أثار البوسني وحيد خليلوزيتش، مدرب المنتخب المغربي، جدلا واسعا بشأن مصيره في الفترة المقبلة، والتي يرتبط خلالها أسود الأطلس بالمشاركة في كأس العالم قطر 2022. ويغيب وحيد بشكل واضح عن المشهد في الكرة المغربية، قبل شهر من المباراتين الوديتين للأسود أمام باراغواي وتشيلي في معسكر إسبانيا الإعدادي لكأس العالم.
تغيرت الأجواء عما كانت بمعسكر الأسود باعتراف رئيس اتحاد الكرة المغربي فوزي لقجع، في تصريح إعلامي، عكس من خلاله حالة الإحباط التي أصبح عليها عدد من اللاعبين بسبب سوء تدبير المدرب وحيد خليلوزيتش للأمور ودخوله في مشاحنات مع بعضهم.
لم تحمل آخر مباريات المنتخب المغربي ما يبشر بمشاركة متميزة في مونديال قطر، فقد خسر وديا بثلاثية نظيفة من الولايات المتحدة، وحتى وهو ينتصر في أول مواجهتين على أرضه في تصفيات الكان أمام جنوب أفريقيا (2 – 1) وأمام ليبيريا بثنائية نظيفة لم يكن الأداء مقنعا.
كما تسبب وحيد وهو يمنع وسائل الإعلام من حضور الحصص التدريبية المفتوحة للأسود، وإلغاء المؤتمر الصحافي الذي سبق مواجهتي تصفيات الكان، في حالة من الاستياء والتذمر لوسائل الإعلام المغربية، بسبب ما وصفته عملية تهريب اللاعبين عن الصحافة. ورفعت الجماهير هاشتاغ مقاطعة مباريات المغرب، في حال بقاء وحيد، وخلال حضور الجماهير مواجهتي جنوب أفريقيا وليبيريا خصته بعاصفة من الصفير، أثارت استياء اللاعبين الذين تعكر مزاجهم بسبب هذه الأجواء وهو ما انعكس على أدائهم.
شرخ لافت
فوزي لقجع: لست سعيدا لحالة التوتر التي أصبح عليها محيط المنتخب المغربي.. ونحن نقترب من المونديال
لأول مرة يظهر فوزي لقجع بتلك الحدة التي كان عليها في خرجة إذاعية، إذ كشف عن استيائه من تدني أوضاع الأسود الفنية ومن قرارات وحيد. وقال لقجع “لست سعيدا بطبيعة الحال لحالة التوتر التي أصبح عليها محيط المنتخب المغربي، ولست راضيا على اختيارات المدرب باستبداله المتكرر والمتواصل للتشكيل ونحن نقترب من المونديال”.
وزاد “نقلت له موقفي هذا كما لست مرتاحا للشكل الذي ظهر عليه الفريق والمجموعة في آخر المواجهات، لذلك سيكون لي تواصل مع قادة المنتخب المغربي قصد استبيان الحقيقة وما الذي ينبغي فعله تحديدا”. لقجع كان قد أكد في ذات الخرجة على أن وحيد لا يملك آليات إثارة الأجواء السعيدة والبهجة بالمعسكرات، ويفتقد كثيرا هذه الميزة، كما قال إنه لن يتنازل عما صرح به سابقا بشأن عودة حكيم زياش للعب بالمونديال.
ما كان يمثل عامل قوة ودعم لوحيد مثلما صرح في إحدى مؤتمراته لم يعد كذلك، وحتى الصورة التي قال إنه يفتخر بها ويضعها في مكتبه وهو يحظى بعناق من اللاعبين بعد تسجيل هدف في الكان الذي احتضنته الكاميرون في محاولة للاستدلال على حب اللاعبين له لم يعد واقعا. فقد تدهورت علاقته بالعميد رومان سايس الذي كان له تصريح قوي بعد مباراة جنوب أفريقيا، أغضب المدرب البوسني منه، حين حذر من كارثة وفضيحة في مونديال قطر لو استمر الأداء بذلك التواضع.
