عادت ظاهرة احتلال الملك العام إلى شوارع وأزقة مدينة القنيطرة ، وتحولت الأرصفة و كذا الامكنة المخصصة لركن السيارات إلى فضاءات تابعة لأصحاب المحلات التجارية والمقاهي، وفُرض على الراجلين العبور وسط الطرقات المخصصة للسيارات والعربات، رغم ما يشكله ذلك من خطر على سلامتهم وسلامة الركاب.
وعاينت «أخبارنا الجالية »، مساء أول أمس الإثنين، تحول أرصفة شارع فلسطين و الشوارع المجاورة إلى أماكن خاصة بالتجار، سواء المتجولين الذين يكترون المكان العام أو أصحاب المحلات القارين، حيث اقتطعوا أجزاء من الأرصفة لصالحهم ووضعوا سلعهم فوقها و اخرجوا سلعهم حتى في الطريق العام لمنع السيارات من الركن امام المحلات ، ومنعوا الراجلين من المرور الآمن بها.
إلى ذلك، عرفت ظاهرة احتلال الملك العمومي بمنطقة الخبازات نموا مضطردا تزامنا مع العطلة الصيفية، حيث باشر أصحاب محلات بيع الملابس إلى إفراغ محلاتهم من السلع، ووضعها فوق الرصيف، من أجل إظهارها للزبناء، أما أرباب المقاهي فقد نصبوا شاشات عملاقة فوق الأرصفة المحاذية لمحلاتهم وأمامها عشرات الكراسي والطاولات، واتخذوا المكان جزءا لا يتجزأ من المقهى، بل إن سعر احتساء القهوة في هذا الفضاء أغلى من احتسائها في الفضاء الداخلي للمقهى.
ويزداد الأمر سوءا بعد قيام بعض أصحاب المحلات التجارية والمقاهي بوضع متاريس إسمنتية على شكل مزهريات من أجل حصر الملك العمومي، واتخاذها ملكا خاصا بهم، حيث يوحي منظر المزهريات بأنها اتخذت لمنح المكان جمالية ورونقا، غير أنها في الواقع متاريس لمنع مرور الراجلين بين السلع وبين كراسي المقاهي الخارجية.
ويعاني شارع فلسطين من الاكتظاظ، حيث يجد سائقو الشاحنات المقطورة وشاحنات نقل الأسماك والخضر المتجهة نحو شمال المملكة، صعوبة كبيرة أثناء مرورهم بهذا الشارع، خصوصا في وقت الذروة، حيث مئات المتبضعين الراجلين وسط الطريق بعد منعهم من المرور فوق الرصيف. أما الشوارع المحاذية لسوق الخبازات، فإن عبورها يحتاج إلى وقت أطول، بعدما تحولت الارصفة إلى محلات تجارية قارة، كما أن بعض التجار لم يعودوا مقتنعين باحتلال الرصيف، بل أصبح بعضهم يضع سلعه فوق إسفلت الطريق العام، وهناك تجار للمواد الغذائية وضعوا ثلاجات التبريد وسط الرصيف. والشيء نفسه يتكرر بشارع فلسطين الذي أضحى رصيفه ملكا للمقاهي والمحلات التجارية.
ورغم أن بعض قياد المقاطعات يقومون بين الفينة والأخرى بعمليات تحرير للملك العمومي، إلا أن هذه التدخلات تبقى محتشمة، في ظل استمرار الوضع على ما هو، ذلك أنه ما أن يغادر القائد وأعوانه المكان حتى يعود عدد من التجار بالتجوال إلى وضعهم الأول، كما يباشر أصحاب المحلات إخراج سلعهم نحو الرصيف من جديد.