تسببت حادثة غرق الشاب العشريني مهدي أمس الإثنين 22 غشت في املشيل ببحيرة تيسليت حالة احتقان شديد وتنديد بما وصفته الساكنة بإهمال السلطات المحلية، لعدم تجنيد الفرق المكلفة بالإنقاذ لانتشال جثة الشاب مهدي الذي لا يزال مفقودا في ظل غياب فرق الإنقاذ والسلطات المختصة، ما تسبب في حالة من الغضب وسط ساكنة املشيل عامة قريته ايت علي ويكو خاصة، مما جعلها تخرج في مسيرة احتجاجية نددت من خلالها بالتهميش الذي يطالها وسياسة الحكرة المنتهجة تجاه المنطقة ، ليس فقط على المستوى السياحي بل في شتى المجالات ، فمنطقتنا بأكملها غارقة وصارت بدون هوية تنتشلنا من أيدي العبث، التي أحكمت قبضتنا على كل مناحي الحياة، وحولت حياة سكانها إلى جحيم لا يطاق حيث كل مظاهر التهميش والتفقير بادية على دواويرها بفعل مسؤولين مكتوفي الأيدي، بجراح التجاوزات القانونية وتدبير الشأن المحلي، بطرق كلها غاية في العشوائية وتغليب المصلحة الشخصية، ضداً على شعارات جوفاء تتطلع إلى التنمية والإقلاع نحو الأفضل.
فمن اللامسؤولية أن يتم إرسال شخص واحد ليشتغل بأليات بدائية ليعثر على جثة المفقود حتى كاد هو نفسه ينضاف الى الضحية، لكن لو كان أحد الأجنبيين لتكاتفت كل الجهود لإنقاذه حتى لو اضطر بهم الأمر للإستغاثة بدول أجنبية من أجل إنقاذ حياته، لكن عندما يتعلق الأمر بأبناء الشعب لا حياة لمن تنادي، ففي دولتنا العظمى السلطات قادرة على حفر ألاف الأمتار بحثا عن البترول وغير قادرة على توفير غطاسين مختصين بحثا عن إبن أدم.
أن تزور منطقة املشيل ودواوريها ليوم واحد شيئا كافِ بأن تتقزز نفسك من منظر منطقة تعرف الإهمال والنسيان وتتألم لمنظر يجر ذيول اليأس في طرقات تنتظر من يرق قلبه لحالها، فهو شيء كاف لتقرر أن تعود أدراجك وتدعو لهؤلاء المهمشين أن يزورهم يوما ما ولي من أولياء الأمور لعله يكتشف أن ما يستنكره هؤلاء ويعانون منه، ليس وهما تخيلوه، أو إفكاً إفتروه، وإنما مرارة يعيشونها كل يوم، وأنهم يطالبون بأبسط شروط العيش، وغياب المسؤولين الذي تعكسه الطرقات المتصدعة التي قُطِعت الأن في وجه السائقين والمارة؛ للحياة هنالك طعم أخر مغموس بالقهر والحرمان.
وربما الأمل الوحيد المتبقي أمام عائلة المفقود والساكنة، هو التواصل مع الصحافةو المنابر الإعلامية من أجل تعميم خبر الحادثة وإيصاله للسلطات المختصة على على أمل القيام بخطوة جادة في البحث عن الشاب المفقود أو تكليف غواصين مختصين للقيام بعمليات البحث.
هذا هو إذن حال منطقة املشيل التي كتب عليها أن تعيش معاقة ومحرومة من أدنى شروط العيش ولا يتم تذكرها إلا وقت الإنتخابات ومهرجان موسيقى الأعالي، كما كتب أيضا على شبابها أن يعيشوا حياة كئيبة ومستقبلا غامضا بسبب جفاء مسؤوليهم. !