وهو استمرار لما صرح به الحارس ياسين بونو بعد العودة من كأس الأمم الأفريقية، وهو ينتقد التكتيك الذي لعب به الأسود، وكرر ذلك أشرف حكيمي بعد ثلاثية أميركا الودية. تدهور علاقة وحيد بصقور المنتخب المغربي، تجسد أكثر بتجاهل عدد من اللاعبين المميزين في مباريات هامة مثل إلياس الشاعر وسفيان بوفال، كما أنه لم يعقب مؤخرا على إصابة المدافع نايف أكرد. ولم يحضر وحيد أقوى محطات الكرة المغربية بتتويج الوداد الأفريقي وبلوغ منتخب السيدات نهائي الكان، كما تخلف عن حفل جوائز الكاف الذي احتضنه المغرب، لذلك يخشى أنصار الأسود من انعكاس هذه الأجواء على المونديال.
غياب متواصل
تدهور علاقة خليلوزيتش بصقور المنتخب المغربي تجسد بتجاهل عدد من اللاعبين المميزين في مباريات فاصلة
وسع خليلوزيتش الجدل، بغيابه أيضا عن أحداث كبرى للمغرب منها نهائي دوري الأبطال بين الوداد والأهلي والذي استضافه المغرب، على غير عادة المدرب البوسني، وكذلك حفل توزيع جوائز الكاف، وهو ما يعكس حالة الجفاء بينه وبين فوزي لقجع، رئيس الاتحاد المغربي منذ فترة طويلة. ولم يقتصر اختفاء وحيد عن هذه المناسبات فحسب، بل إن مصادر صحافية أكدت أن المدرب البوسني لم يعد يتفاعل مع آخر مستجدات لاعبيه المحترفين مثل انتقال نايف أكرد في صفقة قياسية من الدوري الفرنسي صوب وست هام الإنجليزي. وأضافت بعص الصحف “وحيد لم يظهر أيضا، لمتابعة موقف لاعبيه المصابين آخرهم نايف أكرد والمهاجم طارق تسيودالي، عكس عادته، إذ عود خليلوزيتش المتابعين إما بزيارة لاعبيه المصابين أو التفاعل معهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي”.
قبل شهر من الوديتين المهمتين ضمن التحضيرات التي يعكف عليها الأسود لكأس العالم، فإن تواصل وحيد مع محترفيه شبه منعدم وهو ما يدعم فرص تنحيه وإقالته قبل هذين الموعدين”. وكان لقجع ومكتبه التنفيذي قد أكدا في خطاب هذا الأسبوع بعد اجتماع طارئ، على ضرورة تمكين المنتخب المغربي من الهدوء اللازم كي يستعد بشكل مثالي للمونديال، دون الحديث بوضوح عن مستقبل القيادة الفنية لمنتخب الأسود.
وبات وليد الركراكي، المدرب السابق للوداد المغربي الأقرب لقيادة المنتخب. ويحظى الركراكي بثقة فوزي لقجع، خاصة بعدما قاد الوداد إلى التتويج هذا الموسم بلقبي الدوري المغربي ودوري أبطال أفريقيا. ورحل الركراكي بالفعل عن قيادة فريق الوداد مؤخرا، بعدما قاد الفريق لتحقيق إنجاز كبير بحصد لقبي دوري أبطال أفريقيا والدوري المغربي الاحترافي، بخلاف وصوله إلى نهائي كأس العرش، الذي خسره بركلات الترجيح أمام نهضة بركان. وترك الركراكي فريق الوداد وهو يستعد لخوض مباراة قوية في السوبر الأفريقي أمام نهضة بركان خلال الشهر الجاري، مفضلا التنحي عن منصبه لأسباب وصفها بالشخصية والقاهرة. وقاد وليد الركراكي نادي الوداد في 47 مباراة في مختلف المسابقات حقق خلالها 32 فوزا، بجانب 8 تعادلات و7 هزائم.