اشتباك بين الإعلامي السوري فيصل القاسم والإعلامي الجزائري حفيظ دراجي يسلط الضوء على اختلاف وجهات نظر الإعلاميين في قناة الجزيرة حول العديد من الملفات، كما يسلط الضوء على تحول إعلاميين جزائريين في الاعلام القطري يحظون بمتابعات واسعة على مواقع التواصل إلى صوت للنظام الجزائري.
شهد موقع تويتر سجالاً حادّاً بين الإعلامي السوري والمذيع بقناة “الجزيرة” فيصل القاسم، والإعلامي الجزائري والمعلّق الرياضي في شبكة “بي.إن.سبورت”، حفيظ دراجي.
وبدأ الأمر حين هاجم القاسم الجزائر وسخِر منها؛ على إثر استضافتها للقمة العربية المقبلة، في تغريدة على تويتر قائلا “نظام يتآمر مع إثيوبيا ضد مصر، نظام يتحالف مع إيران ضد العرب، نظام يعادي جاره العربي المغرب، ثم قال شو قال: يريد لمّ شمل العرب في قمة عربية تركت زوجها مبطوح وراحت تداوي ممدوح”.
من جانبه، ردّ دراجي في تغريدة، مضمّناً إياها صورة من تغريدة القاسم:
المهم أننا لا نخون، ولا نبيع وطننا ولا قضيتنا ولا شرفنا، ولا نفتخر بتدمير بلدنا لأجل إسقاط رئيسنا. الجزائر لم تقل بأنها ستلمّ شمل العرب، لأنه لن يلملم، في ظل تفشي أنواع خطيرة من المخدرات والمهلوسات، وتزايد حجم التطبيع مع كيان يسعى إلى منع عقد القمة في الجزائر باستعمال عملائه.
ليردّ القاسم في تغريدة حملت إسقاطاً على تغريدة دراجي متسائلاً “هل يمكن أن تكون عميلاً لفرنسا ومناصراً لفلسطين؟”. وأتبعها بتغريدة أخرى مباشرة ردّاً على الاتهام بالتخوين، قائلاً “صار عندي قناعة تامة بأن الذين يوزعون تهمة الخيانة وشهادات الشرف والوطنية على الآخرين هم أصلاً بلا شرف ولا وطنية، فلطالما باعنا هؤلاء المنافقون على مدى عقود شعارات وطنية، فاكتشفنا متأخرين أنهم مجرد ثلة من العملاء والخونة والسماسرة وبائعي الأوطان”.
والتغريدة رد على قول دراجي “(…) لا يمكنني أن أكون ضد إرادة الشعوب في التغيير، لكنني ضد من يفرح لتدمير بلده، وضد من يحرض على بلدي، ويعتبر دعم فلسطين وجع رأس”.
يُشار إلى أن هجوم فيصل القاسم على الجزائر، تزامَن مع الترويج لأخبار مفادها تأجيل رابع للقمة؛ نظراً للأوضاع السياسية الراهنة بين بعض الحكومات العربية.
وأثار الاشتباك سخرية لاذعة. وقال حساب:
Columbuos@
مذيعين الجزيرة متهاوشين في تويتر وهم على شبكة WiFi (واي فاي) واحدة.
وغرد إعلامي:
amjadt25@
حفيظ دراجي وفيصل قاسم مذيعان في قطر…وفي الدوحة وقعت بينهم الفتنة! فما السبب؟ ولم لم تكن لديهم روح رياضية أو قبول للرأي الآخر؟ لم يكن قاسم حفيظا على سوريا ولن يكن حفيظ قاسم الجزائر.
وحاول المذيعون في الجزيرة النأي بالقناة والسلطات القطرية عن المعركة فطالب مدير مكتب الجزيرة في باكستان أحمد موفق زيدان مثلا من السلطات الجزائرية الرد بدل أن يطالب المسؤولين عن الإعلام القطري باتخاذ إجراءات. وكتب:
Ahmadmuaffaq@
على #الجزائر بلد المليون شهيد أن ترد على الشبيح #حفيظ_دراجي.. قتلة ومجرمون بلباس مثقفين، شاركوا بالتستر والترويج لمجرمين شبيحة.. بينما كان بالأمس بلدهم ضحية لأجداد وأعوان قتلتنا.. #لن_نصالح
في المقابل وقف الإعلامي الفلسطيني في قناة الجزيرة جمال ريان موقف الدفاع عن الجزائر في رسالة ضمنية مفادها تبني موقف دراجي وكتب:
jamalrayyan@
#الجزائر مثال يحتذى، اللهم احفظها وثبتها على مواقفها المشرفة تجاه القضايا العربية، وعلى رأسها قضية #فلسطين.
وهذه ليست المرة الأولى التي يثير فيها دراجي غضبا بين المعلقين على وسائل التواصل الاجتماعي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إذ أنه معروف بإثارة الفتن. وسبق أن دعا الكثيرون مجموعة “بي.إن.سبورتس” القطرية إلى طرد دراجي لاستخدام وظيفته كمعلق رياضي لتسوية الحسابات السياسية بشكل غير لائق.
ويتزعم إعلاميون جزائريون في قناة الجزيرة القطرية الجهود الإعلامية الجزائرية للدفاع عن مصالح النظام الجزائري. وتبدو محاولات الإعلاميين في الجزيرة، التي يقول مراقبون إنها تتم بتعليمات رسمية، واضحة لتعويض ضعف الإعلام وقيادته في بلادهم غير القادر على صناعة رأي عام لخلق جدل حول العديد من القضايا مستغلين متابعات مليونية لحساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي.
ولم تتخذ المجموعة الرياضية القطرية أيّ إجراءات بخصوص الصحافي الجزائري المثير للجدل، على الرغم من الأدلة الدامغة على حرصه على بث الفتنة، ما جعل مغردين يؤكدون أن السلطات تمنحه ضوءا أخضر.
من جانب آخر، انتقد مغردون دراجي. وقال حساب سوري:
avocat_ali@
#حفيظ_دراجي يتهم الثوار السوريين ضد #عصابة_أسد_الإجرامية بالخيانة وبائعوا الأوطان وقلة الشرف في تغريدة يرد فيها على فيصل القاسم. يا حفيظ رؤوس الشرفاء الأحرار من الجزائريين لا تزال في متحف اللوفر في #باريس. هل الشرف بالتطبيل للقتلة والمجرمين؟ خليك بالتعليق الرياضي وبس.
واعتبر ناشط سوري:
BassamJaara@
كلما تم تعرية شبيح ينحاز لمجرمي الحرب يحاول تغطية “عورته” بالعلم الفلسطيني فيسقط من جديد.. المعلق الرياضي حفيظ دراجي نموذجا!
وقال حساب:
TobiMoroccan@
#حفيظ_الدراجي سفير النظام الجزائري إنهال بكل عبارات السب والشتم بحق المغاربة.. ولم تتم إقالته من قناة #بين_سبورت القطرية! وها هو اليوم ينعت السوريين بالعملاء وبائعي الوطن للخارج ومخربيه..
وكذلك لن تتم إقالته من القناة مهما قدموا من الشكاوى.. يبدو أن #حفيظ_دراجي هو بوق قطر المدلل.
وسبق أن وصف المذيع المغربي في قناة “بي.أن.سبورت” القطرية أمين السبتي زميله دراجي بـ”القلم المأجور” و”الحاقد المارق”.
وكتب مغرد جزائري:
WalidNekiche@
#حفيظ_دراجي مجرد طبال لـ #النظام الجزائري وليس عنده أدنى شخصية، فبعد أن كان معارضا وساند الشعب الجزائري في حراكه ضد عصابة النظام الان هو مجرد جارية عند أسياده الجنرالات و#الجزائر أولى لها أن تلمّ شمل #الجزائريين قبل أن تلمّ شمل العرب.
ويجدد الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون كل مرة مطالبته للإعلام الجزائري بإسناد مجهود الدولة في الرد على “الحرب التي تتعرّض لها الجزائر”، وطالبه بالمزيد من الجهد لاكتساب أدوات التحكم في المناهج والمعارف للتصدي لحروب الجيل الرابع، في اعتراف ضمني بعدم احترافية الإعلام في بلاده وعدم قدرته على المنافسة دوليا.
وأكد تبون أن “سلاح الإعلام والاتصال يحتل في عالم اليوم موقعا متقدما وحيويا في الدفاع عن مصالح الشعوب والأمم”. وأشار إلى أن وسائل الإعلام والصحافة “في حاجة إلى المزيد من الجهد لاكتساب أدوات التحكم في المناهج والمعارف، للتصدي لحروب الجيل الرابع الهادفة إلى النيل من الجزائر”.