملتزم، مجتهد.. الباقي، كل ما يفعله على أرض الملعب، يفاجئني بدرجة أقل”.
وأضاف “سننام ونحن في صدارة الليغا لأول مرة منذ عامين. لقد قمنا بواجبنا وحصلنا على النقاط الثلاث. نحن على طريق جيد”. وهو الفوز الـ17 لبرشلونة في 24 مباراة على أرضه أمام إلتشي مقابل 7 تعادلات. وأشرك تشافي الثلاثي الهولندي فرنكي دي يونغ ومواطنه ممفيس ديباي والعاجي فرانك كيسييه أساسيا على حساب القائد سيرجيو بوسكيتس وغافي والبرازيلي رافينيا.
وقرر تشافي إجراء تغييرات في الفريق واختار الوجوه الشابة على حساب اللاعبين المخضرمين الذين شكلوا قاعدة برشلونة في السنوات الأخيرة. وفي مباراة الليلة الماضية أمام إلتشي، لم يلعب بوسكيتس وبيكيه وألبا حتى ولو دقيقة، أما سيرغي روبرتو، وهو قائد آخر، فمصاب. وعلى النقيض، يكتسب النجوم الشباب مثل أليخاندرو بالدي وبدري وجافي وأراوخو وكوندي وإريك غارسيا دورا قياديا أكبر كل يوم.
حالة مميزة
قال تشافي خلال تصريحات صحافية “بالدي تفوق على الطرف بصناعة هدفين، وولد الخطورة في الهجوم، ولديه حالة بدنية مميزة، ونملك 3 لاعبين مميزين في مركز الظهير الأيسر”.
وأكمل “نحن فريق كبير جدا، والجميع يعمل ويتدرب جيدا، ونمر بسنة غير نمطية وتقويم مضغوط، ونحتاج للجميع، وبعيدا عمن يلعبون، فالفريق على قدر المسؤولية”.
وأضاف “لدينا أفكار واضحة جدا للعب، ونريد السيطرة على الكرة، وأعتقد أن الفريق تحسن منذ وصولنا، وحان الوقت لمواصلة العمل ككتلة واحدة وعائلة”. وواصل “جميع اللاعبين الـ25 جاهزون لأي مباراة، وأدى اللاعبون الكثير من الأدوار الدفاعية الفردية”.
برشلونة حقق تحت قيادة المدرب تشافي هيرنانديز تحولا كاملا بين موسم وآخر وهو الآن في كوكبة صدارة ترتيب الليغا
واعتبر المدرب أن لعب إلتشي منقوص بداية من الدقيقة 14 عقب طرد جونثالو فيردو الذي غير طبيعة المباراة. وصرح “صار اللعب تموضعيا بعد الطرد، بلمستين أو ثلاث. صارت الأمور أسهل بعد الطرد”. وأثنى تشافي على الأداء الذي قدمه بيدري في المباراة، حيث قال “إنه لاعب بارز لأنه يفعل أمورا كثيرة طيبة، ومع إمكانياته يمكن مقارنته بأفضل لاعبي خط الوسط الذين مروا على هذا الفريق”.
أدى وصول المهاجم المخضرم ليفاندوفسكي إلى تعزيز قيمة الفريق بشكل ملفت، ليس بسبب الأهداف التي يسجلها أو المساحات التي يخلقها في كل مباراة، بل بسبب قدرته على قيادة الفريق وتوجيه اللاعبين الشباب. وسجل البولندي 11 هدفا منذ بداية الموسم (8 في الليغا)، لكن كما قال تشافي، كان أكثر ما فاجأه هو تواضعه. أحرز “ليفا” لبرشلونة هدفا كل 58 دقيقة وسجل في آخر 5 مباريات في دوري الدرجة الأولى الإسباني.
ومنيت شباك برشلونة بهدف واحد فقط في المباريات الست التي خاضها بالليغا، سجله إيساك في أنويتا ضمن الجولة الثانية من (1-4). وفي آخر 4 مباريات من البطولة الإسبانية، حافظ البلوغرانا على شباكه نظيفة أمام كل من بلد الوليد وإشبيلية وقادش وإلتشي. وعلى المستوى الهجومي، احتل الكتالونيون صدارة الهدافين برصيد 18 هدفا في 6 مباريات، بمعدل 3 أهداف في كل مباراة.
وأكد المدرب منذ الدقيقة الأولى من الموسم، أنه في ظل الفريق الذي يحظى به، ستحدث التبديلات في كل مباراة، وقد فعل ذلك. وأدخل تشافي 5 تغييرات على الفريق الذي خسر في ميونخ أمام البايرن (0-2) في دوري أبطال أوروبا، ليصنع التشكيل الذي واجه إلتشي. ومن بين الصفقات الجديدة، يضمن كوندي فقط مكانه بين اللاعبين الـ11.
ورغم أنها صدارة مؤقتة، فإن احتلال برشلونة للمركز الأول بالترتيب في كامب نو يعد أمرا مهما، لأنه منذ يونيو 2020 لم يتمكن البلوغرانا من إنهاء جولة في الليغا وهو يعتلي صدارة الترتيب. ومنذ ذلك الحين، مرت سنتان وثلاثة أشهر وخاض الفريق 90 مباراة في الليغا.
قوة جماهيرية
في المباريات الـ19 التي خاضها برشلونة العام الماضي على ملعب كامب نو، حضر في المتوسط 53982 مشجعا في كل لقاء، لكن هذه الأرقام اختلفت تماما هذا العام. ففي جميع المسابقات، لعبت كتيبة تشافي ست مباريات وبلغ المتوسط 83607 مشجع.
وعلى كامب نو، كانت المباراة التي حظيت بأكبر حضور جماهيري حتى الآن هي الودية التي خاضها أمام مانشستر سيتي (91062 متفرجا)، بينما اللقاء الذي شهد أقل عدد من المشجعين كان ضمن منافسات دوري أبطال أوروبا أمام فيكتوريا بيلزن (77411).
وأمام بوماس (غامبر) ومباريات الليغا الثلاث ضد كل من رايو وبلد الوليد وإلتشي، تجاوز عدد المتفجرين 80 ألفا، وأمام إلتشي حضر 85073 مشجعا.