ما إنْ إنفجرت قضية مكاتب السمسرة بمصر التي تنشط في زواج المغربيات بالمصريين ، حتَّى طفتْ حالاتُ زيجاتٍ مختلطة كثيرة بين مغاربة مصريين، إلى السطح، تسألُ عنْ حلِّ لإشكالاتهَا التي لا تزَالُ عالقة.
ولئنْ ، كانت حالة أمير رابح المصري الجنسية و المتزوج بمغربية وله طفلين، الذي بات يعيشُ بصورةٍ مأساوية بمصر ، بعيدا عن زوجته المغربية وأبنائه الحاملِين للجنسيَّة المغربيَّة، فإنَّ النساء المغربيَّات المقترنات برجالٍ مصريين وضعهنَّ أعقد من غيرهن، وبينهن من يكابدنَ فراقًا عائليًّا يطُول لسنوات.
حين ستسُوء الأوضاع تسوء بمرة، لما ذهب السيد أمير إلى مصر لزيارة أمه المريضة، بيدَ أنَّ المفاجأة كانتْ قاسية، فالسفارات المغربيَّة في الخارج، لمْ تعدْ تمنحُ التأشيرة لأيِّ مصري، كيفمَا كان وضعهُ، وبصرف النظر عن الاعتبارات العائليَّة والإنسانيَّة.
جرَّاء القرار، كان أمير رابح ، يدرِي لدى تقدمه بطلب تأشيرة مغربية في القاهرة، أنَّه سيجابهُ بالرفض، “لقدْ قضَى اربعة اشهر وهو ينتظر، ولا أحد التفتَ إلى حالته، بالرُّغم من تقديمه أوراقًا تثبتُ ارتباطه بمغربيَّة، وأنَّ لهُ أبناءً في المغرب يحتاجُ إلى أنْ يراهم ككلِّ أبٍ”، تقول سارة، زوجته المغربيَّة.
‘لكمْ أنْ تتخيلُوا حال ابنينْ لمْ يريَا أباهمَا لمَا يناهزُ ستة اشهر، وحجم المعاناة الإنسانيَّة التي تصيرُ بها العائلة”، تردفُ المتحدثة فِي اتصالٍ لها مع أخبارنا الجالية، بالرُّغم من كون الزوج المصري عاش بالمغرب لتزيد من خمس سنوات ، ولزوجته التي تعملُ في الدارالبيضاء القدرة على تدبير أوضاع الأسرة دون خلق أيِّ متاعب للدولة.
وترى سارة أنَّ العائلة لمْ تذَرْ بابًا إلَّا وطرقته، بيدَ أنَّ المآل كان واحدًا “السفارة في مصر تخبرهُ أنَّه لا جواب جاء من المغرب يخولُ إعطائه التأشيرة، ولمْ يتبقَّ لنا سوى مناشدة الملك محمد السَّادس “عسى أنْ يرأف بالحالة الإنسانيَّة، وقدْ باتتْ أسرةٌ مغربيَّة محرومة من أبيها المصري، على اعتبار أنَّ الأبناء حاملُون للجنسية المغربية، بمقتضى القانون.
وغدَاة انتظار عائلة الأمير رابح تدخلًا قدْ ينهِي معاناتها، على إثر انفراج ملفِّ مكاتب السمسرة ’، تظلُّ أسرٌ مغربيَّة ارتبطَ أفرادٌ فيها بمصريين، مرتهنةً بأخذ حالاتهم بعين الاعتبار وإفراد استثناءات لها في مسطرة التأشيرة، سيما أنَّ لدى عددٍ منهم الإمكانيَّات المادية للعيش في المغرب، ولنْ يضحُوا مهاجرين غير شرعيين كمنْ يعبرُون الحدود خفيةً من الجزائر.