بعد واقعة الهرهورة التي فرضت على والي الرباط قضاء ليلة بيضاء في الشارع العام ، علم من مصادر مطلعة أن غضبة ملكية جديدة طالت اليعقوبي بسبب صفقات نفقين كان من المقرر أن يتم بنائهما بالقرب من مطار سلا ودار السكة بأرقام فلكية تقدر بالملايير.
ووفق نفس المصادر فإن هذه الصفقات المثيرة للجدل صارت في خبر كان، بعد أن سحبت شركة الهلاوي التي احتكرت جميع صفقات الأنفاق بالرباط عددا من معداتها فيما تم طمر الأشغال ووضع عشب فوقها.
وكان طريق مكناس، ومحيط المطار قد شهدا حالة من الاستنفار استعدادا للشروع في بناء أنفاق محاذية لمقر الإقامة الملكية، قبل أن يتم إعادة الوضع إلى ما كان عليه بسرعة قياسية مع جلب كميات كبيرة من العشب لوضعها على المكان الذي كان من المقرر أن يشهد بداية عملية حفر النفق.
ووفق ذات المصادر فإن هذه الواقعة جعلت الوالي اليعقوبي في وضع جد محرج، في ضل الحديث عن إدراج إسمه ضمن لائحة الولاة الذين من المفترض أن تشملهم الحركة المرتقبة.
يأتي ذلك بعد تزايد حدة الانتقادات الموجهة إليه بسبب العقلية السلطوية القديمة التي تطبع تعامله مع المنتخبين ورجال السلطة و ممثلي القطاعات الحكومية والتي تعود لسنوات الرصاص .
كما أن توقيف صفقات الأنفاق يأتي في ضل الشبهات الكثيرة التي سبق لمستشاري فيدرالية اليسار أن طالبوا بفتح تحقيق بشأنها.
يأتي ذلك بعد تفريخ عدد من صفقات الأنفاق التي تبين عدم جدواها من طرف شركة الرباط تهيئة التي يتحكم فيها الوالي، والتي شهدت زلزالا عنيفا بعد إعفاء مديرها العام السابق افراسن بعد خلاف ومشاداة مع الوالي تم التكتم حول أسبابها، قبل تعيين مدير جديد على المقاس باعتباره مقربا من اليعقوبي ولا يملك سلطة معارضة قرارته .
وكان تفريخ عدد من الأنفاق في ظرف وجيز، وبكلفة مالية باهظة قد أسال الكثير من المداد، خاصة بعد الضجة التي أثارتها الأعراس الأسطورية الباذخة التي أقامه المقاول الفائز بالصفقات بوزان بحضور فنانين عرب مقابل ملايين الدراهم ، وهو المقاول الذي صنع اسمه في ظرف وجيز في ملابسات صارت حديث المسؤولين بالشمال والرباط.
وسبق لعمر الحياني، المستشار عن فيدرالية اليسار أن نشر تدوينة قال فيها “يحق لنا كمنتخبين و سكان مدينة الرباط، وكدافعين للضرائب التساؤل عن كيفية تسيير و صرف الأموال العمومية التي تتصرف فيها شركة الرباط للتهيئة، بعد إطلاق الممر تحت الأرضي المحاذي لفندق فرح، و الذي تم تمرير صفقته في ظروف تجعلنا نطرح أكثر من سؤال”.
وأضاف الحياني بأن” صفقة الممر تحت الأرضي التي بلغت قيمتها 28 مليون و 700 ألف درهم، “فازت” بها شركة “الهلاوي”، التي كانت الوحيدة التي وضعت ملف التباري” مشيرا إلى أن ذات الشركة “فازت” بصفقة ممر “باب الحد”، الذي تم بناءه سنة 2020، بعد أن تمت إزاحة منافسها الوحيد بسبب عدم احترامه لدفتر الالتزامات التقنية، حسب محضر الصفقة.
كما نبه لـ”فوز ” شركة الهلاوي بصفقة جديدة لنفق جديد بحي الرياض بمبلغ يقارب 44 مليون درهم، و نفق آخر بسلا (عين حوالة) بمبلغ 54 مليون درهم.
ولفت الحياني الانتباه إلى أن هذه المعطيات تطرح الكثير من الأسئلة ومنها: “كيف لطلب عروض بهذا الحجم (30 مليون درهم)، أن لا يثير اهتمام شركات أخرى، في عز أزمة اقتصادية شديدة علما أن المغرب يتوفر على عشرات الشركات ، القادرة على إنجاز هذا من المشاريع، بكفاءات تقنية عالية”.
كما تساءل الحياني عن أسباب إزاحة الشركة الثانية المتبارية في صفقة الممر الأرضي لـ”باب الحد”، والأسباب التقنية التي تبرر إزاحتها عن التباري.
وأشار ذات المستشار لوجود صدفة غريبة تتمثل في منح صفقتين متشابهتين في نفس الشارع، لنفس الشركة، خلال سنتين، بمبلغ إجمالي قدره 61 مليون درهم، مشددا على أن المؤسسة الوحيدة القادرة على الإجابة عن هذه التساؤلات، هي المجلس الأعلى للحسابات، الذي سبق مراسلته، حول اختلالات بالجملة ارتكبتها شركة الرباط للتهيئة في مشروع “الرباط مدينة الأنوار”.
وكان والي الرباط، وعامل تمارة، بمعية عدد من المسؤولين الكبار قد عاشوا في وقت سابق لحظات عصبية بعد غضبة ملكية طالت انجاز طرق وإحداث بوابات اعتدت على الحزام الأخضر وغابة الهرهورة.
وقضى الوالي اليعقوبي ليلة بيضاء بالهرهورة إلى جانب عامل تمارة، وسط استنفار كبير، مباشرة بعد زيارة الملك للهرهورة ومعاينته للأشغال التي تمت، والتي ترامت على الحزام الأخضر والغابة من خلال انجاز طرق و وضع بوابات خشبية كلفت أموالا طائلة.
وكان التعليمات قد صدرت بإزالة الإضافات التي تمت بالغابة، وهو ما عجل بإغلاق الطريق التي تم إحداثها والتي تربط هرهورة والطريق الساحلي بتمارة.
وقضى ذات المسؤولون ليلة بيضاء في استدعاء عدد من العمال و”الطاشرونات” لبناء سور لإغلاق الطريق التي استغرق انجازها حوالي سنة وذلك وسط إنزال كبير لعناصر الدرك.