توج فريق نهضة بركان المغربي بلقب كأس السوبر الأفريقي، للمرة الأولى في تاريخه، عقب فوزه على مواطنه الوداد 2 – 0، في المباراة التي جمعت بينهما السبت.
ونجح بطل الكونفدرالية في التغلب على الوداد مجددا في مباراة نهائية، بعدما سبق له الفوز عليه في نهائي كأس العرش المغربي في يوليو الماضي.
استفاد نهضة بركان من الهزيمة المفاجئة التي تعرض لها على ملعبه في الجولة الأولى بالدوري أمام حسنية أكادير، والتي أدخلت الشك في مكونات الفريق.
وعرف عبدالحق بن شيخة، مدرب نهضة بركان، كيف يستفيد ويحفز لاعبيه، وسبق أن أكد في تصريح صحافي أنه سيحول هذا الضغط إلى عامل محفز وإيجابي. وكان واضحا أن أداء اللاعبين تغير كثيرا أمام الوداد، مقارنة بالمباراة الأولى أمام حسنية أكادير بالدوري، حيث كان الاستعداد في المستوى.
نجح بن شيخة في وضع التكتيك المناسب ونجح في الحد من خطورة الوداد، كما كان فريق نهضة بركان أكثر واقعية وتركيزا من الفريق البيضاوي. ووضع عبدالحق بن شيخة 4 لاعبين في الوسط وهم البحيري والمودن والهلالي وكمارا، ووجد الوداد صعوبة كبيرة في اختراق الجدار البركاني.
وتأكد أن الجزائري عبدالحق بن شيخة انتصر تكتيكيا على منافسه حسين عموتة، وعرف كيف يحسم النزال لصالحه ويعطل الآلة الودادية.
لعب الهدف الأول الذي سجله الشرقي البحري نجم نهضة بركان، دورا كبيرا في فوز الفريق، حيث حرّر اللاعبين وزاد من الضغط على فريق الوداد.
ويبقى نهضة بركان من الأندية التي يصعب التسجيل في شباكه عندما يتقدم في النتيجة، ونجح رجال المدرب عبدالحق بن شيخة في الحفاظ على تقدمهم. واستغل بركان اندفاع الوداد وبحثه عن تسجيل هدف التعادل وتأثره الذهني، ما مكنه من إضافة الهدف الثاني عن طريق سفيان المودن وحسم اللقب.
سوء الحظ
نهضة بركان يبقى من الأندية التي يصعب التسجيل في شباكه عندما يتقدم في النتيجة
تواصلت لعنة السوبر الأفريقي مع حسين عموتة مدرب الوداد، إذ يعد هذا اللقب القاري الوحيد الذي ينقص سجلاته بعدما توج سنة 2010 بلقب الكونفدرالية مع الفتح الرباطي ودوري أبطال أفريقيا مع الوداد 2017.
وفي السوبر الأفريقي عام 2018 مع الوداد، أقيل حسين عموتة قبل السوبر من طرف رئيس النادي سعيد الناصيري، وكان يمني النفس مثلما أكد في المؤتمر الصحافي الذي سبق مواجهة نهضة بركان، بتعويض ما فاته قبل 4 أعوام.
وكان بإمكان عموتة أن يكتب التاريخ باسمه لو توج بالسوبر الأفريقي، كأول مدرب مغربي يجمع بين الألقاب الأفريقية الممكنة للأندية مع لقب الشان الذي تحصل عليه مع المنتخب المحلي بالكاميرون مؤخرا، إضافة إلى كونه توج بكأس العرش والدوري المغربي.
وأضاف نهضة بركان لقب السوبر إلى لقب بطولة كأس الاتحاد الأفريقي (الكونفدرالية) والذي توج به الموسم الماضي بعد فوزه في النهائي على أورلاندو بيراتس الجنوب أفريقي بضربات الترجيح.
ونجح بطل الكونفدرالية في التغلب على الوداد البيضاوي مجددا في مباراة نهائية، بعدما سبق له الفوز عليه في نهائي كأس العرش المغربي في يوليو الماضي.
