فشل بوريطة في مواكبة مشاكل الجالية بعد إقبار وزارة الجالية

بوشعيب البازي

تساقطت الأوراق المربحة لوزير الشؤون الخارجية و التعاون الإفريقي و المغاربة المقيمين بالخارج السيد ناصر بوريطة بعد فشله في تسيير ملف الجالية المغربية ، و ظهور العجز في التعامل مع الملفات العالقة التي بدأتها الوزيرة السابقة للجالية السيدة نزهة الوفي.

فبعد إقبار وزارة الجالية التي كانت المحاور الوحيد لمغاربة العالم و القلب النابض لحل مشاكلهم سواء بالتعامل مباشرة مع فاعلين جمعويين أو بإيجاد حلول لمشاكل و مقترحات الجالية المغربية بالخارج ،أصبح الوزير المصون أمام فوهة البركان مجبرا على تحمل مسؤوليته التي لم يجد لها الوقت الكافي بإنشغالاته بأمور أخرى حسب متتبعين لشأن مغاربة العالم.

هذا و قد تناسى الوزير بوريطة مهمته كوزير للجالية و واصل طريقه في فتح القنصليات بالأقاليم الجنوبية و تتبع ملف الصحراء المغربية ليجد نفسه في نفس المستوى الذي تعرفه المؤسسات المهتمة بالجالية و التي أصبحت تغرد خارج السرب بعيدا عن مشاكل و هموم مغاربة العالم.

و لم تتمكن وزارة الشؤون الخارجية و التعاون الإفريقي و المغاربة المقيمين بالخارج من مسايرة الأمور المتعلقة بالجالية و خصوصا بعد تولي نجلاء بنمبارك منصب مديرة الديبلوماسية العامة و الفاعلين غير الحكوميين بوزارة الخارجية بدلا من السيدة نزهة الساهل، حيث إنعدم التواصل مع المؤسسات الإعلامية و العمل على متابعة الأحداث و الظروف التي تتخبط فيها الجالية المغربية بالخارج، و عملت فقط على إرسال بلاغات و صور هواة بعيدة عن الإحترافية كما تعودناها من وزارة الخارجية المغربية.

و هذا هو الخلل الذي تطرق إليه الملك محمد السادس في خطابه الاخير حيث قال: “ماذا وفرنا للجالية لتوطيد هذا الارتباط بالوطن؟ وهل الإطار التشريعي والسياسات العمومية تأخذ بعين الاعتبار خصوصياتهم؟ وهل المساطر الإدارية تتناسب مع ظروفهم؟ وهل وفرنا لهم التأطير الديني والتربوي اللازم؟ وهل خصصنا لهم المواكبة اللازمة، والظروف المناسبة، لنجاح مشاريعهم الاستثمارية؟” أورد أن “الدولة تقوم بمجهودات كبيرة لضمان حسن استقبال مغاربة العالم. ولكن ذلك لا يكفي. لأن العديد منهم، مع الأسف، ما زالوا يواجهون العديد من العراقيل والصعوبات، لقضاء أغراضهم الإدارية، أو إطلاق مشاريعهم. وهو ما يتعين معالجته”.

في ما يتعلق بإشراك الجالية في مسار التنمية، والذي يحظى بكامل اهتمامنا، فإن المغرب يحتاج اليوم لكل أبنائه، ولكل الكفاءات والخبرات المقيمة بالخارج، سواء بالعمل والاستقرار بالمغرب، أو عبر مختلف أنواع الشراكة، والمساهمة انطلاقا من بلدان الإقامة. فالجالية المغربية بالخارج معروفة بتوفرها على كفاءات عالمية في مختلف المجالات، العلمية والاقتصادية والسياسية، والثقافية والرياضية وغيرها. وهذا مبعث فخر للمغرب والمغاربة جميعا. وقد حان الوقت لتمكينها من المواكبة الضرورية، والظروف والإمكانات، لتعطي أفضل ما لديها لصالح البلاد وتنميتها”.

كما شدد الملك محمد السادس، ضمن الخطاب نفسه، على ضرورة إقامة علاقة هيكلية دائمة مع الكفاءات المغربية بالخارج، بما في ذلك المغاربة اليهود، ودعا لإحداث آلية خاصة مهمتها مواكبة الكفاءات والمواهب المغربية بالخارج، ودعم مبادراتها ومشاريعها، مؤكدا أن ذلك “سيمكن من التعرف عليها، والتواصل معها باستمرار، وتعريفها بمؤهلات وطنها، بما في ذلك دينامية التنمية والاستثمار”.

و هذا ما إعتدناه في الحكومات السابقة حيث يقوم صاحب الجلالة الملك محمد السادس بمعالجة اوجه الخلل في الملفاة العالقة و التي فشلت الحكومة في معالجتها و ذلك نظرا لعدم القيام المسؤولين بعملهم و مهامهم التي عينوا من أجلها

 

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: