انتقدت فاطمة التامني عضو فيدرالية اليسار بمجلس النواب عودة قوارب الهجرة بقوة في الآونة الأخيرة، وحصدها لأرواح شباب مغربي عاطل عن العمل، فضل المخاطرة بحياته بحثا عن ظروف عيش كريم.
وقالت التامني في سؤالها الكتابي الذي وجهته إلى فاطمة الزهراء عمور، وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، إن السياسة الاقتصادية والاجتماعية المتبعة لم تستطع استيعاب الشباب المغربي العاطل، والذي يعيش هشاشة مزمنة غذت لديه الرغبة في الهجرة نحو أوروبا بحثا عن ملاذ آمن.
وأشارت البرلمانية إلى أن عدم القدرة على ضمان عيش كريم وتوفير شروط الاستقرار أدى لتنامي حلم مغادرة الوطن عبر قوارب الموت التي تنوعت مساراتها والطرق التي يتم سلكها، لتتحول إلى صور مأساوية تجسدها جثامين مفقودين، أو مهاجرين موزعين على السجون أو مراكز الاحتجاز في المنطقة المغاربية.
وأكدت البرلمانية التامني أن ظاهرة الهجرة غير الشرعية في صفوف الشباب تستمر في ظل وضع وصف بالمعقد بالنظر لصعوبة التحكم في تدفقات الهجرة ومواجهة المافيات المتخصصة، ولكن أيضا وضع يسائل السياسات المعتمدة لمعالجة معضلات الفقر والبطالة والإقصاء.
وأضافت البرلمانية عن فيدرالية اليسار أنه إذا كان المغرب قد نجح في إحباط آلاف المحاولات للهجرة غير الشرعية، وتفكيك عشرات الشبكات الإجرامية التي تنشط في تهريب المهاجرين، إلا أن ظاهرة الهجرة السرية لم تتوقف إن لم نقل إنها عادت بقوة، ففي الآونة الأخيرة توفيت شابة بعد محاولة تهريبها في صندوق، وغرق سبعة شبان منحردين من إقليم سطات بسواحل بوجدور، كما أن ركوب قوارب الموت لا يقتصر فقط على الشبان بل نساء بأطفالهن وذلك بحثا عن عيش آمن وهروبا من الفقر والقهر.
وأوضحت البرلمانية أن البرامج التي أطلقتها الحكومة لتوفير فرص الشغل للشباب لم تفلح في إعطاء انطلاقة حقيقية لتوفير عيش كريم لشباب ضائع، ولا فرصة فتحت المجال لتحقيق الذات على أرض الوطن بدل العيش على حلم مغادرته.
ونتيجة لهذا الوضع، طالبت البرلمانية التامني الوزيرة عمور باعتماد استراتيجية من شأنها فتح المجال أمام الشباب الضائع وإنقاذه من البطالة التي تقوده إلى قوارب الموت.