مغاربة الخارج يعانون من تماطل وزارة الخارجية لتحمل مصاريف ترحيل جثامين الموتى المعوزين
بوشعيب البازي
أعلنت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ، أنها ستتكفل بنفقات دفن جثامين المغاربة المتوفين المعوزين والذين لا يتوفرون على تأمين بمقابر أو مربعات إسلامية بدول الاستقبال، غير أن جمعيات لمغاربة المهجر عبرت عن استيائها من بيروقراطية طول الاجراءات التي تتخدها السلطات المغربية في هذا الملف و التي تطول لأسابيع.
أعلنت الوزارة أنها ستتكفل بنفقات دفن جثامين المغاربة المتوفين المعوزين والذين لا يتوفرون على تأمين بمقابر أو مربعات إسلامية بدول الاستقبال، وذلك نظرا للتداعيات و الاجراءات المتخذة من طرف مجموعة من الدول بحرق جثث المهاجرين الغير الشرعيين المتخلى عنهم من طرف قنصليات بلدهم .
و رغم تأكيد الوزارة أن التمثيليات الدبلوماسية والمراكز القنصلية للمملكة المغربية بالخارج، ستسهر على تنفيذ هذا القرار عبر التنسيق مع أسر المتوفين وفق معايير وإجراءات محددة إلا أن تدخل هذه الاخيرة يبقى منعدما في العديد من الحالات التي تستوفي جميع المعايير ،الشيء الذي يجعل مغاربة العالم يتدخلون عبر مواقع التواصل الاجتماعي لجمع مصاريف الترحيل و الدفن.
ويأتي هذا الإجراء من أجل تكييف آلية ترحيل الجثامين الذي تشرف عليها وزارة الخارجية مع الأوضاع الحالية، بهدف تقديم كل الدعم للمغاربة المقيمين بالخارج وأسرهم في هذه الظرفية الخاصة التي تتطلب من الجميع التحلي بروح المواطنة والمسؤولية والتضامن وتفهم الأوضاع ببلدان الاقامة .
وذكرت الوزارة أنها كانت تعمل على التكفل بترحيل الجثامين إلى أرض الوطن في تنسيق تام مع التمثيليات الدبلوماسية والمراكز القنصلية للمملكة المغربية بالخارج، وفق برنامج يستهدف المغاربة المقيمين بالخارج الذين يوجدون في وضعية هشة وفي حالة عوز، والذين لا يتوفرون على تأمين خاص بترحيل الجثامين والبالغة أعمارهم سنة فما فوق.
وفي تصريح لأخبارنا الجالية قالت الفاعلة الجمعوية نجاة سعدون “أن المغرب تخلى على مواطنيه الضعفاء الذين سيتم حرقهم في بلدانالاقامة ، الشيء الذي يجعل بعض الجمعيات تطلب من المحسنين مصاريف الدفن و الترحيل في غياب تجاوب مع الهيئات الديبلوماسية المغربية ببلجيكا”.
“هنا الوضع كارثي، تم وضع ملف مغربي قتل بمدينة بروكسيل الاسبوع الماضي لدى القنصلية المغربية ببروكسيل و لحد يومنا هذا عائلته تنتظر ترحيله و لكن بدون جدوى” .
و تضيف نجاة أن “عائلات العديد من الأشخاص الذين توفوا لدهم رغبة وحيدة، هي دفن أحبائهم في المغرب و عدم التدخل لترحيل الجثامين إلى المغرب من شأنه أن يخلق عدة مشاكل و خصوصا و أن إقبار وزارة الجالية قد قطع صلة الوصل بين المسؤولين و بين الجالية ، و أضافت أنه يجب على المغرب أن يتصرف، نحن منهكون ولا نعرف كيف سينتهي كل هذا“.
وقالت نجاة و التي وجهت انتقاداتها بشكل خاص للسلطات المغربية، في تصريح لأخبارنا الجالية أنه “بجهد بسيط وقليل من الذكاء،كان يمكن لوزير الخارجية ناصر بوريطة أن يجد الحلول، التي تحترم كرامة من توفوا، عليهم إيجاد الحلول لإعادة الاعتبار لهم ولو بعد وفاتهم“. وأضافت “هذه الفترة هي اختبار للجميع بمن فيهم السياسيين“. وأضافت “نحن في لحظة سيسجلها التاريخ، سيذكر التاريخ عدم وقوف المسؤولين المنتخبين والأحزاب السياسية المغربية إلى جانب الجالية المغربية، في هذه الأوقات الصعبة“.
“إذا كان علينا ‘الاندماج‘ إلى حد دفن موتانا هنا، على النحو الذي أوصت به التمثيليات القنصلية، فما هو دور القنصليات والسفارات والحكومة أيضا، علما أن من بين واجباتها ضمان استمرارية الروابط بين أبناء الجالية ووطنهم الأصلي“.
وتابعت “لا تريد أي من السلطات المغربية اتخاد قرار بشأن هذا الموضوع، أنا على اتصال مباشر بسفاراتنا وقنصلياتنا، من أربع إلى خمس مرات في اليوم، لكن دون جدوى“. وعبرت عن أسفها “للخوف غير المبرر من أن هذه الجثث ستحرق في دول الاقامة “.