مغاربة يسخرون من ندوة الفنانة دنيا بطمة والسبب الميكروفونات والعالم رشيد اليزمي
اردان ماجدة
بين الندوة الصحافية التي عقدتها المطربة المغربية المثيرة للجدل دنيا بطمة، ونظيرتها التي وقف خلالها العالم المغربي رشيد اليزمي ليقدم اختراعه الثوري المتعلق ببطاريات الليثيوم، مسافةُ جيش من الميكروفونات التابعة لمواقع إخبارية مغربية، في مقابل هزالة منصة صاحب الاختراع المتوج في عدد من المحافل الدولية.
الذنب ليس ذنب دنيا بطمة، كما أنه ليس ذنب المخترع رشيد اليزمي، لأن أصابع الاتهام ذهبت رأسا إلى تلك المواقع الإلكترونية التي صنعت من ندوة الفنانة المغربية حدثا، في مقابل تبخيس لحظة تاريخية في عالم الاختراعات كان بطلها مغربي.
صفوف الميكروفونات كانت بالمثنى على منصة بطمة، وتنوعت وتعددت الأسماء والألوان أيضا وحتى الأحجام، لكن بريقها خفت كثيرا وهي تواكب وتغطي ندوة العالم اليزمي.
حتى ما قالته دنيا بطمة عن حفلها الغنائي وتهربها من الرد على أسئلة تخص علاقتها بزوجها المنتج البحريني محمد الترك، تصدرت العناوين الرئيسية واكتسحت المواقع وكانت رقم واحد في التداول، بينما بقيت ندوة العالم اليزمي يتيمة التغطية إلا من مواقع جادة كانت حاضرة رغم قلتها حاولت أن تنقل الخبر بتفاصيله وتعلي من شأن هذا الرجل الذي شرّف وطنه المغرب باختراع فريد.
بالنسبة للمواقع، فإن خبر عزوف دنيا بطمة عن الرد على سؤال يتعلق بزواجها، إضافة إلى خبر منع زوجها المنتج الترك من دخول حفلها، هو أهم بكثير من اختراع جعل بطارية السيارة تشحن في 6 دقائق من نسبة صفر إلى 100 في المئة.
الصحافيون المغاربة يدركون جيدا أن القارئ هو المتحكم في زر الأولويات لدى معظم المنابر الإعلامية الإلكترونية، لكن أيضا هناك العامل الذاتي لهذه المواقع التي لو شاءت لجعلت حدث الاختراع أهم بكثير مما ظهر عليه، لولا تدارك الأمر من طرف الصحافة التي تحترم المتلقي، رغم أن هذا الأخير يريد الكثير من الألوان بدل اللون المحايد الواحد في بطارية تشحن في دقائق عوض ما كان في السابق حيث تحتاج إلى أكثر من نصف ساعة.
التدوينات التي نشرها صحافيون مغاربة من الرعيل الأول الذي يتشبث بقيم الرسالة النبيلة للإعلام، سارت في درب السخرية، ونالت خلالها الفنانة دنيا بطمة انتقادات بسبب موقف أو واقعة لم يكن لها يد فيها، كل ما هناك أنها كلفت من وجّه الدعوة للمنابر الإعلامية وكانت حاضرة بثقلها.
وهنا نقف عند عتبة السؤال الموضوعي: “هل تلام فنانة لأن ندوتها الصحافية كانت سمينة، بينما ندوة عالم مخترع مثل اليزمي كانت هزيلة؟”. الجواب نجده في كيفية تصريف خطاب الدعوة لندوة العالم المخترع وليس بالسؤال عن جدوى العلم والمعرفة.
بالعودة إلى التدوينات، نتوقف عند ما كتبه الصحافي المغربي عزيز المسيح ونشره على صفحته في “الفيسبوك”، معززا كلماته بصورة مركبة تجمع ندوة اليزمي وبطمة.
الصحافي المغربي عزيز المسيح، اختار لتدوينته عنوانا بأكثر من دلالة وهو “تعظيم السطحية”، في إشارة واضحة إلى الحضور الكبير للمواقع الإلكترونية في ندوة بطمة وقلتها المخجلة في ندوة العالم اليزمي.
وقال المسيح في نص تدوينته المختصرة وبسخرية لاذعة: “العالمة المبجلة مُخترعة بطارية الليثيوم التي أحدثت ثورة عِلمية وغيّرت وجه العالم والمُرشحة هذه السنة لنيل جائزة نوبل للكيمياء …! والأهبل المعتوه فنان الغرائز والميوعة…!”.
والإحالة هنا دائما على الصورة التي اعتبرها البعض صادمة ومخجلة وتثير السؤال حول جدية بعض المواقع الإخبارية المغربية.