الاتحاد الأوروبي يصحح تصريحات بوريل المنفلتة بشأن الصحراء المغربية

ماموني

عبر الاتحاد الأوروبي عن تأييده لحل سياسي عادل وواقعي ومستدام في الصحراء المغربية، وفقا لقرارات مجلس الأمن، في موقف مناهض لتصريح الممثل الأعلى للاتحاد جوزيب بوريل.

جدد الاتحاد الأوروبي الخميس دعمه لحل سياسي عادل وواقعي ومستدام في الصحراء المغربية، وفقا لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، لاسيما القرار 2602.

ويأتي التأكيد على دعم قرار مجلس الأمن بعدما خرجت المتحدثة باسم الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية نبيلة مصرالي للتخفيف من وقع تصريحات جوزيب بوريل، نائب رئيس المفوضية الأوروبية، حول الصحراء والتي خلفت غضبا في المغرب.

وقالت مصرالي لوكالة المغرب العربي للأنباء إن الاتحاد الأوروبي يدعم حلا سياسيا عادلا وواقعيا ودائما يقبله الطرفان لمسألة الصحراء وفق قرارات مجلس الأمن الدولي، وإن موقف الاتحاد الأوروبي واضح ويستند إلى دعم قوي لجهود الأمين العام للوصول إلى حل سياسي عادل وواقعي ودائم ومقبول من الطرفين لقضية الصحراء، وفقًا لقرارات مجلس الأمن.

وقال ناصر بوريطة وزير الخارجية المغربي، الخميس في ندوة صحفية رفقة نظيرته الألمانية أنالينا بيربوك، في تعليقه على تلك التطورات إن تصريحات جوزيب بوريل تمثل “عثرة لسان تم تصحيحها من قبل المصالح الخارجية للاتحاد الأوروبي، وأنه لا يعكس الموقف الإسباني والأوروبي من الصحراء المغربية”.

الاتحاد الأوروبي بدعمه لحل سياسي عادل في ملف الصحراء يجدد انخراطه الشامل في الدفع بعملية مسار التسوية السياسية

وأدلى الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والأمن جوزيب بوريل بتصريحات تخصّ ملف الصحراء، لقناة تلفزية إسبانية، حيث ربط تنزيل مقترح الحكم الذاتي بموافقة ما سماه “بالشعب الصحراوي”، الأمر الذي سارعت الجزائر وبوليساريو إلى الترحيب به، فيما يتعارض تصريح بوريل مع المواقف التي اتخذها الاتحاد الأوروبي بشأن ملف الصحراء.

ويأتي موقف الاتحاد الأوروبي الأخير تصحيحا لمواقف بوريل وتصريحاته غير المقبولة والمثيرة للاستغراب بشأن قضية الصحراء المغربية.

وقال بوريل في حوار مع قناة “أر تي في” الحكومية الإسبانية إن “حل النزاع في الصحراء يمر عبر تنظيم استشارة للشعب الصحراوي”، مضيفا أنه يجب تنظيم مشاورات “بحيث يكون ‘الشعب الصحراوي’ هو الذي يقرر مستقبله والحكومة الإسبانية تدافع أيضًا عن نفس الموقف”.

وأكد هشام معتضد، الأكاديمي والخبير المغربي في العلاقات الدولية والمقيم في كندا، أن الموقف الرسمي للاتحاد الأوروبي من قضية الصحراء المغربية جاء ليصحح الخطأ الكبير وتصريحات بوريل غير الواقعية.

وأوضح معتضد، في تصريح لـه، أن الاتحاد الأوروبي عمل على احتواء الوضع بشكل سريع ما يبرهن مرة أخرى على التزام الاتحاد بالمواثيق الدولية تجاه هذا الملف، خاصة بعد خطاب العاهل المغربي محمد السادس الذي أقرّ بشكل قطعي وصريح بأن ملف الصحراء هو النظارة التي يرى من خلالها المغرب عالمه
الخارجي.

وأكدت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك على أنها ترى في مخطط الحكم الذاتي الذي يقترحه المغرب مجهودا جديا من المغرب لتجاوز الخلافات في ملف الصحراء ومقترحا يصلح ليكون أساسا لحل مقبول من الطرفين، وهو ما يؤكد التزام أعضاء الاتحاد الأوروبي بالقرارات الدولية.

وأضاف هشام معتضد أن الاتحاد الأوروبي بدعمه لحل سياسي عادل، وفقا لقرارات مجلس الأمن، يجدد انخراطه الشامل في الدفع بعملية مسار التسوية السياسية فيما يخص ملف الصحراء المغربية وفقا لقرارات الأمم المتحدة التي تعتبر مقترح الحكم الذاتي جديا وواقعيا وذا مصداقية.

وقال معتضد إن الاتحاد الأوروبي بات يعرف جيدًا، خاصة بعد خطاب الملك الأخير، أن المغرب أصبح أكثر صرامة ووضوحا فيما يخص ملف الصحراء، حيث أن تأسيس علاقات إستراتيجية معه لا يمكن له النجاح والاستمرار إلا من خلال فهم مسؤول وبراغماتي للملف.

إقرأ أيضا

المغرب وألمانيا يتفقان على تعزيز التعاون بعد طي صفحة الخلافات

وخرج بوريل بتصريحاته غير المسؤولة بعد ثلاثة أيام من خطاب الملك محمد السادس بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب بعدما كان يدافع في الماضي عن “حل سياسي مقبول من الطرفين”.

وسبق لبوريل نفسه أن أكد في سبتمبر 2020 أن الاتحاد الأوروبي يؤيد حلا سياسيا واقعيا وقابلا للتحقيق ومستداما، ويقوم على أساس التوافق، مبرزا أنه في إطار روح التوافق هذه قدم المغرب مبادرة الحكم الذاتي التي تعتبر عدة بلدان أنها ذات “مصداقية وواقعية”، وأن “موقف الاتحاد الأوروبي يتوافق مع قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة”.

وطالب بوريل بإعادة مقترح عن الاستفتاء في الصحراء تم تجاوزه أمميا، وهذا ما دفع المستشار البرلماني لحسن حداد، رئيس اللجنة البرلمانية المشتركة بين المغرب والاتحاد الأوروبي، إلى القول إن خيار الاستفتاء لم يتم تجاوزه فقط، بل إن سكان الصحراء يشاركون بانتظام في الاستحقاقات الانتخابية، التشريعية والمحلية، حيث يعبرون عن ارتباطهم بالمؤسسات المغربية وانخراطهم في المسار الديمقراطي كما يتضح من خلال نسبة المشاركة المرتفعة مقارنة مع باقي أقاليم المغرب.

وعمل بوريل على إقحام مدريد في تصريحاته، بعدما رحب الملك محمد السادس في خطابه بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب في العشرين من أغسطس بالتغيير الذي حصل في موقف الحكومة الإسبانية من قضية الصحراء، والذي وصفه بـ”الواضح” و”المسؤول”، وذكر أن الموقف من هذا الصراع هو معيار “الصداقات” و”الشراكات” بين المغرب وبقية الدول.

ولفت هشام معتضد إلى أن جوزيب بوريل، الذي يحاول خلق نوع من التشويش الممنهج على علاقات المغرب بإسبانيا والاتحاد الأوروبي، فشل مرة أخرى في خدمة أجندة خارجية تعمل جاهدة على تخريب مساعي المنتظم الأوروبي والدولي لإنهاء هذا الصراع المفتعل وعرقلة جهود الرباط لتفعيل مشروع الحكم الذاتي.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: