أطلقت منظمات مدنية تعنى بالبيئة في المغرب، حملة للتنبيه من خطر انتشار الغبار الأسود في هواء مدينة القنيطرة بسبب الدخان المنبعثمن مداخن الوحدات الصناعية القديمة للمدينة، الأمر الذي يتسبب في تلوث الهواء معرّضًا المواطنين للخطر.
واستعرض تقرير لأخبارنا الجالية معاناة سكان القنيطرة مع الغبار الأسود الذي سكن هواء المدينة، بالصوت والصورة، ناقلًا صرخة السكانالمحليين الذين يعانون اليوم من حساسية في العيون والروايا وغيرها من الأمراض.
وفي هذا الصدد أيضا، دق خبراء في البيئة ناقوس الخطر وطالب بعضهم بوقف المواد الملوثة واعتماد الطاقات النظيفة حفاظا على صحةالسكان الذين تعرض معظمهم لأمراض الحساسية وضيق التنفس.
واعتبر هؤلاء الخبراء أن الغبار الأسود من المعضلات البيئية التي باتت تهدد سكان القنيطرة بشكل مستمر، ما تترتب عنه آثار سلبية علىالبيئة والصحة.
وفي هذا السياق، قال مصطفى بنرامل، خبير في البيئة والمناخ ورئيس جمعية المنارات الإيكولوجية من أجل البيئة والمناخ، أنه بعد عودة الغبار الأسود تعالت أصوات القنيطريين والفاعلين والناشطين في المجال البيئي والمناخ من جديد من أجل المطالبة بحمايتهم من خطر هذهالمادة الملوثة للهواء.
وعزا بنرامل، سبب انتشار الغبار الأسود إلى المحطة الحرارية بالقنيطرة الخاصة بتوليد الكهرباء، وذلك بناء على عدد من الدراسات التيأجريت في هذا الصدد، ما اضطر مجموعة من المواطنين للخروج للاحتجاج مرددين شعارات من قبيل «أنقذوا مدينة القنيطرة» و»التنفس بات صعبا» و»أطفالنا يختنقون»، بالإضافة إلى وضعهم كمامات تعبيرا عن صعوبة استنشاق هواء نقي.
وزاد الخبير البيئي أنه سبق للجنة إقليمية تتكون من ممثلي عدد من القطاعات الوصية وفعاليات المجتمع المدني شكلت من أجل تتبع الوضعالبيئي بالمدينة، أن زارت المحطة الحرارية، والتقت المدير الإقليمي الذي أكد أن هذه المحطة الحرارية بالقنيطرة تشتغل من أجل تزويد الشبكةالوطنية للكهرباء من الخصاص في الكهرباء.
وأفاد بنرامل أن المدير الإقليمي أخبرهم أنه بعد عودة ظهور الغبار الأسود أخيرا بمدينة القنيطرة، عمل المختبر الوطني للدراسات ورصدالتلوث بتنسيق مع السلطات المحلية، على تعبئة الوحدة المتنقلة لرصد جودة الهواء المجهزة بمعدات قياس خاصة بالغبار الأسود، من أجلالقيام بتحليلات إضافية بمختلف المواقع التي من المحتمل أن تعرف تلوثا بهذا الغبار وذلك في أفق إعداد تقرير تقني حول نتائج القياساتمن أجل تقديمه إلى اللجنة الإقليمية لتمكينها من إقرار التدابير واتخاذ الإجراءات وفقا للقوانين الجاري بها العمل.
ومن أجل وقف الغبار الأسود تطالب جمعية المنارات باقتراح عدة حلول من أجل إنقاذ السكان من بعض الآثار الصحية التي تطال الأطفالالذين يعانون مرض ضيق التنفس مع الأخذ بعين الاعتبار صحة المواطن والبيئة.
ودعا بنرامل إلى ضرورة التفكير في طاقات نظيفة وتنويع الخدمات الطاقية في المغرب، تماشيا مع التزام المغرب بتعهداته الدولية في حمايةالبيئة والمناخ.