السيسي يدعو قبل القمة العربية بالجزائر إلى ضرورة الحفاظ على وحدة أراضي الدول ووقف التعامل مع الميليشيات
الناوي
وسط توتر كبير في العلاقات المصرية الجزائرية، وفي ظل إستمرار مصر في دعم سيادة المغرب على كامل أراضيه ومغربية صحرائه .
وجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي رسائل لقادة الجزائر قبل القمة العربية، مذكرا إياهم بضرورة الحفاظ على وحدة أراضي الدول العربية ووقف التعامل مع الميليشيات المسلحة.
وصرح السيسي اليوم ، لوكالة الأنباء القطرية “قنا” خلال زيارته للدوحة ، إن القمة العربية المرتقبة في الجزائر مطلع نونبر المقبل تنعقد في وقت حساس وعبر عن ذلك بالقول، “في تقديري إن القمة العربية المقبلة بالشقيقة الجزائر تنعقد في وقت حساس تمر به الأمة العربية، التي تشهد العديد من الأزمات والتوترات وتفشي خطر الإرهاب، ولكي أكون واضحا ومركزا في تلك النقطة، أشدد على حتمية استعادة عدد من المبادئ والمفاهيم في منطقتنا العربية، في مقدمتها التمسك بمفهوم الدولة الوطنية، والحفاظ على سيادة ووحدة أراضي الدول ، وعدم التعامل تحت أي شكل من الأشكال مع التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة ، وفي المقابل دعم الجيوش الوطنية والمؤسسات العسكرية”.
كما أكد السيسي في هذا السياق على أهمية “تعزيز سلطة المؤسسات المركزية لعدم ترك أية مساحة أو فراغ لأي قوى خارج هذا الإطار للعبث بمقدرات الدول العربية وشعوبها، وغلق الباب أمام أي تدخلات خارجية ، إلى جانب التمسك بمبدأ المواطنة كعنصر أساسي للحفاظ على السلام المجتمعي . تلك هي مبادئ عامة تتمحور حولها كافة مشاكل المنطقة العربية، وهذا هو الإطار الذي نتطلع للتعاون من خلاله مع الإخوة والأشقاء العرب خلال القمة المقبلة”.
وفي نفس السياق تابع قائلا: “أما عن سبل تعزيز التضامن العربي ودور الجامعة العربية في هذا الإطار ، في تقديري أنه من الضروري تجاوز الخلافات العربية البينية ، مع أهمية تركيز الجهود العربية في الوقت الراهن على التنسيق والشراكة ، من أجل التكامل السياسي والإقتصادي ودعم الأمن والمصالح العربية المشتركة”.
وتواجه الجارة الشرقية الجزائر، صعوبات في إحتضان القمة العربية المقررة شهر نونبر المقبل ، بسبب خلافاتها الدبلوماسية مع عدد من الدول العربية ، على رأسها مصر ودول خليجية ، بسبب ملفي إيران وإثيوبيا.
ونقلت صحيفة “العربي الجديد” قبل أيام قليلة تصريحات لدبلوماسيين مصريين ، تحدثوا عن توافق في الرأي بين المسؤولين المصريين وآخرين خليجيين، بشأن صعوبة عقدها في ظل الظروف العربية والإقليمية الراهنة.
ومن بين أسباب التردد الخليجي ، بحسب ما يروي أحد الدبلوماسيين “مواقف الجزائر تجاه إيران طوال الفترة الماضية”، والتي ظلت بعيدة في علاقاتها مع إيران عن التوتر الذي يربط الأخيرة ببعض البلدان الخليجية.
من جانبه، قال دبلوماسي مصري آخر ، إن “إصرار الجزائر على توسيع العلاقات بينها وبين إثيوبيا ، وفتح مجالات وآفاق جديدة للحكومة الإثيوبية تتحرك من خلالها ، من دون مراعاة للأزمة بين القاهرة وأديس أبابا ، أدى أخيراً إلى حالة من الجفاء في العلاقات” بين القاهرة والجزائر.
ولفت إلى أن الجزائر “وقعت أخيراً مجموعة من الإتفاقيات مع إثيوبيا ، إعتبرتها القيادة السياسية المصرية بمثابة عدم مراعاة لأبعاد العلاقات بين البلدين ، في وقت كانت مصر بدأت في تجاوز خطوة إستبعادها من التحالف الأفريقي الذي أدت الجزائر دوراً بارزاً في تأسيسه، والمعروف بـ(جي 4)، والذي يضم جنوب أفريقيا، وإثيوبيا، والجزائر، ونيجيريا”.