وزيرة مطرودة وعقيد متقاعد.. و مجهولون: طابور المنتهية صلاحيتهم الاسباني في الحرب على المغرب..
La rédaction
يعود الفضل لإسبانيا بأنها كانت الدولة التي أبدعت مصطلح وتعبير الطابور الخامس. ويعود الفضل بالتدقيق للجنرال ايميلو مولا، احد قواد الفرانكاويين. وقائد القوات التي زحفت على مدريد في ١٩٣٦ حيث كان اول من اطلق هذا التعبير.
ولهذه التسمية قصة ترويها ادبيات العلوم السياسية والاجتماعية مفادها أن القوات الفرانكاوية التي زحفت علي مدريد كانت تتكون من أربعة طوابير ، فقال الجنرال حينها ان طابورا خامسا يعمل مع جيش فرانكو ضد حكومة الجمهوريين من داخل مدريد وكان يقصد به مناصري فرانكو ..
هذه الفكرة أحيتها عينة من الصحافة والسياسين الإسبانيين، في محاولة إضعاف البلاد التي اختارت التوافق والافق المشترك مع المغرب….لفائدة اطروحة فرانكاوية جزائرية قديمة تهم الصحراء!
وكانت أول من اعلنت عن انتماءها للطابور الخامس، واحتفلت بها صحف الجزائر احتفالا كبيرا هي وزير الخارجية السابقة المطرودة من الحكومة، ارانتشا غونزاليس لايا، التي اتهمت المغرب بالتجسس على اسبانيا. فقد خرجت الوزيرة السابقة في تصريح لها تتهم فيه «المغرب بالتجسس على بلادها.. اثناء اقامة ابراهيم غالي (بن بطوش)« وقالت الوزيرة المطرودة بعد الازمة التي تسببت فيها إن «المغرب استخدم كل الطرق لتشويه صورة المساعدة الانسانية المقدمة لابراهيم غالي.. تنصت ، ودعاوى قضائية وحملات اعلامية»!
لِنُسلِّم أنها مساعدة انسانية، وأن انفضاحها تشويه:فهل الكشف عن الفضيحة أخطر أم تهريب رجل يدعي بأنه «رئيس جمهورية» سريا الى المستشفى؟
هل تكون المساعدة الانسانية لاسم مستعار ؟
أليس التشويه المنكر من طرف الوزيرة المطرودة هو تحويل «رئيس جمهورية» بعظمته الى مهاجر سري .. أو لنقلها بدارجتنا الجميلة «حراك» .
كيف تعتبر الكشف عن اسمه الحقيقي تشويها و تعتبر تسميته بغيرها مساعدة انسانية ؟
رجل بلا…اسم:
أليس التشويه هو اخفاء الاسم كما لو كان سُبَّة أووصمة عار؟
عل، كل يبدو أن الوزيرة المطرودة تريد أن «تمسح« في المغرب خطأها وسوء التقدير الذي تسببت لبلادها فيه، وعوض أن تتصرف كامرأة دولة وسياسية تحترم مواطنيها تريد أن تنسب الى المغرب سبب فشلها وسوء تقديرها ولعبها المخجل وطعن المغرب في ظهره!
فهل كانت تعتقد حقا أن المغرب سيعرف الامر ويسكت أم كانت تريد منه أن يتستر على عدو صريح لوحدته وسلامة ابنائه؟
على كل ، يبدو أن الوزيرة المطرودة لم تهضم عده ابتعادهاعن الخارجية الاسبانية ، ولم تغفر لحكومتها أنها فضلت مصلحة البلاد عليها ، وتصالحت مع المغرب ومع التاريخ ومع الحقيقة..
قضية التجسس وعلاقته مع موقف بيدرو سانشيز كشفت نوعا من الغباء السياسي المثير للشفقة عند جندي اخر من الطابور المنتهي الصلاحية… وهو عقيد سابق في المخابرات يرى أن الموقف التاريخي الحكيم الذي اتخذه «بيدرو سانشيز» باسم الدولة الاسبانية ولصالحها، له علاقة .. بالانشطة التجارية المشبوهة لزوجته !!
إييييه نعم .
والحكاية كما رواها عقيد المشاة المتقاعد دييغو كاماتشو، العضو التاريخي للمركز العالي للمعلومات الدفاعية لصحيفة “بيريوديستا ديختال”
أن المخابرات المغربية «كانت على علم بالانشطة التجارية لزوجة سانشيز، التي كان يحاول ان يخفيها«.. وفي التدقيق اضاف العقيد كاماتشو «المخابرات المغربية كانت على علم بالأخبار المتعلقة بالأنشطة الخاصة والمالية لبيغونيا غوميز، زوجة رئيس الحكومة، في شكل أنشطة تجارية وجامعية»، بل إن حكوماتنا كانت وراء الفخ الذي نصب للزوجة فهي « أنشأت شبكة أعمال ضمت فيها بيغونيا غوميز وبيدرو سانشيز نفسه»، وعندما حان الوقت وضعته أمام خيار صعب ومعادلة أصعب، وهكذا يرى العقيد المتقاعد :أن المغرب خيَّر رئيس الحكومة الاسبانية بتسليم(كذا) الصحراء الى المغرب او تصفية الشبكة التجارية للزوجة»!
يا سلام..!
وطبعا ، فقد اختار بيدرو سانشيز كأي عاشق موله زوجته واعطاها مهرا…. صحراء المغرب للمغرب!
العاقلون من الإسبان سيبتسمون ساخرين ولو كانوا من عشاق دونكيشوط وطواحينه الهوائية وأوهامه!
ولكن المغاربة سيسألون : هل يمكن أن يبلغ الغباء هذاالحد من التوهم، ويتم تسويقه وجعله عناوين بارزة للصحافة وتتلقفه دولة الشرق البئيسة، وتجعل منه دليلا ضد حكومة بلاد اسبانيا وضد العقل والحكمة؟…
الواضح أن ذلك ممكنا..كما هو ممكن أن تتلقف صحافة دولة الشرق البئيسة تصريحات لشخص اسمه المنصوري، وتجعله مغربيا معارضا مقيما في تراب ما في الخارج، يتهم بلاده على صدر صحافة العسكر بلا خجل ، ويقدم نفسه صحافيا لا يشق له غبار..
والغريب أن قضية التجسس هاته، حسمت فيها الحكومة الاسبانية حسما كاملا وبرأت المغرب، لأن العاقل لا يمكن أن يتصور أن بيدرو ساشنيز سيقود الحكومة، تحت التهديد بالكشف عن انشطة تجارية لزوجته بل أنه سيواصل التعاون مع الدولة التي تجسست عليه على وزرائه وفرضت عليه ان يقدم ترابا لها!
اي حمق هذا فعلا يبدعه المعادون للمغرب ودولته واجهزته؟
بل كيف يعقل أن رجلا سياسيا صار حديثا زعيما للحزب الشعبي، المدعو فاييخو يستسلم لهذا الاستسهال اللامنطقي ويعلن في نفس اليوم أن «من الضروري معرفة ما إذا كانت البيانات المسروقة من (هاتف ) سانشيز يمكنها ان تؤدي الى إضعاف موقف رئيس الحكومة وبما اذا كان مرتبطا بتغيير الموقف التاريخي حول الصحراء ؟«…
ثم الحكومة نفت المسؤولية عن المغرب بل اتهمت الطبقة السياسية بعضها البعض، وتمت إقالة باز إستيبان مديرة المركز الوطني للاستخبارات على خلفية هذه الفضيحة ، كثمن سياسي وإداري لخطأ التجسس.. بل فضيحة التنصت شملت هواتف رئيس الوزراء بيدرو سانشيز ومسؤولين استقلاليين كاتالونيين بينهم رئيس الإقليم بيري أراغونيس و هذه الحكومة لم تمنع القضاء الاسباني من البحث في الموضوع .. ومن المنتطر ان يقوم النائب العام في المحكمة المختصة باستجواب المسؤول عن الشركة الإسرائيلية صاحبة برنامج «بيغاسوس» المدعو «شاليف حوليو» حول الموضوع!
الطابور الخامس، يمتد من مدريد الى باريس، ولنا عودة إلىصحافة التضليل الفررنسية بدورها، التي لم تستطع أن تواجه المغرب في الساحات الدولية مواجهة الشرف فبدأت تخبط خبط عشواء.. وتصرخ من الألم بلغة…… الجنون والسفاهة!