في بداية التسعينيات كانت صورة رشيد وحيد التمسماني، رئيس المغرب التطواني الأسبق، لا تغيب عن الصحف والمجلات الرياضية بالخصوص، قبل أن يصبح منقذ الرياضة التطوانية ويعين رئيسا لعصبة الشمال لألعاب القوى ، وفي ظرف قصير أصبح التمسماني زعيم الكرة، رغم أنه بدون تاريخ كروي .
أغدق وحيد على الرياضة في تطوان، فأصبحت «الحمامة البيضاء» محجا لكثير من اللاعبين والمدربين والصحافيين أيضا ، وفجأة صدرت مذكرة بحث في حق التمسماني، الذي كان قد غادر البلاد ليستقر في إسبانيا، هربا من الملاحقة الأمنية، وظل الفريق يتيما يبحث عمن يرعاه، حوكم غيابيا بعشر سنوات سجنا نافذا، بسبب تورطه في قضية الإتجار الدولي في المخدرات.
نسي الناس حكاية الرئيس الهارب، بعد أن ظل في وضعية فرار طويلة بالخارج، قبل أن تكشف بعض المصادر الإعلامية عن سقوط التمسماني في قبضة المكتب المركزي للأبحاث القضائية بمطار محمد الخامس بداية الأسبوع الفارط ، مسلما من السلطات البلجيكية، حيث أحيل على الوكيل العام للملك لدى محكمة الإستئناف بالرباط، بعد الإستماع إليه، على قاضي التحقيق بالغرفة الخامسة المكلفة بالتحقيق في الجرائم المالية ، ملتمسا إخضاعه لتحقيقات تفصيلية في وضعية إعتقال . حيث قرر قاضي التحقيق إيداعه المركب السجني العرجات ، ومتابعته في حالة إعتقال بتهم تكوين عصابة إجرامية متخصصة في التهريب الدولي للمخدرات ، والتزوير واستعماله ، وتزوير أختام الدولة والمؤسسات والإرشاء والمشاركة ، وحيازة سلاح ناري بدون رخصة.
وأضافت ذات المصادر ، أن التمسماني الذي ترأس نادي المغرب التطواني بداية تسعينيات القرن الماضي ، يعود إلى السجون المغربية من جديد ، بعدما عصفت به حملة التطهير المشهورة التي قادت كبار بارونات المغرب إلى السجن ، قبل أن يتم الإفراج عنه سنة 2006، واعتبر الرجل من أهم البارونات الذين طاردتهم النشرات الحمراء الدولية من طرف العديد من الدول الأوروبية ، والمملكة المغربية بالدرجة الأولى . وأعلن عن إعتقاله ، قبل سنة تقريبا ببلجيكا ، بسبب مذكرات البحث المتابع بها في قضايا التهريب الدولي للمخدرات ، حيث عاقت بعض الإجراءات الأمنية البروتوكولية الموقعة بين بلجيكا والمغرب ترتيبات تسليمه إلى السلطات المغربية، بمبرر حيازته للجنسية البلجيكية، قبل أن تنتهي مغامرات التمسماني للإنفلات من قبضة الشرطة الدولية والمغربية ، ويتم تسليمه إلى الأمن المغربي.