الدكتور عبد الله بوصوف يدعو وزارة الثقافة لخلق متحف مفتوح لمعركة وادي المخازن
بوشعيب البازي
كعادته دائما وإهتمامه بكل المناسبات والذكريات والمناسبات الوطنية .
كتب الدكتور المتمرس والمؤرخ عبد الله بوصوف ، الحاصل على الدكتوراه في موضوع “العلاقات في منطقة البحر الأبيض المتوسط في القرن الثالث عشر” ، في تدوينة بموقع التواصل الإجتماعي عن ذكرى معركة وادي المخازن العظيمة، والتي تسمى في كتب التاريخ بمعركة الملوك الثلاث التي عرفت موت ثلاث ملوك: السلطان عبد المالك السعدي واحمد المتوكل وسبستيان ملك البرتغال.
حيث ذكر أن المعركة دارت رحاها يوم 4 غشت ، وعرفت إنهزام الملك البرتغالي الذي كان يقود تحالفا مسيحيا أوربيا مكون من جيوش برتغالية وإسبانية وفرنسية وجيش من الفاتيكان وألمانيا.
حيث أوضح في تدوينته ، أن هدف البرتغاليين من المعركة كان هو القضاء على المسلمين وكذلك سحق اليهود الذين طردوا أو فروا من إسبانيا.
واعتبر إنتصار أحمد المنصور الذهبي في معركة وادي المخازن ، هو إنتصار للحرية الدينية ، لهذا جعل اليهود من هذا الإنتصار يوم عيد لهم يحتفلون به في عيد “يوم بوريم” بداية سبتمبر من كل سنة.
كما كشف الدكتور عبد الله بوصوف في تدوينته ، أن هذا الإنتصار منح المغرب نوعا من الحصانة النفسية ضد أطماع الأوربيين ، إذ لم يجرؤوا على مهاجمته والإصطدام به منذ ذلك التاريخ إلى أن وقعت معركة إيسلي سنة 1844، التي خاضها المغرب من أجل تحرير الجزائر وإنهزم فيها أمام الفرنسيين.
وفي ختام تدوينته ، أوضح بوصوف أن معركة وادي المخازن هي معركة حاسمة في تاريخ المغرب ومعركة مؤطرة للهوية المغربية وشخصيته.
ودعى بالمناسبة وزارة الثقافة ، أن تنتبه لهذه المعركة وتجعل ميدانها متحفا مفتوحا ، يذكر الأجيال الصاعدة بالتضحيات الجسام التي بذلها أسلافهم من أجل بناء مغرب متعدد ومتنوع وذي سيادة صامدة عبر الزمن.
وجدير بالذكر ، أن الدكتور عبد الله بوصوف مؤرخ. حصل على الدكتوراه سنة 1991 في موضوع العلاقات في منطقة البحر الأبيض المتوسط في القرن الثالث عشر.
شغل عام 1993 منصب رئيس جمعية مسجد ستراسبورغ. ويرجع له الفضل في مشروع بناء المسجد الكبير في ستراسبورغ الذي يعتبر أول منشأة تم تصميمها منذ البداية للديانة الإسلامية في ستراسبورغ.
إشتغل عبد الله بوصوف خبيرا لدى المفوضية الأوروبية ضمن برنامج «روح من أجل أوروبا» 1997-2003. كما ترأس لجنة التكوين في المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية (CFCM) قبل أن يتم إنتخابه نائبا لرئيس المجلس في عام 2005.
إنضم في سنة 2006 إلى معهد الدراسات الإسلامية في بروكسيل. كما أسس وأشرف على إدارة المركز الأورو-إسلامي للثقافة والحوار بمدينة شارلروا بلجيكا. وفي سنة 2007 عينه جلالة الملك أمينا عاما لمجلس الجالية المغربية بالخارج، وهو المنصب الذي يشغله إلى الآن.
يدعو عبد الله بوصوف إلى الإسلام المعتدل والحوار بين الأديان والحضارات. وهو لا يتوانى في كل مشاركاته الوطنية والدولية عن الدعوة إلى إكتشاف الآخر والتقارب بين الجماعات والشعوب.