انطلقت حملة دولية الثلاثاء في خمس دول أوروبية من بينها ألمانيا وفرنسا لتفكيك شبكة من المهربين، على ما أعلنت الشرطة الألمانية. وتنظم شبكة المهربين هذه عبور المهاجرين الراغبين في الوصول إلى بريطانيا خلسة عبر قناة المانش.
وذكرت شرطة أوسنابروك في بيان أن “عمليات دهم واعتقالات” جرت في عدة مناطق ألمانية، بينها منطقة ساكسونيا السفلى. وتعتبر أوسنابروك الواقعة في غرب ألمانيا قاعدة خلفية كبيرة لشبكات التهريب إلى بريطانيا. وبالإضافة إلى ألمانيا وفرنسا، تجري عمليات في بلجيكا وهولندا وبريطانيا.
ويتم تنسيق العملية في هذه الدول الأوروبية الخمس من قبل وكالة الشرطة “يوروبول” ووكالة التعاون القضائي “يوروجست” التابعتين للاتحاد الأوروبي.
ولم يتم الكشف عن أي تفاصيل إضافية، لكن وسائل إعلام ألمانية نقلت عن شرطة أوسنابروك أن هذه الشبكة المكونة بشكل أساسي من مهربين أكراد عراقيين نظمت “خلال الأشهر الـ12 حتى 18 الماضية” عبور “نحو 10 آلاف شخص على متن قوارب مطاطية” نحو بريطانيا.
أوسنابروك تعتبر قاعدة خلفية كبيرة لشبكات التهريب إلى بريطانيا، وبالإضافة إلى ألمانيا وفرنسا تجري عمليات في بلجيكا وهولندا وبريطانيا
وفي أبريل أكد مسؤول في الشرطة الفرنسية أن الجالية الكردية العراقية أطلقت فكرة “المراكب الصغيرة” التي ظهرت في عام 2019 لتحل منذ ذلك الحين مكان محاولات الوصول إلى بريطانيا بالشاحنات.
وارتفع بشكل حاد عدد محاولات المهاجرين الراغبين في الوصول خلسة إلى إنجلترا عبر القناة في النصف الأول من عام 2022 بعد عام 2021 القياسي بالفعل، وفقا لوزارة الداخلية الفرنسية.
وفي عام 2021 حاول 52 ألف شخص عبور القناة بواسطة قوارب مطاطية من الساحل الشمالي لفرنسا، بين كاليه ودونكيرك، نجح منهم 28 ألفا، وفقا للمصدر نفسه.
وأعلنت الداخلية البريطانية الأسبوع الماضي إصرارها على ترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا رغم قرار المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان بإلغاء الترحيل. وقالت وزيرة الداخلية بريتي باتل، لأعضاء البرلمان، إن الحكومة لا تزال ملتزمة بإرسال طالبي اللجوء من المملكة المتحدة إلى رواندا. وأوضحت الوزيرة أن خطط الرحلات الجوية المستقبلية إلى البلد الأفريقي قد بدأت بالفعل.
وتابعت “لن يثنينا أحد عن القيام بالشيء الصحيح”. وأصدرت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان قرارا بإلغاء رحلة جوية كان يفترض أن ترحّل لاجئين من بريطانيا إلى رواندا.
ووصفت وزيرة الداخلية البريطانية قرار المحكمة بـ“المفاجئ والمخيب للآمال”. وقالت “نعتقد أننا ممتثلون تماما لالتزاماتنا المحلية والدولية، وقد بدأت بالفعل الاستعدادات لرحلاتنا المستقبلية”. وأضافت “لن نقف مكتوفي الأيدي ونترك عصابات الجريمة المنظمة الحقيرة بطبيعتها وسلوكها والشريرة تعامل البشر كبضائع”.
ولفتت الوزيرة البريطانية إلى أن بلادها لديها كل الحق في السيطرة على حدودها، قائلة إن الحكومة تعمل على إصلاح أنظمتها لجعلها “حازمة وعادلة”. وتأمل الحكومة أن تثني الخطة طالبي اللجوء عن عبور القنال الإنجليزي، حيث خاطر، حتى الآن خلال هذا العام، أكثر من 10 آلاف شخص بحياتهم في هذه الرحلة البحرية.
عدد محاولات المهاجرين الراغبين في الوصول خلسة إلى إنجلترا ارتفع بشكل حاد عبر القناة في النصف الأول من عام 2022 بعد عام 2021 القياسي
وقبل ذلك أعلنت باتيل تحديد الرابع عشر من يونيو الماضي موعدا لإقلاع أول رحلة تقل الدفعة الأولى من المهاجرين غير النظاميين إلى رواندا، بعد شهرين من إبرامها “اتفاق هجرة” مع الدولة الأفريقية لاستقبال مهاجرين وطالبي لجوء في بريطانيا.
وتشمل سياسة الحكومة منح الأشخاص الإقامة والدعم في رواندا أثناء النظر في طلب اللجوء الخاص بهم من قبل الدولة، وإذا ما نجحوا، فيمكنهم البقاء هناك لمدة تصل إلى خمس سنوات يحصلون خلالها على التعليم والدعم المادي.
وسيُعرض على أولئك الذين يفشلون في طلبات لجوئهم في رواندا فرصة التقدم للحصول على تأشيرات بموجب طرق الهجرة الأخرى إذا كانوا يرغبون في البقاء في البلاد، لكنهم مع ذلك يواجهون احتمال الترحيل.
وحتى الآن، لم يكن لتشديد سياسة الهجرة منذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي التأثير الرادع المتوقع حيث أن عدد المهاجرين الذين يعبرون المانش في قوارب صغيرة من شمال فرنسا سجل أرقاما قياسية.
وبين الأول من يناير والثالث عشر من يونيو سُجلت 777 عملية عبور ومحاولة عبور شملت 20.132 طالب هجرة (+68 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من عام 2021)، كما أعلنت وزارة الداخلية الفرنسية.