وليد الركراكي ينقل تجربة الوداد إلى منتخب أسود الأطلس

حنان الفاتحي

عيّن الاتحاد المغربي لكرة القدم وليد الركراكي مدربا جديدا لقيادة أسود الأطلس في مونديال قطر 2022، المرتقب نهاية العام الحالي، خلفا للبوسني – الفرنسي وحيد خليلوزيتش. وقال رئيس الجامعة الملكية المغربية للعبة فوزي لقجع، في مؤتمر صحافي، إن الاتحاد تعاقد مع الركراكي لتدريب المنتخب المغربي حتى كأس العالم 2026. وشكر المدرب الركراكي رئيس الجامعة على “الثقة” التي وضعت فيه، ووعد الجمهور المغربي بأن يكون صحبة اللاعبين في المنتخب على قدر التحدي لرفع راية المغرب في كأس العالم.

الرباط – تلقّف وليد الركراكي كرة نار تدريب منتخب المغرب قبل أقل من ثلاثة أشهر من مونديال قطر 2022 في كرة القدم، بدلا من البوسني العنيد وحيد خليلوزيتش المقال من منصبه، بطموح نقل تجربته الناجحة مع الوداد البيضاوي إلى أسود الأطلس.

ويجيد ابن السادسة والأربعين توظيف لاعبيه وتحفيزهم وتعزيز إمكانياتهم، ويُعرف بصرامته وشخصيته القوية ولا يقبل الخسارة بسهولة. وبعد مشوار واعد مع الفتح الرباطي نهاية العقد الماضي وآخر وجيز مع الدحيل القطري، حصد المدافع الدولي السابق المولود في فرنسا مجدا قاريا مع الوداد الموسم الماضي.

قاده للتتويج بلقب دوري أبطال أفريقيا على حساب الأهلي المصري والاحتفاظ بدرع الدوري المحلي، رغم معاناة الفريق من محدودية التعاقدات بسبب عقوبات الاتحاد الدولي (فيفا)، على خلفية قضايا تتعلق بعقود مع لاعبين سابقين. ورغم هذا الإنجاز، أعلن أنه سيترك منصبه مطلع أغسطس، ما أثار تكهنات حيال تسلمه قيادة المنتخب المغربي حتى قبل الإعلان الرسمي عن رحيل خليلوزيتش.

الركراكي المولود في كورباي – إيسون الواقعة في ضاحية باريس الجنوبية، لوالدين ينحدران من مدينة الفنيدق الشمالية على الساحل المتوسطي، راكم تجربة أوروبية بعد أن حقق حلم والده الذي أراد إرسال صورة ابنه إلى البلاد وهو يجلس وراء مكتب، فحاز شهادة جامعية في العلوم الاقتصادية والاجتماعية.

بدأ الظهير الأيمن مسيرته الاحترافية متأخرا مع راسينغ باريس في الدرجة الثالثة (1998)، ثم صعد مع تولوز إلى الدرجة الأولى، قبل أن يتوّج بطلا للدرجة الثانية مع أجاكسيو (2002) حاصدا جائزة أفضل مدافع، فيما كان أحد أبرز عناصر المغرب في مشوار وصافته لكأس أمم أفريقيا 2004 أمام تونس وخاض معه 45 مباراة دولية.

وبعدما انتقل للدوري الإسباني من بوابة راسينغ سانتاندر لموسمين حيث لاحقته الإصابة، عاد إلى فرنسا منهيا مشواره كلاعب مع ديجون وغرونوبل. وعبر دورات في فرنسا، دخل المدافع الأنيق، الذي اكتشفه المدرب الفرنسي رودي غارسيا، سريعا السلك التدريبي، فبدأ مساعدا لمدرب المغرب رشيد الطاوسي لمدة سنة (2013). لمع نجمه سريعا بأسلوب عصري مع الفتح الرباطي وقاد فريق العاصمة إلى لقب كأس العرش 2014.

قدّم نفسه أحد أبرز المدربين الصاعدين بتسيّده الدوري المحلي لموسم 2016 أمام القطبين الوداد والرجاء البيضاويين. وفتح التألق المحلي الآفاق أمامه، فاختار تجربة خليجية من بوابة الدحيل القطري وفاز معه بلقب الدوري 2020، لكن مشواره لم يستمر طويلا إثر الخروج من الدور الأول لدوري أبطال آسيا. وعاد إلى الدوري المغربي مع الوداد خلفا للتونسي فوزي البنزرتي، محققا أمنية اللعب في ملعب محمد الخامس أمام الجمهور الأحمر الكبير في الموسم الماضي.

قمة وتحد

أسلوب تكتيكي معروف 

انتهج أسلوب لعب هجومي جاذب جعله محبوبا لدى الجماهير بموازاة تحقيق اللقبين القاري والمحلي، فضلا عن الوصول لنهائي كأس العرش حيث خسر بركلات الترجيح أمام نهضة بركان. تميّز بتصريحاته التهكمية وقال بعد التتويج القاري “كلامي في المؤتمرات الصحافية ليس نفسه في غرف الملابس مع اللاعبين، لأنني أسعى لإيصال رسائل، أو رفع الضغوط عن اللاعبين وإلقائها على عاتق المنافسين”.

