استعداء النظام الجزائري للمغرب يصل إلى البحث العلمي

ماموني

أمرت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الجزائرية في مراسلة الأساتذة الجامعيين بالانسحاب الفوري من “مجلة الباحث للدراسات والأبحاث القانونية والقضائية” التي نشرت عدة مقالات اعتبرتها الهيئة الوزارية “معادية للجزائر”، وبالامتناع عن نشر أي مقالات أو أبحاث علمية في المجلات المغربية، وبعدم المشاركة في الأنشطة الجامعية المغربية، مبررة ذلك بأن الأبحاث في تلك المجلات تساند “الأطروحات المغربية بشأن قضية الصحراء”.

ولم يستغرب مراقبون الخطوة التي تعكس استمرار التوتر الجزائري، في حين ربطها سياسيون مغاربة بغياب الموضوعية والرصانة عن صانعي السياسة الخارجية في الجزائر.

نبيل أندلوسي: النظام الجزائري يكشف في كل مرة عن عمق أزمته وعن تخبطه في علاقته بالمغرب

وبحسب الرسالة ذاتها تلقت مصالح وزارة التعليم العالي والبحث العلمي رسالة من وزارة الخارجية تفيد بانخراط عدد من الأساتذة الجزائريين الجامعيين في اللجنة العلمية لـ”مجلة الباحث للدراسات والأبحاث القانونية والقضائية” المغربية.

وشدد نبيل أندلوسي، الباحث في العلاقات الدولية، في تصريح لـه ، أن “هذه المراسلة تأكيد على التوجه العدائي للنظام الجزائري، وامتداد هذا العداء إلى الحقل العلمي والمعرفي والأكاديمي إفلاس حقيقي لهذا النظام”، مشيرا إلى أن “السياسة الخارجية للمملكة المغربية، أثبتت نضجها في علاقتها بالدولة الجزائرية، رغم الاستفزازات المتكررة”.

وحسب المراسلة يتوجب على جميع الأساتذة الجامعيين والباحثين الأكاديميين الجزائريين عدم المشاركة في المؤتمرات والندوات المنظمة بالمغرب، وعدم نشر أي مقالات أو أبحاث علمية في المجلات المغربية.

ويقول مراقبون إن هذه الخطوة تفضح السبب الحقيقي لقطع الجزائر العلاقات الدبلوماسية مع المغرب، والمتمثل في الغضب من النجاحات الدبلوماسية المغربية وحشد الدعم الدولي لرؤيته بشأن حل النزاع على الصحراء المغربية.

وكانت الجزائر قطعت في أغسطس الماضي علاقاتها مع المغرب متهمة الرباط بالوقوف وراء الحرائق التي اندلعت في منطقة القبائل والتي تزامنت مع حرائق شهدتها عدة دول متوسطية مثل اليونان وتركيا وتونس ولبنان، بالإضافة إلى اتهامه بدعم معارضين إسلاميين متشددين وانفصاليين من حركة “ماك” الأمازيغية دون تقديم أي دليل يثبت ذلك الاتهام.

رشيد الطالبي العلمي: تعنت حكام الجزائر ضيع على الشعوب المغاربية فرصها للتنمية

واعتبر مراقبون أن هذا الحدث بمثابة حلقة أخرى من مسلسل العداء الجزائري للمغرب الذي يهدف بشكل أساسي إلى إبعاد أنظار الشعب الجزائري عن المشاكل الداخلية وتعزيز مزاعم “المؤامرة” المغربية لتقويض الجزائر.

وعلق رئيس مجلس النواب رشيد الطالبي العلمي على هذا القرار بالقول “قضية الصحراء المغربية تعتبر قضية مصيرية بالنسبة إلى الشعب المغربي، لا ينازع في مغربيتها سوى كيان وهمي غير معترف به كدولة، لا من قبل الأمم المتحدة ولا من قبل الولايات المتحدة ولا من قبل أي منظمة جهوية في القارة الأميركية”، معتبرا أن “تعنت حكام الجزائر ضيع على الشعوب المغاربية فرصها للتنمية والاندماج والتكامل الاقتصادي والاجتماعي”.

وشدد الطالبي العلمي خلال أشغال الجلسة العامة لبرلمان مجموعة دول الأنديز، المنعقدة الاثنين في مدينة العيون، على أن “المملكة المغربية تقدمت أمام المنتظم الدولي بمبادرة جدية وذات مصداقية تتمثل في مقترح الحكم الذاتي، وقد راكمت هذه المبادرة دعما دوليا وإقليميا وجهويا كبيرا، كرسه خلال السنوات الأخيرة توالي افتتاح التمثيليات القنصلية بالأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية من طرف عدة دول وقوى وازنة على المستوى العالمي”.

وأكد نبيل أندلوسي أن النظام الجزائري يكشف في كل مرة عن عمق أزمته وعن تخبطه في علاقته بالمغرب، ويقول في هذا السياق “أن يصل الأمر إلى هذا المستوى فذلك دليل على تردّ حقيقي، ومحاولة للمس بالعلاقات بين شعبين شقيقين، رغم أن وقائع التاريخ أثبتت أنه لا يمكن أن تفرق بين الشعبين المغربي والجزائري ممارسات من هذا القبيل”.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: