سلطات مدينة القنيطرة تعترف بظاهرة إنتشار الغبار الأسود وتقرر تفعيل اللجنة الدائمة لتتبع جودة الهواء

الناوي

كشف تقرير مفصل ، صادر عن رئيس جمعية “المنارات الإيكولوجية من أجل التنمية والمناخ” ، أن عامل إقليم القنيطرة  “فؤاد المحمدي” عقد يوم الأربعاء 24 غشت 2022 بمقر العمالة ، إجتماعا خاصا مع منظمات المجتمع المدني والقطاعات المهتمة بشأن تلوث الهواء من أجل تدارس الأسباب الحقيقة للغبار الأسود المنتشر حديثا بشكل كثيف في كل أرجاء المدينة ، والذي خلق قلقا شديدا ، وأصبح مادة مستصاغة ويومية ، تناولتها كل وسائل التواصل الإجتماعي والمواقع الإخبارية والقنوات الفضائية والإلكترونية .

وفي نفس السياق ، أفاد التقرير أن الجلسة الحوارية التي إنعقدت بمقر عمالة إقليم القنيطرة ، مع عامل إقليم القنيطرة “فؤاد المحمدي” والتي ضمت جمعية المنارات الأيكولوجية من أجل التنمية والمناخ والقطاعات المعنية بتلوث الهواء (المديرية الإقليمية للمكتب الوطني للكهرباء – المديرية الجهوية لوزارة الإنتقال الطاقي والتنمية المستدامة – المندوبية الإقليمية لوزارة الصحة والحماية الإجتماعية) وجمعيات المجتمع المدني ، من أجل تدارس وتتبع سلبيات ظاهرة التلوث الناجم عن إنتشار الغبار الأسود بسماء مدينة القنيطرة وعلى واجهات المباني والأسطح وعلى السيارات ومجمل وسائل النقل ، وذلك بعد أن تضررت الساكنة بشكل كبير من هذا

المشكل القديم الجديد ، الذي واكبته منذ مدة وسائل الإعلام المحلية والوطنية والجمعيات البيئية وهيئات المجتمع المدني .

الشيء الذي طرح بقوة وبإلحاح ضرورة إتخاذ مجموعة من الإجراءات المستعجلة ، لمواجهة هذه المشكلة البيئية التي جثمت على صدور القنيطريين لعدة سنوات .

حيث صرح الخبير البيئي “عبد العاطي الكوش” عضو جمعية إيكولوجيا وفن ، أنه تم الإعتراف بوجود هذا المشكل رسميا ولأول مرة ، خلال اللقاء الأخير الذي جمعهم مع عامل إقليم القنيطرة والسلطات المحلية والقطاع الوصي عن الطاقة ، “المكتب الوطني للكهرباء” و”وزارة الإنتقال الطاقي والتنمية المستدامة”، حيث إعتبروا هذا “الغبار الأسود” ناجم عن عملية الإحتراق لتوليد الطاقة الكهربائية للمحطة الحرارية للعنفات الطاقية التي تشتغل بالفيول ، بالرغم من تصريح المدير الإقليمي للمكتب الوطني للكهرباء بأن جودته وكذا مواصفات عملية الإحتراق بالمحطة ، تتم وفق المعايير البيئية الدولية، وأن طاقة إشتغالها لا تتم بشكل يومي وذلك نظرا لطبيعتها كمحطة إحتياطية ، بل فقط في فترات معنية لتزويد الشبكة الوطنية للكهرباء بالخصاص التي تحتاجه خلال ساعات الذروة والتي تكون السبب في إنتاج وانتشار الحبيبات السوداء في سماء القنيطرة.

وفي ذات النطاق ، أضاف تقرير أعده الخبير البيئي بنرامل مصطفى على إثر زيارة اللجنة الإقليمية للتتبع تلوث الهواء يوم 10 يناير 2022، والذي أكد فيه أن عملية مراقبة جودة الهواء للمحطة الثابتة للمختبر الوطني للدراسات ورصد التلوث التابع لوزارة الإنتقال الطاقي والتنمية المستدامة بالقنيطرة، عرف إرتفاعا ملحوظا لنسبة المواد العالقة (MP10) خلال شهري نونبر ودجنبر 2021، وعلى إثر ذلك استقدمت محطات أخرى متنقلة بباقي الأحياء من أجل تعميق الدراسة حول السبب الفعلي لهذه الحبيبات المتناثرة في الأجواء.

واليوم بعد مضي 8 أشهر، ومع إرتفاع شدة كثافة الغبار الأسود ، وبروز حالات خوف واستنكار من طرف كل المكونات المجتمعية ، تخوفا من آثاره على صحة المواطنين ومحيطهم البيئي.

وخلص هذا اللقاء ، إلى أن عامل إقليم القنيطرة قرر “تفعيل اللجنة الدائمة لتتبع جودة الهواء” بشكل إستعجالي لتتبع مؤشرات تلوث الهواء ونشرها على شاشة عملاقة إلكترونية وسط المدينة، ولوحات إشهارية بمختلف أحياء المدينة لإعلام المواطنين بالمستجدات في حينها، لأخذ الإحتياطات اللازمة كل ما دعت الضرورة لذلك، وحث هيئات المجتمع المدني المتدخلة في الشأن البيئي بالقنيطرة لتقديم كافة المساعدات من أجل رفع الوعي الثقافي المرتبط بآثار التلوث بالغبار الأسود والتلوث الهوائي عموما على الصحة والبيئة، وتحسيس المواطنين بالسبل الكفيلة من أجل التخفيف منها ، أو التدخل بمعية السلطات المعنية وخصوصا الصحية حسب الشروط والظروف الملائمة.

كما دعا عامل القنيطرة إلى عقد لقاءات دورية لتتبع مؤشرات جودة الهواء بالمدينة ، والعمل على تنظيم يوم دراسي مع أطباء القطاعين العام والخاص وباقي المهتمين في الشأن البيئي والمناخي والصحي لمعرفة الآثار المترتبة للغبار على صحة الساكنة ومحيطها البيئي من جهة ، والقيام بدراسة علمية معمقة لدراسة علاقة بعض الأمراض القلبية والتنفسية بتلوث الهواء بهذا الغبار الأسود .

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: