“مغاربة العالم” يحركون عجلة الاقتصاد وينعشون السياحة

الناصري

سيارات محملة بالمؤونة والهدايا تخرج تباعا من قلب باخرة قادمة من أوروبا، رست لتوها بميناء طنجة. مشهد ألفه المغاربة ويتزامن مع بداية صيف كل سنة، مشيرا إلى عودة “الجالية” أو المقيمين بالخارج.

وتعرف المدن المغربية حركية قل نظيرها منذ بداية شهر يوليو، الذي يشهد دخول آلاف مغاربة الخارج إلى البلاد للاحتفال بعيد الأضحى وقضاء عطلة الصيف، بعد سنتين من الأزمة المترتبة عن جائحة كورونا.

وعاين موقع ” أخبارنا الجالية ” حضورا لافتا لسيارات تحمل ألواح ترقيم أوروبية في المدن المغربية، خصوصا الصغيرة منها؛ وهو ما جلب رواجا مُهما لمختلف المحلات التجارية، والفنادق ووكالات كراء السيارات ومحلات بيع منتجات الصناعة التقليدية، كما استعادت العديد من الفضاءات السياحية الترفيهية نشاطها.

“مرحبا” تنعش الموارد

الخبير الاقتصادي رشيد ساري أكد أن عملية “مرحبا” لاستقبال الجالية المغربية المقيمة بالخارج “كان لها وقع إيجابي، حيث إن دخول مغاربة العالم ينعش قطاع السياحة، وقد اتضح ذلك خلال أيام العيد الذي عرف حركة اقتصادية كبيرة”.

وكشف الخبير في تصريح له أن هذه المؤشرات الإيجابية تُعزى أساسا إلى البرامج التي أصبح يعتمدها المغرب لاستقبال هذه الشريحة من السياح، إن صح القول، الذين يعودون إلى وطنهم للاستجمام رفقة أقاربهم، جالبين معهم مبالغ مهمة من العملة الصعبة، وهو ما يساهم في ترويج عدد من المرافق وإدارة عجلة الاقتصاد.

وفي السياق ذاته، لفت ساري إلى أن “هذه السنة تُعد استثنائية، لأنها تأتي بعد سنتين من الارتباك الذي عرفه النقل الدولي بسبب الجائحة، وهو ما يعني أن هناك الكثير من الشوق واللهفة لرؤية الأحباب، وهو ما جعل مغاربة العالم يأتون بقوة لبلدهم خلال هذا الصيف”، كما أشار المتحدث إلى أن استثمار المغرب في البنيات التحتية، ساهم أيضا في تشجيع الجالية على العودة، لأن التنقل أصبح سهلا بين المدن بفضل شبكة الطرق السيارة التي تصل إلى مدينة أكادير.

إلى جانب عملية “مرحبا”، أفاد الخبير الاقتصادي أن تحويلات مغاربة العالم أضحت موردا هاما للاقتصاد المغربي، حيث كشفت أحدث أرقام لمكتب الصرف أن تحويلات المغاربة المقيمين بالخارج تجاوزت 30,56 مليار درهم حتى متم أبريل 2022، مقابل 29,03 مليار درهم سنة قبل ذلك.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: