وقفة إحتجاجية أمام السفارة التونسية ببروكسيل تخيب آمال وإنتظارات المغاربة
بوشعيب البازي
نظمت جمعيات المجتمع المدني المغربية المقيمة ببلجيكا ، وقفة إحتجاجية أمام سفارة الجمهورية التونسية ببروكسيل ، إستنكارا لحدث إستقبال الرئيس التونسي “قيس سعيد” لزعيم جبهة البوليزاريو الإنفصالية ، للحضور في ندوة طوكيو الدولية للتنمية في إفريقيا “تيكاد8″ والتي إنعقدت بتونس يومي 27و28 من شهر غشت الفارط .
هذه الوقفة التي كان المراقبون المحليون والدوليون والمغاربة بالوطن الأم ينتظرون من ورائها ، أن تكون وقفة حاشدة بمئات وربما باللآلاف منالمواطنين المغاربة المقيمين بالديار البلجيكية ، الغيورين على مقدسات المملكة والوحدة الترابية ، لكن شاءت الأقدار وواقع الحال أن هذه التخمينات والتوقعات ، ضربت جميعها بعرض الحائط ، وخيبت آمال المراقبين المحليين وإنتظارات مغاربة الوطن الأم المغرب .
وحسب إفادة أحد صحفيي موقع أخبارنا الجالية ببروكسيل : “إعتبر أن هذه الوقفة الإحتجاجية أمام السفارة التونسية ، كانت صدمة للجميع ، حيث كان يتوقع أن تكون حاشدة ، لكن خيبت كل التوقعات ، إذ حضرها عدد قليل من المحتجين معدودين على الأصابع “عشرة محتجين بالمنطمين ” ، مع العلم أن بروكسيل تعج بالمئات من الجمعيات المدنية المغربية ، وأضاف متسائلا أين تلك الجمعيات التي تتدعي دفاعها عنالمقدسات الوطنية والقضية الأولى “الصحراء المغربية” ؟
وتساءل ذات الصحفي هل كل هذا الكم من الجمعيات تخذم مصالح الوطن أو أجندات خارجية سرية أخرى ، ضد مصالح الوطن؟
وأوضح أن عاهل البلاد طالما دافع عن حقوق الجالية المغربية المقيمة بالخارح بديار المهجر وداخل الوطن المغرب ، وخير دليل عمليات مرحبا الصيفية ومرورها في جو مثالي” .
فكيف إذن تتم هذه الوقفة بهذه الرداءة ، وبدون تنسيق محكم ولا توحيد لصفوف مغاربة الخارج الموجودون على الأرض البلجيكية ،وخصوصا أن عدد الجمعيات المغربية ببلجيكا تفوق 540 جمعية .
فهل هذا يعني فشل دريع للديبلوماسية المغربية ، الممثلة في القنصليات بالخارج في توحيد صفوف الجمعيات وتأطيرهم للترافع والدفاع عن مقدسات المملكة بقوة وحماسة ؟
فأين هو إذن التكثل الجمعوي في مثل هكذا قضايا وطنية ؟ وخصوصا أن القضية الوطنية الأولى “الصحراء المغربية ” تمر بأصعب مراحلها السياسية ، في ظل العداء المتنامي من الدولة الجارة ، وتجنيدها لمختلف الوسائل لترويض الدول المغاربية وإدخالها في فلك سياستها ، فمواجهة هذه التحديات تتطلب الإلتفاف جميعا وراء صاحب الجلالة محمد السادس وإسناده بكل الوسائل المتاحة ، طالما آزرمغاربة العالم في جميع خطبه السامية وفتح لهم آفاقا واعدة سواء ببلدان المهجر أو داخل الوطن .
فاليوم وليس كأي وقت مضى ، مطالب من جميع الجمعيات الموجودة سواء ببلجيكا أو بمختلف أقطار العالم أن تصطف في خط واحد للدفاع عن الوحدة الترابية التي تكالب عليها الأعداء من كل صوب وجذب ، عوض الركون إلى الخمول وإقامة الحفلات والأنشطة الفارغة طمعا في دعم مادي سخي من القنصليات والسفارات المغربية ، لقد حان الوقت لترتيب الأمور وإرجاعها إلى نصابها ، وترتيب مصالح دبلوماسياتنا وفتحها أمام رواد الأعمال وأكاديميينا ومواطنينا المتشبعين بحب الوطن ومقداسته القادرين على الدفاع والترافع عن قضاياه المصيرية بقوة وحنكة .
لقد إنتهى زمن البهرجة والحفلات الفارغة للظفر بالدعم المالي لقضاء المآرب الشخصية ، لقد دقت ساعة الحقيقة ، ساعة الوطنية الحقة ،الكرامة والنخوة المغربية ، الوطن الآن في حاجة ماسة لكل مكوناته البشرية سواء داخل المغرب أو خارجه ، وكما يقول المثل المغربي “اليد الواحدة لا تصفق” بالطبع ، واجب على جميع الذين يعتبرون أنفسهم منتمين لهذا الوطن العزيز أن يلتفوا وراء رمز البلاد صاحب الجلالة محمد السادس نصره الله ، ويقووا عضده بالدفاع عن المقدسات الوطنية في أي مكان وزمان ، ولا ينتظرون من أحدا يذكرهم بذلك ، فأمن الوطن وسلامته منا وحبه في قلب الجميع وهو يضم الجميع .