رئيس الأركان الإسرائيلي في المغرب لتعزيز الأمن بين البلدين

ماموني

دشن قائد الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي زيارته للمغرب بلقاءات مع كبار المسؤولين العسكريين المغاربة الثلاثاء، في إطار التعاون المتزايد بين البلدين، وهي أول زيارة رسمية لرئيس أركان الجيش الإسرائيلي للمغرب، تأتي في سياق دولي وإقليمي دقيق يدفع لتعميق أوجه التعاون بين أجهزة استخبارات وأمن البلدين، وتطوير الروابط الصناعية، وشراء الأسلحة والتدريب المشترك.

ومنذ أن أعاد المغرب وإسرائيل إقامة العلاقات الدبلوماسية والسياسية، عزز البلدان شراكتهما في عدة مجالات، من بينها الأمن والدفاع والتعاون العسكري في مجالات التدريب والتأهيل بالإضافة إلى المجالات العملياتية والاستخباراتية، وتأتي زيارة رئيس الأركان الإسرائيلي لتكرس هذا التعاون المتقدم.

والتقى كوخافي الثلاثاء بوزير الدفاع المغربي عبداللطيف لوديي المفتش العام للقوات المسلحة الملكية قائد المنطقة العسكرية الجنوبية والجنرال دوركور دارمي الفاروق بلخير، ومسؤولين أمنيين آخرين، لتكثيف الشراكة في مسائل الاستخبارات العسكرية.

وتعتبر مباحثات كوخافي مع المسؤولين العسكريين والأمنيين المغاربة تنفيذا لبنوذ الاتفاق الثلاثي المغربي – الإسرائيلي – الأميركي الموقع في ديسمبر الماضي في الرباط، وبعد أشهر من زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس للمملكة المغربية حيث تم توقيع مذكرة تفاهم للتعاون الأمني الثنائي.

وبعد هذا الاتفاق، وبهدف زيادة الشراكة بين البلدين، استقبل المغرب في مارس وفدا من جيش الدفاع الإسرائيلي بقيادة إيف دفرين رئيس قسم التعاون الدولي في جيش الدفاع الإسرائيلي؛ طال كيلمان مسؤول عسكري كبير مسؤول عن الشؤون الإيرانية، وقائد شعبة العمليات في مديرية المخابرات، المعروف باسم العميد ج.، في الآونة الأخيرة، في التدريبات العسكرية الأخيرة لـ”الأسد الأفريقي”، التي أجريت في المغرب، شاركت إسرائيل بصفة مراقب.

وأشار هشام معتضد الأكاديمي والخبير المغربي في العلاقات الدولية، المقيم بكندا، إلى أن التعاون المغربي – الإسرائيلي، بخاصة في مجالات الأمن والاستخبارات العسكرية إلى جانب الأمن السيبراني، يصب في تقوية المصالح المتبادلة بين البلدين في ما يخص تعزيز التعاون الاستراتيجي على مستوى تبادل الخبرات على عدة مستويات.

وتأتي زيارة رئيس الأركان الإسرائيلي للمغرب في ظل التحديات الأمنية والتهديدات المتعددة الجوانب لكلا البلدين، حيث أكد معتضد أن التعاون بين البلدين يندرج في إطار رؤية البلدين لإطلاق منصات عملية وعلمية لتقوية آليات الدفاع الخاص، وتشكيل هيئات مشتركة لتدبير ملف التحديات الجديدة المتعلقة بكسب رهانات التهديدات المتقاطعة إلكترونيا وميدانيا وانعكاساتها على أمن ومؤسسات الدولتين.

وقال الجيش الإسرائيلي، في تغريدة على تويتر، إن هذه الزيارة هي الأولى من نوعها لرئيس الأركان إلى المغرب، حيث تهدف إلى تبادل الخبرات، كجزء من الجهود لتوسيع مجالات التعاون العسكري بين إسرائيل ودول أخرى.

وهناك همّ مشترك بين إسرائيل والمغرب يتمثل في موضوع إيران، إذ تسعى إسرائيل لتشكيل جبهة مشتركة لتحجيم النفوذ الإيراني في المنطقة منذ بداية العام، وتحاول دفع المغرب إلى تحقيق تحالف ضد هذا البلد الذي قطعت معه الرباط لأسباب سياسية وأمنية بعدما أكدت السلطات المغربية مساعدة طهران العسكرية والاستخباراتية لجبهة بوليساريو الانفصالية.

واعتبارا للمصالح المشتركة في منطقة الشرق الأوسط، قالت هيئة البث الإسرائيلية الثلاثاء إنه “من المتوقع أن تتناول اجتماعات كوخافي في الرباط إلى جانب الأمور الأمنية الثنائية موضوع التحالف الإقليمي لتحجيم النفوذ الإيراني في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا”.

ويعتقد محللون أن التعاون الأمني والعسكري بين البلدين يحركه التوافق حول رؤية مشتركة لخطورة الارتباطات بين الجماعات المتطرفة وتجّار الأسلحة والبشر مع الاختراق الشيعي الإيراني للمنطقة وما يمثله من تهديدات واقعية، وهو المتغير الذي دفع المغرب إلى قطع علاقاته الدبلوماسية مع طهران.

◙ إسرائيل تسعى لتشكيل جبهة مشتركة ضد إيران منذ بداية العام، إذ التقى كوخافي مع كبار المسؤولين العسكريين من عدة دول عربية في بداية عام 2022

ويأتي ذلك بعد أيام من قيام الرئيس الأميركي جو بايدن برحلته الأولى إلى إسرائيل ثم إلى المملكة العربية السعودية لاحقا، حيث تحاول إسرائيل مع الولايات المتحدة إقامة جبهة مشتركة ضد التهديدات الإيرانية. وخلال زيارته الأخيرة إلى الشرق الأوسط، لعب هذا التحدي دورا مهما خلال الاجتماعات، خاصة في ما يتعلق ببرنامج طهران النووي.

وتسعى إسرائيل لتشكيل جبهة مشتركة ضد إيران منذ بداية العام، إذ التقى كوخافي مع كبار المسؤولين العسكريين من عدة دول عربية في بداية عام 2022.

ومن أهم النقاط التي تم التطرق إليها في مباحثات الوفد العسكري والأمني الإسرائيلي مع المسؤولين المغاربة، ملفات التكوين وتبادل الزيارات والإجراء والمشاركة في التمارين العسكرية من أجل تبادل الخبرات من أجل التحديات المشتركة للبلدين.

وتنضاف الزيارة لسلسلة من الزيارات مع استضافة الجيش الإسرائيلي لوحدة كوماندوز مغربية في تمرين متعدد الجنسيات في يوليو 2021، وأقام علاقات عسكرية مباشرة مع الرباط في مارس 2022، والتي تهدف بالأساس إلى التعامل مع كل التحديات الأمنية والعسكرية التي تمر منها المنطقة.

ونتيجة التقارب بين البلدين شارك الجيش الإسرائيلي للمرة الأولى منذ انطلاقها في مناورات “الأسد الأفريقي” التي احتضنتها المملكة بشراكة وتنسيق مع الولايات المتحدة خلال الفترة ما بين العشرين والثلاثين من يونيو الماضي، وقد شارك الوفد الإسرائيلي المكون من ضابطين في تمارين ميدانية وتكتيكية همت بالأساس التنسيق المشترك، ووضع خطط استعجالية للطوارئ، ومواجهة وضعيات صعبة تقتضي تحركا سريعا.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: