هناك ارتباط وثيق بين الحسد والحقد والنفاق والكذب فالحاسد حاقد والحاقد منافق والمنافق كذاب والداعي للحسد يكون بسبب الغيره وعدم القدره الاقتداء او عدم الحب او عدم القبول او عدم القدره على المسايره والمواجهه ولذا تجد ان صاحب هذه الصفات يعيش في صراع داخلي يرهق احساسه وتفكيره فهو يعلم حقيقة ذاته ويستنكرها ولكنه لا يستطيع التخلي عنها لانه يعتبر ذلك تخلي عن حقيقته التي لا يستطيع اخفاؤها عن ذاته ولا اظهارها لغيره وبالتالي يؤدي به الحسد الى الحقد لا لشيئ الا للشعور بالنقص وهذا حتما يدفعه الى الانتقاص من الآخرين ولانه لا يستطيع مواجهتهم يتحول به الحقد الى النفاق.
فالقلب وزير العقل قد يمرض بأمراض حسية دواؤها عند أهل الطب بإذن الله وقد يمرض بأمراض أخرى ، لا تظهر للعيان بل هي خافية في الجنان ،( كالشرك ، النفاق ، الحسد ، الغل ، الحقد ، العجب ، الكبر، التعالي ، الكذب ، النميمة ، الرياء .. وما أكثر أمراضه).
و هذا ما تابعته الجالية المغربية ببلجيكا بخصوص طرد النائب البرلماني فؤاد أحبضر من المكتب السياسي لحزبه بعدما صوت ضد مشروع قانون يمنع الذبح بدون التدويخ و الذي خلق جدلا كبيرا بين الاحزاب السياسية البلجيكية .
تابعت أخبارنا الجالية النقاشات الاربعة داخل البرلمان ببروكسيل كما حضرت للاستماع لتدخلات البرلمانيين من أصول مغربية على الخصوص في هذا الموضوع و التي دافع من خلالها البرلماني فؤاد أحيضر بكل شراسة عن الذبيحة الاسلامية حيث كان من بين الثلاث برلمانيين ( يوسف حمديشي و أحمد موحسين) الذين قاموا بكل ما هو ممكن للوقوف ضد الاحزاب التي عرضت مشروع القانون على البرلمان .
بعد قرار الطرد الذي تعرض له فؤاد أحيضر تعاطفت معه الجالية المغربية ببلجيكا و حاولت مساندته للتغلب على القرار الذي يعتبر غير قانوني و يشكل شططا في استعمال السلطة من طرف رئيس الحزب الشعبي الديموقراطي الفلاماني البلجيكي كونيير روسو.
إلا أن و كالمعتاد نرى بعض الاشخاص يخرجون برواية أخرى تدور تفاصيلها حول استغلال البرلماني فؤاد أحيضر لهذه المناسبة للعب دور الضحية و سحب البطانية من زملائه و تشويه الحقائق .
ويتبين أن هناك من يريد تشويه صورة برلماني حر عمل على تأدية واجبه بدون الاخذ بعين الاعتبار لموقف حزبه و يستغل من خلال رسالة مكتوبة توصلت اخبارنا الجالية بنسخة منها ليظهر «القلب السليم» بحيث، لا يلتزم شريعة، ولا يطبق حكماً، بحجة أن قلبه سليم.. فسلامة القلب الجزء الأساس لسلامة بقية الأعمال، فلو سلم القلب وأحب الله تعالى لأطاعه صاحبه، ولنفّذ أمره، وطبقه شرعه، وسلك منهجه، إن قبول العمل متوقف على شرطين أساسيين: الأول: سلامة القلب، وهي ما يعبر عنها بالإخلاص، والثاني: موافقة العمل للشريعة، من كتاب الله تعالى وسنة النبي صلى الله عليه وسلم.
فلا يجوز أن يدعي أحد سلامة القلب، يحاول تشويه صورة شخص آخر مجانا بغية التملق والتزلف والقربى من فلان وإلى فلان، لتتحول صفاته إلى صفات مقيتة، وإلى خلق ذميمة لا وزن لها ولا قيمة عند الله تعالى.. إن قوله تعالى: (يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ*إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) تشمل حقاً كل ما يتعلق بالعقيدة والعبادات والشريعة والأحكام والأخلاق والآداب، وككل ذلك متوقف على سلامة القلب، فالقلب السليم مفجر للطاقات، ومحفز لأداء الشعائر، ومصدر للخيرات، وأساس كل شيء ومقصد المقاصد.. ولقد أشار إلى ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله: «أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ»، كما بين أن استقامة الإيمان متوقفة على استقامة القلب، حيث قال: «لَا يَسْتَقِيمُ إِيمَانُ عَبْدٍ حَتَّى يَسْتَقِيمَ قَلْبُهُ»؛ لأنه لا قبول لعقيدة ولا عمل دون أن تكون نابعة من قلب مفعم بالإخلاص، سليم من الشوائب.
انظروا إلى الاتحاد الأوربي، لا دين يوحد بينهم، ولا لغة تجمعهم، وإنما وحدتهم المصالح، فتكاتفوا، وحمل القوي فيهم الضعيف منهم، ولم يحسدوا بعضهم البعض، ولم يحملوا في يوم من الأيام الشعار القائل«ليسقط فلان حتى أعلو أنا وأستفيد»..الحسد نار تحمي الله تعالى الصادقين منها، ويجعل الحاسدين وقودها، والصبر على الحاسد والدعاء له خير وسيلة للنجاة من ضرره وبوائقه.
إن ما يقوم به أبالسة اليوم أعظم خطراً مما يقوم به إبليس الجن، فإن إبليس الآدمي يستغل تفرقنا وتشرذمنا، ويضرب بعضنا بالبعض، لا يرعى فينا حق الإنسانية ولا مبادئ الكرامة والعزة، لا يخاطبنا إلا من خلال مبدأ المال، ينهب خيراتنا، ويستحل ثرواتنا، والبعض منا يدفع له بجود وسخاء.. إن الله تعالى جعل إصلاح القلوب أول مقدمة للإصلاح، وإذا لم تصلح القلوب فلن تصلح الأمة، لا أفراداً ولا جماعات، ولا على مستوى القادة.