وسبق لنهضة بركان خوض مباراة السوبر الأفريقي، حينما خسر في نسخة 2021 أمام الأهلي المصري 0 – 2 في العاصمة القطرية الدوحة.
شهدت المباراة أحداثا مثيرة على المستوى الفني والجماهيري. وبالطبع كان بركان وجماهيره هم أبرز الرابحين من اللقاء، بعدما حصد الفريق لقب السوبر الأفريقي للمرة الأولى في تاريخه، وحقق ثلاثية تاريخية بالجمع بين كأس الكونفدرالية وكأس العرش مع السوبر القاري في موسم واحد. وخلف الصدام المغربي المثير عددا من الرابحين والخاسرين.
أبرز الرابحين
كان المدرب الجزائري عبدالحق بن شيخة أبرز وأهم الرابحين من موقعة السوبر الأفريقي، إذ مثل له التتويج طوق النجاة، بعدما تخلص من الضغوطات التي رافقته مؤخرا، بسبب البداية غير الموفقة في الدوري المغربي.
ودخل بن شيخة اللقاء حاملا الإرث الثقيل الذي خلفه الكونغولي فلوران إيبينيجي، مدرب بركان السابق والذي قاد الفريق قبله إلى نجاحات باهرة، ومنها ثنائية الكونفدرالية وكأس العرش. وقدم بن شيخة واحدة من أجمل مبارياته التكتيكية، منذ عمله بالدوري المغربي، ليربح ثقة الجماهير وإدارة بركان التي هنأته بقوة على هذا الأداء.
وكرر الحارس المتميز حمزة حمياني، تألقه الكبير الذي كان سببا في تتويج بركان بلقب الكونفدرالية، حين تصدى لركلات الترجيح أمام أورلاندو بايرتس في المباراة النهائية، ليعلن ميلاد حارس جديد للمغرب، ويستحق مكانته بالمنتخب المحلي.
وفي نهائي السوبر الأفريقي، وقف حمياني سدا منيعا أمام مهاجمي الوداد، حيث أحبط محاولاتهم وتوج بجائزة أفضل لاعب في المباراة. وأصبح حمياني رجل النهائيات بامتياز داخل قلعة بركان، ليزاحم الزنيتي والتكناوتي على مقعد في قائمة الأسود بمونديال “قطر 2022”.
كذلك كان البحيري مثار جدل كبير في الميركاتو الصيفي المنقضي، بسبب الصراع عليه بين الوداد والرجاء وبركان، إلا أنه أظهر مستوى يليق بهذا الصراع الشرس للفوز بخدماته. وقدم البحيري ما يشفع له ذلك الاهتمام وكان من نجوم مباراة السوبر، حيث كان اللاعب الوحيد وسط الحضور الذي نال تقدير وليد الركراكي، مدرب منتخب المغرب الذي راقب المباراة من المدرجات.
في المقابل تقدم عموتة قائمة الخاسرين من هذا اللقاء، إذ لم يحسن إدارة اللقاء ولا قراءة منافسه، من حيث اختيار التشكيل المثالي لبدء المباراة، وتأخرت تغييراته كثيرا، ما أراح الخصم وسهل مهمته.
وتعد خسارة السوبر ضربة موجعة للحسين عموتة، الذي كان مرشحا لتدريب الأسود باعتراف فوزي لقجع، رئيس اتحاد الكرة المغربي، لكنه برهن على أن تفضيل الركراكي كان خيارا صحيحا. وبدأ عموتة ولايته الثانية مع الوداد بأسوأ صورة ممكنة، حيث غضب الجمهور من قراراته الفنية خلال اللقاء وإدارته الخاطئة.
وكان المدافع الكونغولي آرسين زولا الذي استقدمه الوداد لتعويض أشرف داري، بعد انتقال الأخير للعب مع فريق بريست الفرنسي، من أبرز نقاط الضعف في الدفاع البيضاوي. واعترف حسين عموتة في المؤتمر الصحافي عقب اللقاء، بأن زولا ارتكب هفوات ولم يكن موفقا في البناء من الخلف.