يزور رئيس الأركان الإسرائيلي اللفتنانت جنرال أفيف كوخافي المغرب الاثنين، وذلك في أول زيارة علنية على هذا المستوى بين البلدين اللذين رفعا مستوى العلاقات بينهما عام 2020 في إطار حملة دبلوماسية أميركية.
وبينما توضح إسرائيل أن زيارة كوخافي تأتي في إطار التعاون الدفاعي الناشئ مع المغرب، تحاول الرباط التوسط من أجل تحسين أوضاع الفلسطينيين.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان “تضاف هذه الزيارة إلى اللقاءات ومجالات التعاون التي تحققت في الفترة الأخيرة في إطار تعزيز التعاون العسكري والأمني بين إسرائيل والمغرب”.
ولفت البيان إلى أن المتوقع أن يلتقي كوخافي “كبار مسؤولي المؤسسة الأمنية المغربية”، دون المزيد من التفاصيل.
ويرافق رئيس الأركان خلال هذه الزيارة رئيس لواء العلاقات الخارجية، ورئيس لواء البحوث في هيئة الاستخبارات، وفق المصدر نفسه.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن نائب رئيس الأركان الميجر جنرال هرتسي هاليفي سيتولى مهام كوخافي خلال فترة غيابه.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي البريغادير جنرال ران كوخاف لتلفزيون واي نت “من بين الموضوعات التي ستناقش (في المغرب) هذا الأسبوع تبادل المعارف والتدريب، القدرة على التدريب معا في مناورات مشتركة، تطوير الأسلحة ونقل المعرفة وربما بخصوص الأسلحة أيضا”.
وجاء التقارب المغربي مع إسرائيل في أعقاب اتفاق تطبيع مع الإمارات والبحرين، وهي اتفاقيات تأتي في إطار سعي واشنطن لتوثيق التعاون بين حلفائها لتعويض صعود إيران، ويطلق عليها اسم “اتفاقيات إبراهيم”.
وأقامت إسرائيل والمغرب علاقات منخفضة المستوى في التسعينات، لكن تم تعليقها بعد اندلاع الانتفاضة الفلسطينية ضد إسرائيل عام 2000. ونجمت عن تحديث العلاقات عام 2020، والذي لا يزال دون التطبيع الكامل، زيارات مباشرة بين البلدين ومجموعة من الاتفاقيات الثنائية.
وقالت وزيرة النقل الإسرائيلية ميراف ميخائيلي في مقابلة بخصوص العلاقات مع المغرب “ليس كل شيء يتعلق بالأمن… هناك اهتمامات تجمعنا ونشترك فيها”.
ونسبت ميخائيلي الفضل للمغرب في التوسط في اتفاق لفتح معبر حدودي بشكل دائم من الأردن إلى الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل، وهو أمر مهم لحركة المرور الفلسطينية، وقالت إنها تجري محادثات مع الرباط بخصوص مشاريع أخرى للبنية التحتية.
وأضافت “المغرب هو اللاعب القادر على جمع الكل معا وتخفيف المصاعب التي يواجهها الجميع مهما كانت المسألة… لديهم طريقة للتحدث مع الجميع تجعلهم يلتفون حول الطاولة ويتعاونون”.
وأفاد الجيش الإسرائيلي بأنه استضاف وحدة كوماندوز مغربية في تدريبات متعددة الجنسيات في يوليو 2021، وأقام علاقات عسكرية مباشرة مع الرباط في مارس 2022، واستضاف الشهر الماضي ضباطا مغاربة كبارا للاتفاق على برنامج عمل مشترك لمدة عام.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية “مكان” الأحد إن زيارة كوخافي للمغرب تأتي في إطار توجه أميركي لتعزيز التعاون الأمني على المستوى الإقليمي، مشيرة إلى أن قائد المنطقة المركزية في الجيش الأميركي أريك كوريلا سيحط في تل أبيب صباح الاثنين لبحث سبل دفع التعاون الأمني الإقليمي.
ويُستدل من قائمة القادة العسكريين الإسرائيليين الذين سيرافقون كوخافي إلى الرباط على أن الزيارة ستركز أيضا على التعاون الاستخباري، حيث يشارك في الزيارة رئيس قسم الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية “أمان” عميت ساعر.
ويضطلع قسم الأبحاث التابع لـ”أمان” بدور كبير في التأثير على عملية صنع القرار في تل أبيب، على اعتبار أن هذا القسم مسؤول عن إعداد “بنوك الأهداف” التي تقترح المؤسسة العسكرية على المستوى السياسي أن يتم ضربها في أي مواجهة أو حرب ضد طرف آخر، فضلا عن أنه مسؤول عن صياغة التقديرات الاستراتيجية للمستوى السياسي.