وعن تصريحاته، أضاف الركراكي الذي نسج علاقة مميزة مع جمهور الوداد “تنقسم إلى نوعين، هناك تصريحات عفوية، وأخرى مقصودة ومحسوبة، وعلى الصحافيين الفرز بينها. شخصيا لست مهتما بردود الفعل التي تثيرها تصريحاتي، أقوم بعملي بكل تفان، وحينما أصرح بشيء فأنا أقول ما أعتقده فعلا، غير آبه بالصدى الذي يخلفه، وليغضب من يغضب”.

وسيكون الركراكي مطالبا بالكثير في قطر، حيث يساند فريقه جمهور كبير من الجالية المغربية، أما إطلالته الأولى فتأتي في المباراتين الوديتين ضد تشيلي والباراغواي الشهر المقبل، يسبقهما معسكر إعدادي في إسبانيا. والركراكي هو أول مدرب مغربي لأسود الأطلس منذ 2016، بعد الفرنسي هيرفيه رينار (2016 – 2019) وخليلوزيتش  (2019-2022).

منتخب المغرب يسعى لتحقيق نتائج مميزة في نهائيات كأس العالم، بعدما ظهر بمستوى جيد خلال رحلة التصفيات

ووقع المنتخب المغربي في مجموعة صعبة في النهائيات العالمية إلى جانب كرواتيا وصيفة مونديال روسيا 2018، وبلجيكا حاملة البرونزية وكندا، آملا في تخطي الدور الأول للمرة الثانية في تاريخه بعد 1986.

ويأمل المغاربة أن تختفي مشكلات عرفها المنتخب في حقبة خليلوزيتش، أدت إلى إعلان نجم تشلسي الإنجليزي حكيم زياش اعتزاله الدولي، وبالتالي فإن عودة الركراكي قد تدفع لاعب أياكس أمستردام السابق للتراجع عن قراره.

ويسعى المنتخب المغربي لتحقيق نتائج مميزة في كأس العالم 2022 بقطر، بعدما ظهر بمستوى جيد خلال رحلة التصفيات، وامتلاكه للكثير من النجوم. وينافس منتخب المغرب في مونديال قطر 2022 ضمن المجموعة السادسة، التي تضم بلجيكا وكندا وكرواتيا.

وقال الركراكي “لدي حاليا مشروع على المدى القصير يهدف إلى التحضير لكأس العالم، لا يمكن أن أغير قاعدة الفريق الموجودة الآن لكن ستكون لي لمسة أو لمستان”.

وأشار إلى أنه تحدث مع لاعبين خلال الأيام الماضية موضحا “إنهم يعرفون أن التحدي كبير، ليس أمامنا وقت كثير، لكننا متفقون جميعا على أننا لا نريد الذهاب إلى كأس العالم لنخوض ثلاث مباريات فقط”.

وأضاف “أعرف الضغط الموجود لكن هذا تحد بالنسبة إلي”. وستكون إطلالة الركراكي الأولى خلال المباراتين الوديّتين ضد تشيلي والباراغواي في سبتمبر، يسبقهما معسكر إعدادي في إسبانيا.

فتح الباب

بانتظار غلق ملف زياش نهائيا 

إن عودة الركراكي قد تدفع لاعب أياكس أمستردام السابق للتراجع عن قراره. وبالفعل، فتح المدرب الجديد لأسود الأطلس الباب ضمنيا أمام عودة زياش إلى صفوف المنتخب، بعدما أعلن اعتزاله اللعب دوليا بسبب خلافات مع المدرب السابق خليلوزيتش لأسباب انضباطية.

وقال بهذا الخصوص “لا فرق بين زياش وعبدالرزاق حمدالله”، الذي سبق أن أبعد عن المنتخب لخلافات مع المدرب الأسبق الفرنسي هيرفيه رينار، “أو أي لاعب مغربي آخر، الفرق فقط في المستوى”.

المدرب الجديد لأسود الأطلس الباب ضمنيا أمام عودة زياش إلى صفوف المنتخب بعدما أعلن اعتزاله اللعب دوليا

وكان سلفه خليلوزيتش عانى، رغم النتائج الإيجابية التي حققها مع المنتخب، من انتقادات حادة حيال خياراته التكتيكية، وخصوصا بشأن مسألة زياش. وكان اسم الركراكي متداولا بقوة خلال الأشهر الأخيرة حتى قبل الانفصال عن خليلوزيتش في الحادي عشر من أغسطس الحالي.

وهي التوقعات التي غذاها انفصال المدرب المغربي أخيرا عن نادي الوداد البيضاوي، بعدما قاده للتتويج بلقب دوري أبطال أفريقيا على حساب الأهلي المصري والاحتفاظ بدرع الدوري المحلي، بعد مشوار واعد مع الفتح الرباطي نهاية العقد الماضي وآخر وجيز مع الدحيل القطري.

