انخفاض أثمنة مواد أساسية بعد خطاب العرش.. شركات الزيوت والمحروقات انتظرت التحذير الملكي كي تتحرك في انتظار الآخرين!
La rédaction
بدأ الخطاب الملكي بمناسبة عيد العرش، الذي ألقاه الملك محمد السادس مساء أول أمس السبت، يعطي مفعوله بخصوص الزيادات المستمرة في ارتفاع الأسعار الذي شهدته المواد الأساسية المُباعة في كل ربوع المملكة منذ الأشهر الأولى للعام الجاري، حيث بدأت تتضح معالم الانخفاض في مادتين أساسيتين، الأولى هي المحروقات التي استمرت في تسجيل تراجع كان قد بدأ بشكل محتشم مع تداول حملة افتراضية مطالبة بذلك، ثم الزيوت من خلال الإعلان عن تقليص أثمنة شركة “لوسيور كريستال”.
وقالت الشركة إنه بعد أن أصبحت زيت عباد الشمس متوفرة في السوق الدولية، فإن مجموعة “لوسيور كريسطال” قررت خفض سعر منتوجاتها من زيت المائدة المصنوعة من عباد الشمس وذلك بالنسبة للمستهلكين وكذا الزبناء الصناعيين، وأوردت أنها قررت تطبيق هذا الانخفاض على أسعارها في السوق الوطنية، حيث سيعرف منتوج “لوسيور”، الزيت المتعددة الحبوب المصنعة جزئيًا من زيت عباد الشمس، انخفاضا طفيفا في أسعار اللتر.
وقالت شركة الزيوت الغذائية المذكورة، في بلاغ صدر اليوم الاثنين، إن سعر منتوج “ويلور”، زيت المائدة المصنوعة من عباد الشمس بنسبة 100 في المائة، سيشهد انخفاضا كبيرا بنسبة 15 في المائة تقريبا كإجراء ذي أثر فوري، وتابعت أن منتوج “ويلور ديو” بدوره سيعرف انخفاضا في الأسعار، ولكن بدرجة أقل، نظرا لأن هذه الزيت تتكون من مزيج من زيوت عباد الشمس وزيوت “الكولزا”.
وقال البلاغ أنه منذ سنة 2020، تأثر قطاع زيوت المائدة بشدة جراء ارتفاع أسعار المواد الأولية والتقلبات التي عرفتها هذه الأسعار على المستوى الدولي، وحسب الشركة فإن قطاع المواد الأولية الزيتية، باعتبارها المكونات الرئيسية في إنتاج زيوت المائدة، يعرف ارتفاعا في أسعاره بسبب العديد من العوامل الخارجية، أخذا بعين الاعتبار أن هذا القطاع بالمغرب يستورد أكثر من 99 في المائة من حاجياته من المواد الأولية، وذلك يجعله من أكثر القطاعات تأثرا بارتفاع أسعار المواد الخام للزيوت.
وبالتزامن مع ذلك شهدت مجموعة من محطات الوقود انخفاضا متفاوتا في أسعار المحروقات، أبرزها محطات “أفريقيا” المملوكة لرئيس الحكومة عزيز أخنوش، حيث نزل سعر الغازوال فيها عن 15 درهما للتر، الأمر الذي برز مباشرة بعد الخطاب الملكي مساء يوم السبت الماضي، لكنه كان قد بدأ قبل ذلك في أعقاب انتشار حملة شارك فيها مئات الآلاف من المغاربة عبر موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” تطالب برحيل أخنوش وبتخفيض سعر البنزين لـ8 دراهم والغازوال لـ7 دراهم.
وكان الخطاب الملكي قد تطرق لأزمة الأسعار التي يشهدها المغرب، حيث أورد أن مرحلة الانتعاش الاقتصادي لم تدم طويلا، بسبب الظروف العالمية الحالية، حيث تسببت هذه العوامل الخارجية، إضافة الى نتائج موسم فلاحي متواضع، في ارتفاع أسعار بعض المواد الأساسية، وهو مشكل تعاني منه كل الدول، وقال الملك “إدراكا منا لتأثير هذه الأوضاع، على ظروف عيش فئات كثيرة من المواطنين، قمنا بإطلاق برنامج وطني للتخفيف من آثار الجفاف على الفلاحين، وعلى ساكنة العالم القروي”.
وجاء في الخطاب “كما وجهنا الحكومة لتخصيص اعتمادات مهمة، لدعم ثمن بعض المواد الأساسية، وضمان توفيرها بالأسواق، وهذا ليس بكثير في حق المغاربة”، وقال العاهل المغربي “وفي هذا الإطار، تمت مضاعفة ميزانية صندوق المقاصة لتتجاوز 32 مليار درهم برسم سنة 2022، لكنه وجها تحذيرا للتلاعب بالأثمة حيث أورد “وبموازاة ذلك، ندعو لتعزيز آليات التضامن الوطني، والتصدي بكل حزم ومسؤولية للمضاربات والتلاعب بالأسعار”.