تحت عنوان: المغرب طريق هجرة جديد للسودانيين إلى أوروبا، قالت صحيفة “لوموند” الفرنسية إن العنف المتزايد الذي يواجهه المهاجرون في ليبيا أدى إلى اتخاذ طرق أخرى. فقد أحصت مفوضية الأمم المتحدة للاجئين 1350 طالب لجوء ولاجئا سودانيا في المغرب اعتبارا من شهر يونيو الماضي، وهو ارتفاع كبير مقارنة بـ140 طلب لجوء المسجلة العام الماضي.
وأضافت لوموند أنه في حين أن وجود هؤلاء السودانيين في المغرب لم يجذب حتى الآن سوى القليل من الاهتمام، إلا أن عددهم في ذلك اليوم كشف عن ظاهرة جديدة: تغيير في مسار الهجرة لهؤلاء المواطنين عمومًا من دارفور وكردفان. يأتي البعض أيضًا من جنوب السودان، البلد الذي مزقته أعمال العنف الطائفي.
يؤكد حسن عماري، رئيس جمعية مساعدة المهاجرين، في وجدة (شمال شرق المغرب)، أن “وجود السودانيين في المغرب جديد تمامًا. رأينا الموجات الأولى تصل من الحدود الجزائرية في صيف 2021. في السابق كان عددها هامشيًا”.
وتتابع الصحيفة التوضيح أن معظم هؤلاء المهاجرين السودانيين عبروا ليبيا. وتؤكد سارة بريستاني، من منظمة يوروميد للحقوق غير الحكومية: “تاريخيًا، هذا البلد المجاور للسودان هو طريق وصول السودانيين إلى إيطاليا عن طريق عبور وسط البحر الأبيض المتوسط. لكن العنف المتزايد الذي يواجهه المهاجرون في الأراضي الليبية دفعهم إلى اتخاذ طرق أخرى”. كما أنه بسبب قمع في مراكز الاحتجاز الليبية، والدور المتزايد لخفر السواحل الليبي، الذي استعانت به إيطاليا لمراقبة الحدود، قرر الكثيرون القيام بهذا الانعطاف العظيم عبر الجزائر والمغرب.
غير أنه بوجود الخندق الجزائري من جهة والحاجز المغربي من جهة أخرى باتت هذه الحدود ممرا معقدا، يؤكد، بشرط عدم الكشف عن هويته، عامل إغاثة في المغرب يعرف التدفقات في هذه المنطقة جيدًا، موضحا: “غالبًا ما يمر المهاجرون عبر الجبال. يمكن أن يتم تجريدهم من ملابسهم واعتقالهم من قبل الشرطة الجزائرية أو من قبل الشرطة المغربية التي تعيدهم إلى الجزائر. يتم الزج بالبعض في تجارة المخدرات”.
في وجدة، على الجانب المغربي، يجد هؤلاء الناجون أولئك الذين طردوا من سبتة ومليلية. يحاولون البقاء على قيد الحياة في الشوارع. يجد البعض ملاذًا في كنيسة المدينة، ويؤخذ البعض الآخر إلى “منازل الحي اليهودي” حيث يسكنون ولكن يتعين عليهم دفع ما يسمى بـ“رسوم المجتمع”، يتابع مصدر الصحيفة، قائلا: “إذا لم تدفع لن تخرج. لقد رأينا كل شيء، العنف والتهديدات بالقتل…”.
خوفًا من الاعتقال، يذهب آخرون إلى الدار البيضاء أو الرباط، أو يستقرون في مخيمات في غابة غوروغو الصخرية، بالقرب من مليلية، ملجأ غير مستقر منذ سنوات عديدة للعديد من المهاجرين. وينتظرون المحاولة التالية لعبور حدود الجيب الإسباني الذي أصبح من الصعب عبوره على مر السنين، بفضل أسواره الثلاثة ذات الروابط المتسلسلة والعسكرة المتزايدة.