ويجيد ابن السادسة والأربعين المولود في فرنسا توظيف لاعبيه وتحفيزهم وتعزيز إمكانياتهم، ويُعرف بصرامته وشخصيته القوية ولا يقبل الخسارة بسهولة.

وأكد لقجع “إننا نضع الثقة الكاملة في الركراكي”، مشددا على أن “الحضور في كأس العالم يحتم علينا الذهاب إلى أبعد حد ممكن”. وأشار أيضا إلى هدف “بلوغ المربع الذهبي” لكأس أمم أفريقيا المقبلة.

وسبق للركراكي، وهو ظهير أيمن سابقا، أن لعب 45 مباراة دولية في صفوف المنتخب المغربي، من أبرزها مشوار وصافة كأس أمم أفريقيا 2004 في تونس، قبل أن ينتقل إلى سلك التدريب. والركراكي هو أول مدرب مغربي لأسود الأطلس منذ 2016، بعد الفرنسي هيرفيه رينار (2016 – 2019) وخليلوزيتش (2019 – 2022).

تاريخ المغرب

مواجهة في البال للأسود

لم يخض المنتخب المغربي الكثير من المواجهات ضد منتخبات المجموعة السادسة، حيث واجه كندا مرتين وديا الأولى عام 94 وانتهت بالتعادل 1 – 1، والثانية عام 2016 وفاز بها أسود الأطلس بنتيجة 4 – 0.

وسبق أن تقابل منتخب المغرب مع بلجيكا 3 مرات من قبل، الأولى في مونديال 94 بالولايات المتحدة، وفاز وقتها المنتخب البلجيكي بهدف، ثم تقابل الفريقان مرتين وديا، الأولى عام 99 وفازت بها بلجيكا 4 – 0، والثانية عام 2008 وفاز بها المغاربة بنتيجة 4 – 1.

بينما واجه منتخب المغرب نظيره الكرواتي مرة واحدة وديا عام 96، وفاز وقتها منتخب كرواتيا بنتيجة 9 – 8 بركلات الترجيح بعد انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل الإيجابي بنتيجة 2 – 2. وظهر أسود الأطلس بالمونديال 5 مرات، أعوام 1970 و1986 و1994 و1998 و2018، حيث خاضوا 16 مباراة، فازوا في 2 وخسروا 9 لقاءات وتعادلوا في 5.

وليد الركراكي أول مدرب مغربي لأسود الأطلس منذ 2016 بعد هيرفي رينار ووحيد خليلوزيتش

وفي نسخة مونديال 1970، وقع المغرب في مجموعة تضم ألمانيا الغربية وبيرو وبلغاريا، وودع أسود الأطلس المونديال من الدور الأول بعدما تذيل المنتخب الترتيب، حيث خاض الفريق 3 لقاءات وحصد نقطة من تعادل وحيد ضد بلغاريا، ثم خسارتين أمام ألمانيا 1 – 2 وبيرو 0 – 3.

ووقع المغرب في مجموعة تضم إنجلترا وبولندا والبرتغال خلال مونديال 1986، ونجح أسود الأطلس في تصدر المجموعة برصيد 4 نقاط من تعادلين سلبيين ضد بولندا وإنجلترا، ثم فوز تاريخي على البرتغال بنتيجة 3 – 1، وسجل له عبدالرازق خيري هدفين وعبدالكريم كريمو، بينما أحرز للبرتغال ديامانتينو ميراندا.

لكن مغامرة منتخب المغرب في المونديال لم تكتمل بعدما اصطدم الفريق بمنتخب ألمانيا الغربية في دور الـ16، وفاز الأخير بالمواجهة بهدف دون رد. وعاود منتخب المغرب الظهور مجددا في كأس العالم، وكانت هذه المرة في نسخة 1994، ووقع في مجموعة تضم السعودية وهولندا وبلجيكا، لكن المغاربة ودعوا المودنيال من دور المجموعات بعد خوض 3 مباريات وخسارتها بالكامل.

وعاند الحظ منتخب المغرب في مونديال 1998 بعدما وقع في مجموعة ضمت منتخب البرازيل المدجج بالنجوم في هذه الفترة بوجود رونالدو وربرتو كارلوس وريفالدو وكافو وغيرهم من اللاعبين الرائعين، بجانب منتخبي النرويج وأسكتلندا.

وحصد منتخب المغرب 4 نقاط، من تعادل مع النرويج وفوز على أسكتلندا بنتيجة 3 – 0، لكن هذه النقاط لم تكن كافية للتأهل حيث احتل أسود الأطلس المركز الثالث خلف البرازيل المتصدرة برصيد 6 نقاط والنرويج الوصيفة برصيد 5 نقاط.

وعاد منتخب المغرب للمشاركة في كأس العالم بعد غياب طويل، وكانت هذه المرة في نسخة 2018 التي أقيمت في روسيا. ووقع المنتخب المغربي في مجموعة ضمت إسبانيا والبرتغال وإيران، لكنه حصد نقطة واحدة من تعادل مع إسبانيا بهدفين لمثلهما في مباراة رائعة، وودع أسود الأطلس البطولة من الدور الأول.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: