تمكن أحد كفاءات الجالية المغربية المقيمة بالخارج “بلجيكا” ، بصفته مهندس دولة ومدير مؤسسة للتعليم والتكوين المهني ببلجيكا، السيد “سماوي بوشعيب” ، على تقديم مجموعة من الإقتراحات لتحسين ظروف مغاربة العالم ، موازاة مع مواطنيهم الذين تمكنوا في دول الإقامة من تحسين وضعهم الإجتماعي والإقتصادي والسياسي والعلمي ، مما أدى بعدد منهم إلى قيادة مؤسسات سياسية، وتدبير شركات إقتصادية رائدة عالميا ، وتوفقوا في تحقيق إنجازات علمية باهرة ،في حين أن البعض الآخر من أفراد الجالية المغربية ، مازالوا يعانون مشاكل في الإندماج داخل بلدان الإستقبال ، مع الحرمان من إيجاد الفرص المناسبة للعيش الكريم ، حيث أصبحوا عرضة في كثير من الحالات للتطرف والإنخراط داخل الشبكات الإجرامية.
وأضاف نفس المتدخل ، أن من شأن إدراك هذه الحقائق والوعي بالمخاطر المحدقة بهذه الفئة بدول الإستقبال ، سيما مخاطر التهميش والتطرف و الإجرام و التأثير على هويتهم المغربية ، أن يستلزم العمل على صياغة تصورات للفعل العمومي ، تغطي حاجيات كل الأجيال والشرائح من مغاربة العالم ، بإستحضار مختلف التحولات ، وما نتج عنها من تحديات جديدة تختلف من فئة إلى أخرى، ومن جيل إلى آخر ومن دولة الى أخرى ، وذلك وفق مرجعيات محكمة ومتكاملة.
وفي نفس السياق ، إقترح المتدخل حلولا للإهتمام بقضايا مغاربة العالم وحماية هويتهم المغربية الأصيلة ، كأرضية لإطلاق نقاش عميق بين مختلف المتدخلين، وبإشراك كافة المعنيين ، في بلورة تصور مندمج للفعل العمومي، وذلك من خلال تصور شمولي واضح ضمن النقط التالية :
-أولا : ملاءمة القوانين ذات الصلة بالمغاربة في الخارج وخصوصا المتعلقة بالحالة المدنية ومدونة الأسرة لتتماشى مع مختلف التطورات والتحديات الجديدة التي يعيشها مغاربة العالم في دول الإقامة .
-ثانيا : العمل على رقمنة مختلف الخدمات الإدارية سواء المقدمة من طرف البعثات الديبلوماسية أو القنصلية، أو المقدمة من طرف المرافق العمومية بالمملكة، وتوفير الإستشارة القانونية الضرورية لهم ، ومواكبتهم في معالجة مشاكلهم القضائية .
-ثالثا : تكثيف البرامج الإجتماعية والثقافية والدينية التي تهدف إلى تقوية روابط الأجيال الجديدة مع وطنهم الأم لتعزيز مقوماتهم الوطنية، من خلال شراكات حقيقية مع جمعيات المجتمع المدني الجادة .
-رابعا : تطوير وسائل التواصل عن طريق توظيف التكنولوجيات الحديثة، ووسائط التواصل الإجتماعي، مما سيسهل عليهم مواكبة مختلف الأوراش التنموية ، وتمكينهم من عناصر الإلمام بقضاياهم الوطنية ، وفي مقدمتها قضية وحدتنا الترابية ، ومدهم بآليات الترافع والدفاع حتى يكونوا خير سفراء لبلدهم في مختلف مواقعهم ببلدان الاقامة .
-خامسا : ضرورة إيجاد الآليات المناسبة لإدماجهم في المجهود الإستثماري لبلادنا، من خلال توفير صك للمشاريع ، وتحسين المناخ الثقافي والإقتصادي ، بغية تعزيز ثقتهم في الفرص الإستثمارية التي توفرها مختلف جهات المملكة ، وتحفيزهم على الإستثمار بها.
-سادسا : البحث عن صيغ تمكن بلادنا من الإستفادة من خبرة وكفاءة مغاربة العالم ، وإيجاد سبل لنقلها إما عن طريق تحفيزهم للعودة أو للعمل عن بعد ، وخصوصا في مجالات البحث والإبتكار والتكنولوجيات الحديثة ، وتسهيل إدماجهم في تعزيز الدينامية التي يعرفها وطنهم الأم.
وفي ختام هذه المداخلة المثمرة ، ناشد المهندس ” سماوي بوشعيب” مجلس الحكومة الحالي للتفاعل مع هذه الإقتراحات المطروحة عبر المنبر الأسترالي .
وكشف أن مجموعة مغاربة العالم 2016 ، ستكون حريصة على إدماج قضايا وإنشغالات هذه الفئة من المغاربة ، التي يقارب عددها ستة (6) ملايين مواطن ومواطنة ، موزعين على مختلف دول العالم، ضمن أشغاله وأنشطته ، والترافع بكل الوسائل والإمكانيات القانونية المتاحة له عند ممارسة مختلف وظائفه وأدواره الدستورية ، في إطار علاقة التعاون التي تجمعه مع مختلف السلط ، لإيجاد الحلول المناسبة لكافة المشاكل التي تواجههم ، وابتكار الصيغ المناسبة لإشراكهم بشكل فعال ومناسب في المساهمة في تنمية وطنهم الأم ، وصولا إلى المستوى المنشود في ظل القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده.